جبر الخواطر طريق للجلب السعاده.

جبر الخواطر طريق للجلب السعاده.

0 reviews

في أحد الأيام الباردة، كان هناك شاب يدعى سامي، يمر بوقت صعب في حياته. فقد فقد وظيفته وكان يشعر بالإحباط. قرر أن يذهب إلى حديقة قريبة ليتنزه قليلاً لتهدئة نفسه. وبينما هو يسير في الحديقة، شاهد امرأة مسنّة تجلس على مقعد خشبي، تبدو حزينة ومغمورة بالهموم.

اقترب منها سامي بلطف وسألها إن كانت بحاجة إلى مساعدة. ابتسمت المرأة وقالت: "لا، ولكن أشعر أن الأيام تمرّ ثقيلة على قلبي". جلس سامي بجانبها وبدأ الحديث معها. أخبرته بأنها فقدت زوجها قبل عدة أشهر، وكان قلبها مثقلاً بالحزن والوحدة. استمعت إليها سامي بانتباه، وأخبرها عن شعوره بالخسارة أيضًا بسبب فقدانه لوظيفته، وكيف أصبح يشعر بالعجز.

ثم، قرر أن يخفف عن المرأة بكلمات طيبة. قال: "لن تبقى الحياة دائمًا كما هي الآن، فكل شيء يأتي ويذهب، ولكن الأمل في القلب هو ما يبقينا على قيد الحياة". ابتسمت المرأة قليلاً، فشعر سامي أنه قد جبر خاطرها ولو بشكل بسيط.

مرت الأيام، وبدأ سامي يشعر ببعض التحسن. وبعد فترة، تلقى عرضًا جديدًا للعمل، وبدأ قلبه يشعر بالأمل مرة أخرى. وفي يوم من الأيام، قرر أن يعود إلى الحديقة نفسها ليشكر المرأة المسنّة على كلماتها الطيبة. وعندما رآها، وجدها قد ابتسمت أكثر وبدت أكثر سعادة. قالت له: “لقد كانت كلماتك هي ما جعلني أستعيد أملًا صغيرًا في الحياة، وأنت أيضًا أعطيتني فكرة أنه في كل لحظة من الحزن، يوجد شخص يمكنه أن يبعث السعادة في قلبنا.”

فهم سامي في تلك اللحظة أن جبر الخواطر ليس فقط أمرًا بسيطًا، بل هو أثر عميق في النفس. فقد يتغير مسار حياتنا فقط من خلال كلمة طيبة، ومن خلال إظهار القليل من الاهتمام والرحمة للآخرين. فمساعدة الآخرين في التغلب على آلامهم يمكن أن تفتح لنا أبواب السعادة والتفاؤل.

ومنذ ذلك الحين، أصبح سامي يحرص على أن يكون مصدرًا للسعادة والراحة للآخرين، سواء كانوا أصدقاء أو غرباء، لأنّه يعلم الآن أن جبر الخواطر لا يحسن فقط من حال الآخرين، بل يعود بالنفع عليه أيضًا، ويجعل الحياة أكثر إشراقًا.

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

1

followings

1

followings

6

similar articles