قصة ياسر وليلي

قصة ياسر وليلي

0 reviews

قصة حب: رياح القدر

في مدينة صغيرة تكتسي شوارعها بالهدوء وأشجار الزيتون، كان يعيش "ياسر"، شاب في الثلاثين من عمره، يعمل رسامًا يلتقط بفرشاته جمال الحياة الذي يراه في التفاصيل البسيطة. كان ياسر يعيش حياة هادئة، يقضي أيامه بين لوحاته وأحلامه التي لم تكتمل. لكنه كان يشعر دائمًا بفراغ غامض في قلبه، كأن شيئًا ما ينقصه.

في يوم مشمس، بينما كان ياسر يجلس في حديقة المدينة يرسم غروب الشمس، لاحظ فتاة تقرأ كتابًا تحت شجرة بعيدة. كانت "ليلى"، ذات الشعر الأسود الطويل والعينين اللتين تحملان قصصًا لم تُروَ بعد. كان هناك شيء في طريقتها الهادئة وهي تقلب صفحات الكتاب جذب انتباه ياسر. قرر أن يرسمها دون أن يدرك أن تلك اللحظة ستغير حياته.

في الأيام التالية، أصبحت الحديقة مكانًا يلتقيان فيه "مصادفة". بدأت محادثاتهما بكلمات خجولة عن الكتب والفن، ثم تحولت إلى نقاشات عميقة عن أحلامهما ومخاوفهما. ليلى، التي كانت تعمل كاتبة قصص قصيرة، كانت تحمل في قلبها جرحًا قديمًا من حب سابق خذلها، مما جعلها حذرة من الاقتراب من أي شخص. أما ياسر، فكان يرى في عينيها عالمًا يريد أن يكتشفه، لكنه كان يخشى أن يكون مجرد ظل عابر في حياتها.

مع مرور الوقت، بدأت مشاعرهما تنمو كشجرة تتسلق أغصانها نحو السماء. في إحدى الليالي، تحت سماء مرصعة بالنجوم، اعترف ياسر بحبه لها. كانت كلماته بسيطة لكنها عميقة، مثل لوحة رسمها بقلبه: "ليلى، أنتِ اللوحة التي كنت أبحث عنها طوال حياتي، وأخشى أن أكمل الرسم لأنني لا أريد لهذه القصة أن تنتهي." ليلى، التي كانت تخشى الحب، شعرت بدفء كلماته يذيب جدران قلبها. لكنها ترددت، وقالت له إنها تحتاج إلى وقت لتثق مرة أخرى.

لم يكن الطريق سهلاً. جاء يوم قررت فيه ليلى السفر إلى مدينة أخرى لإكمال روايتها الأولى، مما جعل ياسر يشعر أن حلمه يتلاشى. لكنه قرر ألا يستسلم. بدأ يرسل لها رسوماته عبر البريد، كل لوحة تحمل رسالة صغيرة تحكي عن شوق قلبه. كانت اللوحات تعبر عن لحظاتهما معًا: ضحكتها تحت شجرة الزيتون، نظرتها الحالمة أثناء قراءة كتاب، وغروب الشمس الذي شهد بداية قصتهما.

بعد أشهر، عادت ليلى إلى المدينة. في تلك الليلة، وقفت أمام معرض صغير نظمه ياسر لعرض لوحاته. كانت المفاجأة أن جميع اللوحات كانت عنها، عن قصتهما. اقتربت منه، وعيناها مليئتان بالدموع، وقالت: "كنت أظن أن الحب مجرد كلمات في رواياتي، لكنك جعلتني أؤمن أنه حقيقي." في تلك اللحظة، عانقها ياسر، وشعرا أن القدر قد جمع بين قلبين كانا يبحثان عن بعضهما دون أن يعلما.

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

1

followings

0

followings

1

similar articles