تاريخ الأمثال العربية وحكاية بعضها و تحليلها

تاريخ الأمثال العربية وحكاية بعضها و تحليلها

0 reviews

## النهارده هنحكي عن مثل عربي من الأمثال القديمة قوي في العصر الجاهلي و عن قصة المثل ده و الغريب في قصة المثل إنه جواه أمثال تانية  ... طب ما تيجي نشوف سوا .

المثل اسمه (  الحَدِيثُ ذُو شُجُون‏.) دا مثل عربي قديم بس يشبه الجملة اللي احنا بنقولها دايما ( إن الكلام بيجيب بعضه‏(  و كلمة شجون مش معناها حزن لأ معناها ذو طُرُقٍ يعني متواصل مع بعضه زي السلسلة كده كل حلقة متوصلة مع الحلقة اللي بعدها المثل دا بينضرب في الحديث يُتَذَكر به غيره ‏. يعني زي ما قلتلك الكلام بيجيب بعضه. ‏ وقد نظم الشيخ أبو بكر علي بن الحسين القهستاني هذا المثَلَ و مثلاً  آخر في بيت واحد ، و أحسن ما شاء ، و هو ‏:‏ 

تَذَكَّرَ نَجْداً و الحديثُ شُجونُ  *  فَجُنَّ اشْتِيَاقاً و الجُنُوُنُ فُنُونُ 

إيه بقى حكاية المثل ده أول من قال هذا المثل ضَبَّة بن أدّ ابن طابخة بن إلياس بن مُضَر ،تلاحظ كده ان اللي كتب المثل ده كان متأكد جدا من الحكاية طب أيه الدليل ؟ الدليل يا سيدي انه كتب اسم اللي اتقال فيه المثل كاملا بس كان ناقص يكتب الرقم القومي بتاع الرجل وضبة ده كان له ابنان واحد اسمه سَعْد و  التاني اسمه سعيد ، و ضبة كان عنده إبل زيه زي بقية العرب اللي في عصره و الإبل دي هربت بالليل فقال لولاده الاتنين إنهم يروحوا يدوروا عليها و فعلا راحوا يدوروا بس كل واحد منهم راح في اتجاه المهم سَعد لقاها و رجعها . و مشي  سُعيد يدور بس طبعا ملقهاش  و هو بيدور قابل واحد اسمه  الحارث بن كعب . و كان  سُعيد لابس بُرْدَينِ (  البُرد يعني زي العباية الرجالي اللي بتتلبس فوق الجلابية الرجالي ) فالحارث طلب منه أنه يديله واحدة منهم لكن سُعيد رفض فالحارث قام  قتله ! أه قتله ( ما دا كان في العصر الجاهلي والحماقة في التصرف والقتل المجاني بدون سبب مقنع كان منتشر مفهوش غرابة و العصر دا اللي هو قبل البعثة النبوية و  اتسمى العصر الجاهلي في الغالب لأن كان الجهل والحماقة في التصرفات موجودة و كتيرة زي الإغارة على أي قبيلة تانية او القتل لأبسط الأسباب أو دفن البنات أحياء و هم لسه مولودين و غيره كتير )  المهم بعد ما أقتله أخذ الحارث البُرْدَيْن و مشي .

طب بالنسبة لأبو سُعيد كان إيه وضعه دا كان مسكين . ضبة أبو سُعيد إذا جه الليل و شاف حاجة بتتحرك بالليل بني آدم أو أي شيء في الضلمة قال ‏L‏ ( أسَعْد أم سعيد ‏؟ ‏) فجملته دي بقت مثل بينضرب  في النجاح و الخيبة و الفشل لأن سعد هو اللي نجح و قدر يرجع الإبل أما سعيد فمقدرش يرجع الإبل يعني فشل و دا بقى شبه المثل المصري اللي بيقول ( سبع و لا ضبع ) يعني نجحت و لا فشلت .

