حب تحت المطر

حب تحت المطر

0 reviews

عنوان القصة: حب تحت المطر

الفصل الأول: اللقاء الأول

في شوارع الرياض المزدحمة، وسط زحام السيارات وضجيج الحياة، كانت "ليان" تقف تحت مظلتها تحتمي من زخات المطر الخفيفة. لم تكن تتوقع أن هذا اليوم العادي سيحمل لها لحظة تغير مجرى حياتها.

بينما كانت تنتظر سيارة الأجرة، مرت سيارة مسرعة بجانبها، متسببة في تطاير المياه على عباءتها الأنيقة. استدارت بغضب، لكن سرعان ما تحول غضبها إلى دهشة عندما رأت السائق ينزل معتذرًا. كان "سالم"، رجل في أوائل الثلاثينات، ذو ملامح هادئة وعينين تعكسان ندمًا صادقًا.

  • "أنا آسف جدًا، لم أقصد ذلك!" قال سالم وهو يقدم لها منديلاً.
  • نظرت إليه ليان بحدة، لكنها لم تستطع منع ابتسامة صغيرة من الظهور: "لا بأس، المطر سيفعل ما فعله ماء الطريق."

كانت هذه البداية فقط.

الفصل الثاني: تناغم الأرواح

مرت الأيام، والتقت ليان وسالم مجددًا في مكتبة صغيرة كانت تهرب إليها من ضجيج المدينة. كان سالم واقفًا أمام أحد الرفوف، يبحث عن كتاب، وعندما التفت، وجدها أمامه.

  • "أوه، أنتِ الفتاة التي أفسدتُ يومها بالمطر!" قال بابتسامة محرجة.
  • ضحكت ليان: "وأنت السائق الذي كاد يحولني إلى تمثال ماء."

ضحك الاثنان، ومنذ ذلك اليوم أصبحا يلتقيان كثيرًا، تجمعهما الكتب والموسيقى والنقاشات العميقة. اكتشفا أن كلاهما يحلم بالسفر، ويحب القهوة العربية، ويؤمن بأن الحب الحقيقي لا يحتاج إلى كلمات كثيرة.

الفصل الثالث: عاصفة المشاعر

لكن الحياة ليست رواية رومانسية بلا عقبات.

سالم، رغم حبه العميق لليان، كان يحمل مسؤوليات عائلية ثقيلة. هو الابن الأكبر لعائلة تقليدية تعتمد عليه في إدارة الأعمال، وليان كانت فتاة مستقلة تسعى وراء أحلامها في العمل والسفر.

حين تقدم سالم لخطبتها، واجه رفضًا شديدًا من عائلته. "هي ليست من عائلتنا، وليست مناسبة لك،" قال والده بصرامة.

أما ليان، فكانت ممزقة بين قلبها الذي ينبض بحب سالم، وعقلها الذي يدرك أن التقاليد أقوى من العاطفة أحيانًا.

الفصل الرابع: القرار الصعب

ابتعدا لفترة، كل منهما يحاول التعايش مع الفراغ الذي تركه الآخر. لكن ذات مساء، عندما كانت ليان في المكتبة التي شهدت لقاءهما الأول، وجدت كتابًا بين رفوفها، بداخله رسالة صغيرة:

"الحب الحقيقي لا ينتهي بفراق، بل ينتظر لحظة الشجاعة." – سالم

لم تستطع تمالك دموعها. أدركت أنه مهما كانت الصعوبات، فإن حبها لسالم يستحق المحاولة.

الفصل الخامس: الحب ينتصر

في ليلة ماطرة أخرى، قرر سالم أن يواجه عائلته للمرة الأخيرة. تحدث إليهم بصراحة عن حبه لليان، عن كيف أنها تكمله، وكيف أن السعادة لا تُقاس بالأسماء أو الأنساب.

بعد نقاش طويل، وبعد رؤية إصرار ابنهما، رضخ والديه أخيرًا. كان ذلك انتصارًا للحب.

في تلك الليلة، تحت المطر الذي شهد لقاءهما الأول، تقدم سالم إلى ليان حاملاً خاتم الخطوبة. نظرت إليه بعينين دامعتين، ثم همست: "وأخيرًا، وجدنا شجاعتنا."

احتضنه المطر، كما احتضنهما الحب، وبذلك بدأت فصول جديدة في حياتهما، فصول كتبت بحروف المطر والحب الصادق.

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
similar articles