صلاح الدين الايوابي
صلاح الدين الأيوابي
مقدمة
يُعَدّ صلاح الدين الأيوبي (1138 – 1193م) المؤسس الفعلي للدولة الأيوبية، وبطلاً من أبطال العروبة مع كونه كردي الأصل. فقد اختاره العاضد آخر الخلفاء الفاطميين للوزارة وقيادة الجيش، ولقبه بالملك الناصر، لأنه نجح في صد الصليبيين عندما هاجموا دمياط. وقد عمل صلاح الدين بعد ذلك على تدعيم النفوذ السني داخل مِصْرَ الفاطمية. وعندما مرض الخليفة الفاطمي العاضد مرض موته، قطع صلاح الدين خطبته، وخطب للخليفة العباسي المستضيء بأمر الله، وانتهى بذلك أمر الفاطميين سنة (1171م/ 567هـ). وبدأ صلاح الدين حركة الاستقلال بمِصْرَ والتمكين لنفسه من حكمها وتأمينها؛ فشيد القلعة، وأنشأ سور القاهرة، وبدأ تكوين في تكوين الجيش من المِصْرَيين وغير المِصْرَيين، وقضى على الفتن الداخلية وحركات التمرد. فأضحت دولته أعظم الدول الإسلامية في الشرق، واستطاع بعد ستة عشر عامًا من العمل المتواصل استكمال مسيرة الجهاد الإسلامي والانتصار على الصليبيين في معركة حطين (1187م/ 583هـ) واسترداد بيت المقدس.
نسب صلاح الدين الايوابي
الملك الناصر أبو المظفر صلاح الدين والدنيا يوسف بن أيوب بن شاذي بن مروان بن يعقوب الدُويني التكريتي .
المشهور بلقب صلاح الدين الأيوبي قائد مسلم أسس الدولة الايوابية التي وحدت مصر والشام والحجاز وتهامة واليمن في ظل الراية العباسية، بعد أن قضى على الدولة الفاطيمية التي استمرت 262 سنة.
وُلِدَ صلاح الدين في تكريت في العراق عام 532 هـ/1138م في ليلة مغادرة والده نجم الدين ايواب قلعة تكريت حينما كان واليًا عليها، ويرجع نسب الأيوبيين إلى أيواب بن شادي بن مروان من أهل مدينة دُوِين القديمة في ارمنيا والتي نفي منها شاذي عام 524 هـ/1130م عندما استولى أمير تركي على المدينة من أميرها الكردي.
اختلف المؤرخون في نسب العائلة الأيوبية حيث أورد المؤرخ الموصلي ابن اثير الجارزي في تاريخه أن أصلهم من الأكراد الرَوَاديَّة وهم فخذ من الهذابنية القبيلة الكُردية المهيمنة في منطقة دوين آنذاك.
ويذكر أحمد بن خلقان ما نصه: «قال لي رجلٌ فقيه عارِفٌ بما يقول، وهو من أهل دوين، إن على باب دوين قريةً يُقال لها أجدانقان وجميع أهلها أكراد رَوَاديَّة، وكان شاذي قد أخذ ولَدَيه نجم الدين ابواب أسد الدين شريكوه وخَرَجَ بهما إلى بغداد ومن هناك نزلوا تكريت ومات شاذي بها وعلى قبره قبة داخل البلد»،
في حين وبعد أن استقر الأيوبيون في السلطة، تبنى جماعة من ملوكهم أنسابًا عربية نبيلة وأنكروا النسب الكردي،حيث قالوا «إنما نحن عرب، نزلنا عند الأكراد وتزوجنا منهم.»، ومع ذلك اختلف هؤلاء في نسبهم فالملك المعز إسماعيل الأيوبي صاحب اليمن أرجع نسب بني أيوب إلى بني امية وحين بلغ ذلك الملك العادل سيف الدين ابي بكر ابن ايواب قال: «كذب إسماعيل ما نحن من أمية أصلاً»، أما الأيوبيون ملوك دمشق فقد أثبتوا نسبهم إلى بني مرة بن عوف من بطون غطفان وقد أحضر هذا النسب صاحب دمشق وأسمعه ابنه الملك الناصر صلاح الدين داود.
وقد شرح الحسن بن داود الأيوبي في كتابه الفوائد الجلية في الفرائد الناصرية ما قيل عن نسب أجداده وقطع أنهم ليسوا أكرادًا، بل نزلوا عندهم فنسبوا إليهم. وقال: «ولم أرَ أحداً ممن أدركتُه من مشايخ بيتنا يعترف بهذا النسب».
وكان نجم الدين والد صلاح الدين قد انتقل إلى بعلبك حيث أصبح واليًا عليها مدة سبع سنوات وانتقل إلى دمشق ، وقضى صلاح الدين طفولته في دمشق حيث أمضى فترة شبابه في بلاط نور الدين محمود ابن زنكي أمير دمشق إن المصادر حول حياة صلاح الدين خلال هذه الفترة قليلة ومبعثرة، لكن من المعروف أنه عشق دمشق عشقًا شديدًا، وتلقى علومة فيها، وبرع في دراساته، حتى قال عنه بعض معاصريه أنه كان عالمًا .
وتنص بعض المصادر أن صلاح الدين كان أكثر شغفًا بالعلوم الدينية والفقة الاسلامي من العلوم العسكرية خلال أيام دراسته.
وبالإضافة إلى ذلك، كان صلاح الدين ملمًا بعلم الانساب والسير الذاتية وتاريخ العرب والشعر، فحفظ ديوان الحماسة عن ظهر قلب، أيضًا أحب الخيوال العربية المطهمة، وعرف أنقى سلالاتها دمًا.