
"ما بيننا حب" الجزء الاول
عنوان القصة: “ما بيننا حب”
في قلب القاهرة، حيث تمتزج الضوضاء بالحياة، وحيث يلتقي الغرباء يوميًا دون أن يدركوا أن القدر قد يحاك لهم قصة لم يتوقعوها، كانت هناك فتاة تدعى "ليلى". فتاة بسيطة، تعمل في مكتبة صغيرة وسط المدينة، تعشق الكتب والروايات، وتعيش بين السطور أكثر مما تعيش في الواقع.
في يوم مزدحم كغيره، دخل شابٌ يُدعى "عمر" إلى المكتبة. كان يبحث عن كتاب معين، لكن عيناه وقعتا على ليلى قبل أن يقع على العنوان الذي يريده. لم تكن فتاة تلفت الانتباه بسهولة، لكن فيها هدوءًا غريبًا، وكأنها تنتمي إلى عالم مختلف عن الصخب الذي يحيط بها.
سألها عن الكتاب، فأرشدته إليه، لكنها لاحظت تردده في شرائه، فسألته:
— “يبدو أنك غير متأكد من اختيارك؟”
ابتسم قائلاً:
— “الحقيقة أني لا أقرأ كثيرًا، لكن صديقًا نصحني بهذا الكتاب، وأريد أن أجرب.”
نظرت إليه ليلى بفضول وسألته:
— “أي نوع من الكتب تفضل؟”
ضحك قائلاً:
— “أنا أُفضل الأفلام أكثر من الكتب، ربما لهذا لا أقرأ كثيرًا.”
كان الحوار بسيطًا لكنه طال أكثر مما كان متوقعًا. لم يكن عمر يتوقع أن يجد نفسه مرتاحًا في الحديث معها، ولم تكن ليلى تتوقع أن تجد شخصًا خارج عالم الكتب يستطيع أن يجذب انتباهها.
مرت الأيام، وعاد عمر إلى المكتبة مرات عديدة، ليس فقط من أجل الكتب، بل لأنه أحب الحديث مع ليلى. ومع كل زيارة، كانت هناك لحظات صغيرة تنمو بينهما، نظرات طويلة، ضحكات خفيفة، واهتمام متبادل لم يُعلن عنه صراحة.
لكن الحب ليس دائمًا سهلًا، فبينما كان عمر يعيش حياة مليئة بالمغامرات والتنقلات، كانت ليلى فتاة تعشق الاستقرار والبساطة. بينهما اختلافات كثيرة، لكن بينهما أيضًا شيء أقوى من كل الاختلافات... شيء يشبه الحب.
في أحد الأيام، جاء عمر إلى المكتبة، لكن ليلى لم تكن هناك. سأل عنها، فعلم أنها استقالت. شعر أن شيئًا ما يُسحب من بين يديه، فبحث عنها حتى وجدها تعمل في مكتبة أخرى، وعندما التقاها قال لها بلهفة:
— “لماذا رحلتِ دون أن تخبريني؟”
أجابت بابتسامة خفيفة:
— “لم أعتقد أن الأمر سيهمك.”
نظر إليها عمر طويلاً، ثم قال بصوت خافت لكنه مليء بالمشاعر:
— “يهمني أكثر مما تتخيلين، لأنني أتيت هنا اليوم ليس من أجل الكتب، بل من أجلك.”
ابتسمت ليلى، ولأول مرة، شعرت أن الواقع قد يكون أجمل من القصص التي تقرؤها.








