خريطة الشرق الأوسط الكبير بين التوحد والانهزام
فـي عـام 2006، نشـر رالـف بـيـتـرز، وهو عقيد مـتـقـاعـد فـي الـجـيش الأمـریـکـی، مـقـالا عـن « الشرق الأوسط الكبير » جاء فيه إن الـحـدود الـجـديـدة للبلاد المكونة له، يجب أن تعكس عنصر «الانتماءات الـعـرقـيـة » »والـطـائـفـيـة الدينية » .
على هذا الأساس، تم اقتراح خريطـة لـهـا أوجـه تشـابـه عديدة مـع خـريـطـة يـنـون .
وتجدر الإشارة هنا أن رالف بیترز شغل منصب ضابط الاستخبارات العسكرية الأمريكية، وكان عضوا في مرکز «مشـروع للقرن الأمـريـكـي الـجـديـد «
Project for New American Century PNAC
الـتـابـع للـمـحـافـظـيـن الجدد، والذي كان له تأثير كبير على إدارة بوش الإبـن . جـيـفـراي جولدبرغ من جهته، اقترح في عام 2008 خريطة أخرى لـ«الشرق الأوسط الـكـبـيـر» حيث خطط فيها لتقسيم سـوريـا والـعـراق، ولـكـنـه أضاف إلـيـهـمـا أيضا تقسيم السودان إلى دولتين، وأطلق اسم «السودان الجديد» على هذا الكيان الوليد، وللتذكير فقد انفصل جنوب السودان | عـن شـمـالـه رسميا في عام 2011 ، أي بعد ثلاث سنوات من نشر خريطة غولدربرغ.
من جهته اقترح الباحث روبن رايت في سبتمبر | أيلول 2013 خريطة جديدة لتقسيم المنطقة تعتبر أحداث «تقطيع الفتوح حتى الآن للشرق الأوسط الكبير، بالإضافة إلى تقسيمات سوريا والعراق، اقترح هذا الباحث تقسيم ليبيا إلى ثلاث كيانات :
طرابلس (تريبوليتانيا)
وبرقة (سيرنايكا) وفزان .
كما تتضمن هذه الخريطة تقسيم اليمن إلى جزءين (شمال وجنوب )، وهو الوضع الذي كان سائدا قبل عام (1990)، عام إعادة توحيد البلد .
يقع كثير من الناس مشككين في مسألة التدخل النشط للولايات المتحدة في هذا الربيع العربي، على الرغم من وفرة الأدلة وتنوعها, حيث سنحت لنا الفرصة للاعتماد على وثيقة رسمية صادرة عن الإدارة الأمريكية تؤكد {الحملة تدخل الأخيرة في نشطة واستباقية لتغيير النظام في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا } .
وقد أمكن الحصول على هذه الوثيقة بموجب قانون رية المعلومات وقد شرت في يونيو ا خيزران 2014 ، وهي صادرة عن وزارة الخارجية الأمريكية ستار 21 اوبرا تشرين الأول 2010 . وتوضح الوثيقة بجلاء "البنية المفصلة لبرامج وزارة الخارجية التي ترمي إلى إنشاء منظمات "المجتمع المدني" ولا سيما المنظمات الغير الحكومية، بهدف تغيير السياسات المحلية للبلدان المستهدفة لصالح السياسة الخارجية وأهدافها في خدمة الامن القومي الامريكي.
ورغم الاسلوب الدبلوماسي المستعمل ، فالوثيقة المكونة من خمس صفحات ، تقول بدون مواربة { بـأن الـهـدف هو تشجيع التغيير السياسي وتوجيهه في البلدان المعنية المستهدفة }.
كانت هناك فعلا عدة بلدان "مستهدفة" إدراجـهـا فـي وثيقة وزارة الخارجية من بينها : تونس ومصـر والـيـمـن وليبيا وسوريا .
هل بعد كل هذا ما يـقـال بخصوص هذه الانتفاضات التي هبت على بعض الدول العربية والتي حتى بعد اختيار إسمها وإشهاره من الغربيين !!
صحيح ان الوضع الاجتماعي ،السياسي ، الاقتصادي أعطى أرضية خصبة لتبت فوقها كل أنواع التمردات ولكن هذا لا يقلل من التدخل الامريكي وكثافته فالأموال المستثمرة في هذه الانتفضات والتدريبات الممنوحة لصناعها ومنظميها والحماية الدبلوماسية والامريكية والغربية الاستعراضية التي أمنت لها الحماية تؤكد ذلك.
مـن نـاحـيـة أخـرى فأن السياسة الخارجية لم تكن في يوم من الأيام نموذجا يحتذى به للأعمال الخيرية او لأحترام علاقة الصداقة . ضخامة التجسس المنظم الذي تمارسه وكالة الأمن القومي تجاه الدول الغربية الأخرى , والتي تعتبرها حلفاء لها , امرا بات مفضوحا ويحمل الكثير من العبر .
وقد صرح جان جاك اورفواس وزير العدل الفرنسي السابق في الجمعية الوطنية الفرنسية معلقا {هذه الحادثة جديدة } التجسس الأمريكي على الروؤساء الفرنسيين وكشفت ان الولايات المتحدة الامريكية ليس لها حلفاء بل لها اتباع مستهدفون وما ان تجسست على أقرب حلفائها فما هي قادرة بفعله على الدول الأخرى خاصتا العربية .
الربيع العربي يا لها من مزحة سمجة , أن الربيع فصل جميل لا يحق لنا أن نضرب به مثل انتفاضات العنف والمسمات التغيير الشعبي للحكم عامة التي رمت بالعالم العربي الى فوضى عارمة ومستقبل مجهول وطمس للحريات الشخصية وتدنيس الدين وكبت النشاط الوطني .
