بدور على كنز!
امبارح كنت محتاج أجيب استمارة طلبينها مني في الشغل لزوم التأمين. أول ما دخلت الوحدة الصحية، لقيت راجل ضخم بدقن طويلة وصوته خشن كأنه جاي من فيلم أكشن. سألته عن الاستمارة، قالي: "لالالالا، انت هتخش في الشارع اللي قدامك ده، تسيب تاني حارة، وتالت حارة، وتخش رابع حارة وتسأل عن سعد الطويل". بصراحة، حسيت إنه بيهزر وقعدت فترة أحاول أستوعب اللي قاله، بس قررت أروح.
دخلت في الحوارى اللي قالي عليها، وكل ما أمشي تضيق لحد ما لاقيت واحد بيبيع كبدة. سألته عن سعد الطويل، قالي: "أها، شايف الكشك اللي هنا ده؟ هو هناك"، وشاور بإيده. بصيت وما لاقيتش كشك، قربت لمكان ما شاور، ولقيت كشك فعلاً صغير جنب الطريق. جواه واحد لابس نضارة، تخين شوية، ولبسه مش لايق على بعضه، قاعد على كرسي وماسك جزمة بيحاول يصلحها. أول ما شوفته، لاحظت إنه قصير جداً، قلت لنفسي: "هو ده سعد الطويل؟".
دخلت عليه وسألته: "انت سعد الطويل؟" كنت متوقع يقولي: "ههه، عملوها فيك!"، لكن استغربت أكتر لما قالي: "أيوة، عايز إيه؟". قعدت أفكر شوية عقبال ما ردّيت وقلتله: "عايز استمارة كذا". فتح كوم الورق القديم، وقعد يدور ويدور، وفي الآخر طلع ورقة وقالي: "بستين جنيه".
طبعاً، أنا ما صدقتش، وخدت الورقة وحطيتها في وش الشمس عشان أتأكد إنها مظبوطة أو لأ، كأني بفحص فلوس مزورة. بعد ما تأكدت، دفعت الستين جنيه ومشيت.
على اخر اليوم حسيت إني بطل في فيلم كوميدي درجة تانية،واكتر حاجة كانت بتدور في دماغي انه كله فده الاستمارة.و على قد ما كنت فاكر ان كنت ماشي في طريق عمره ما هيوصلني لمحل فول حتى بس لاقيت الاستمارة في الاخر واتعلمت ان كممكن الاحقيقة توكن امتر من الخيال، و على الرغم من استحالة الموضوع في وجه نظر في الاول لا انه حصل.
علشنا كدة لازم نكمل ونشوف النهاية. الستين جنيه كانت تمن المغامرة والضحكة اللي حصلت في الآخر، و ممكن سعد الطويل دة يكون بطل في وجه نظر القرية دية و اسطورة حية عايشه بين سكانها ويمكن مسمينه سعد الطويل لسبب ما ما اساعنيش الوقت اني اعرفه.
بس في الاخر، روحت للمدير وادتله الاستمارة وحكيت له على كل اللي حصل. ضحك بصوت على وقالي: "دية مش مهمة اصلا".