المهم  ضبة بعد كده قعد فترة مش محددة قد إيه و بعدين راح  الحج ( اه كانوا بيحجوا بس للكعبة و للأصنام و كمان كان في أشهر حُرم زي اللي في الإسلام بالضبط و طبعا شهر الحج دا شهر حرام يعني حرام فيه القتل أو الإغارة أو غيره ) و راح ضبة على سوق عُكَاظ ( دا سوق للبيع و الشرا و حتى فيه مباريات الشعر و كان بيتعمل في مكة في أيام الحج في الجاهلية )  و هناك قابل  الحارث بن كعب اللي قتل ابنه و شافه لابس البُرْدَين بتوع  ابنه سعيد ، فعرفهم ، فقال له ‏:‏ ممكن تقولي  البردين اللي انت لابسهم دول جايبهم منين ؟‏ قاله :‏ اه لقيتُ غلام ( عيل كده ) و هو لابسهم فطلبت منه يديني واحد منهم لكنه رفض فقتلته و أخدت البُرْدَين منه . فقاله ضبة‏ :‏ قتلته بسيفك ده         ‏؟‏ قال‏ :‏ أيوه  فقاله ‏:‏ طب ممكن أشوف السيف ده أنا حاسس انه سيف قوي  فالحارث اداله السيف ، فلما أخذَه من ايده بص فيه كده و هَزَّه و قال ‏:‏ ( الحديثُ ذو شجون ) يعني الكلام موصل على بعضه و الكلام جاب بعضه  و ضربه لغاية لما موته  فالناس قالتله ‏:‏ يا ضبة ازاي  نعمل كده و تقتله و احنا في الشهر الحرام ‏؟‏ فقال‏ :‏ ( سَبَقَ السيف العذل يعني " اللوم " ) يعني السيف كان أسبق من كلامكم أو لومكم و دا المثل التالت في حكايتنا و المثل دا يشبه المثل المصري اللي بيقول  (  الطوبة جت في المعطوبة ) أو المثل التاني اللي بيقول ( جاي بعد خراب مالطة . )

فالأخ ضبة ده هو  أول واحد اتقالت في حكايته التلات أمثال دول ( أسعد أم سعيد / الحديث ذو شجون‏/ سبق السيف العذل . )

و في شاعر اسمه الفرزدق قال بيت شعر عن الحكاية دي بيقول 

لا تأمنَنَّ الحربَ إنَّ اسْتِعَارَها * كَضَبَّةَ إذ قال‏ :‏ الْحَدِيثُ شُجُونُ‏ .

يعني متجبش سيرة الحرب لأن سيرتها هتزودها و تجيبها لغاية عندك زي ما حصل مع ضبة وحكايته . 

# إيه بقى اللي ممكن نقوله في نهاية الحكاية اللي أنت سمعتها دي :  الحكاية  اللي انت سمعتها دي  فيها كتير من الملامح والخصائص اللي اتكلمنا عنها في الأول و اللي موجودة في أي حكاية مثل  زي إيه : 

# أولا الإيجابية والاجتماعية - إن العرب زمان كانوا بيعتمدوا على الإبل في حياتهم   - و  بيعتمدوا على أولادهم  - و تعظيمهم للأشهر الحرم و كمان حاجة ايجابية أخيرة - هي رواج الشعر حتى كان بيتعمل له سوق ( زي سوق عكاظ ) .

#  أما بقى الحاجات السلبية بقى - القتل بدون سبب زي ما عمل الحارث , - فكرة الثأر اللي عملها ضبة لما قتل الحارث - و بعضهم مكنش بيعظم الشهر الحرام لو كان عنده تار زي ما عمل ضبة ,- الغدر اللي عمله الحارث مع سُعيد و قتله لأنه استصغر سنه و الغدر اللي عمله ضبة لما طلب السيف من الحارث و هو ادهوله بسلامة نية و ضبة غدر بيه و قتله بردو  آخر حاجة بقى - الحماقة و الجهالة العامة في التصرفات عشان كده حكاية المثل ده بتبيّن كتير من خصائص وصفات المجتمع و العصر اللي اتقال فيه المثل  .

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

3

متابعين

1

متابعهم

1

مقالات مشابة