
✨📖 العناد والعشق 📖✨
الفصل الأول – اللقاء الأول
في حي شعبي بسيط، البيوت فيه متلاصقة كأنها بتحضن بعض، والزحمة دايمًا هي عنوان الشوارع، كانت قمر ماشية بخطواتها السريعة. النهارده كان عندها مشوار مهم، وكانت حاسة إن كل ثانية بتفرق. الجو كان حر خانق، والباعة على الجانبين بينادوا على بضاعتهم بصوت عالي، لكن عقلها كان في مكان تاني.
قمر بنت في أوائل العشرينات، ملامحها هادئة وبريئة، عيونها واسعة فيها فضول طفولي، لكنها جواها قوة أكبر بكتير من شكلها الخارجي. كانت بتحب تمشي في الشوارع دي، تحس إن خطواتها الصغيرة بتحكي حكاية خاصة بيها.
وهي ماشية، فجأة سمعت صوت فرامل قوية وخبطة خفيفة، اتبعتها صرخة من واحدة ست. التفتت بسرعة، قلبها دق بسرعة، ولقت عربية سوداء فخمة واقفة نص الشارع. الباب اتفتح ونزل منه شاب شكله مختلف عن كل الناس اللي حواليها.
كان طويل، جسمه رياضي، لبسه أنيق جدًا بشكل مش متعود يتشاف في الشارع ده. عيونه سمراء غامقة، فيها حدة بتخلي اللي يقابله يحس إنه تحت امتحان. ده كان ليث.
= ليث (بحدة): "إنتي! مش شايفة إزاي ماشية في نص الشارع؟ هتتعرضي لحادث!"
قمر (بتوتر وهي بترجع خطوة): "أنا… أنا ماعملتش حاجة. الشارع زحمة، وكل الناس ماشية كده."
هو كان متوقع إنها تنهار من صوته العالي أو تعتذر بسرعة زي ما بيحصل دايمًا. لكن ردها جابه في نص المفاجأة.
= ليث (مكشر لكنه متردد): "كان ممكن يحصللك حاجة. خلي بالك من نفسك."
قمر (بهدوء ممزوج بخجل): "أنا واخدة بالي… بس شكراً على حرصك."
الكلمات البسيطة دي خلت ملامحه تلين للحظة. ابتسامة صغيرة، شبه غصب عنه، ظهرت على وشه وهو بيرجع يركب عربيته. لكن قبل ما يلف، عينه وقعت عليها مرة تانية. حاجة فيها شدته، بس هو بسرعة صد عقله وقال لنفسه إن ده مجرد موقف وهيختفي من دماغه.
قمر فضلت واقفة ثواني مكانها، تحس قلبها بيدق أسرع. مش من الخوف، لكن من رهبة اللقاء الغريب. ليه حسّت إن عينيه قالت أكتر من كلامه؟ ليه حسّت إنها اتشافت بشكل مختلف؟
كملت طريقها للموقف، لكن طول الطريق ملامحه ما غادرتش بالها. ولأول مرة، لقت نفسها مبتسمة من غير سبب واضح.
أما ليث، وهو راجع بيته الفخم في منطقة هادية، كان ساكت غير العادة. شغّل موسيقى بصوت واطي، لكن تركيزه مش معاها. صور البنت اللي قابلها عمالة ترجع في ذهنه، عيونها الواسعة، وردها اللي ماكانش فيه خوف.
دخل بيته الكبير اللي بيعيش فيه لوحده، ورمى المفاتيح على الترابيزة. وقف قدام المراية الكبيرة في الصالة وبص لنفسه.
= ليث (بصوت منخفض): "إيه اللي بيحصل لي؟ هي مجرد بنت. ليه دماغي مش قادرة تنساها؟"
ضحك بخفة، كأنه بيحاول يقنع نفسه إن الموضوع مش مهم. لكن الحقيقة إن قلبه كان بيقول عكس كده.
أما قمر، لما رجعت بيتها الصغير، قعدت على السرير وفكرت في الموقف تاني. ابتسمت بخجل وقالت لنفسها:
قمر (بهمس): "هو كان غاضب… بس عينيه؟ عينيه مش بتكذب."
وهنا تبدأ الحكاية… لقاء عابر، لكنه هيكون الشرارة الأولى لعلاقة مليانة تحديات ومشاعر ما بين العناد والعشق.
العناد والعشق – الفصل الثاني
قمر من بعد اللقاء الأول ماقدرتش تنسى نظرة ليث، ولا طريقته الباردة اللي خلتها تتلخبط بين الانجذاب والغضب. في الليلة دي فضلت تفكر: "هو ليه حسيت إنه مختلف؟ وليه كلامه القاسي وجعني وأنا حتى ماعرفوش؟"
أما ليث، رجع بيته وهو متضايق من نفسه. طول الطريق كان بيسأل: "ليه اهتميت بنظرة البنت دي؟ أنا اللي دايمًا متحكم ومابسمحش لأي حد يلفت انتباهي." لكنه حاول يقنع نفسه إن ده مجرد فضول، وإنه لازم ينسى.
في اليوم اللي بعده، حصلت المفاجأة…
كان في اجتماع مهم لشركة جديدة بتتعاون مع المكان اللي بيشتغل فيه ليث، والصدفة جمعت إن قمر تكون جزء من الفريق الإداري الجديد. أول ما دخلت القاعة وشافت ليث واقف، قلبها وقع. هي ماكنتش متوقعة تشوفه تاني بالسرعة دي.
قمر: "يا نهار أبيض! هو هنا؟ ده معناه إننا هنشوف بعض تاني كتير… طب إزاي هتعامل معاه؟"
ليث هو كمان اتفاجئ، لكنه أخفى ده بابتسامة ساخرة:
= ليث: "واضح إن الدنيا صغيرة قوي… تاني مرة نتقابل، بس المرة دي شكلك مش هتعرفي تهربي."
ردت قمر بعناد وهي رافعة راسها:
قمر: "أنا ما بهربش… وبعدين، كل واحد فينا عنده شغله، وأنا مركزة في شغلي وبس."
ضحك ليث بسخرية، وصوته كان هادي لكنه يحمل تحدي:
= ليث: "تمام، نشوف بقى مين فينا اللي يفضل ثابت على كلامه."
الجو في القاعة كان مشحون، باقي الزملاء حسّوا إن في توتر بينهم بس محدش فهم السبب. قمر حاولت تركز في عرضها، لكنها كل شوية تلاقي عينيه متثبتة عليها. كل مرة تنظر له، تحس قلبها بيتسرع، لكنها بسرعة تفتكر قسوته وتحاول تتماسك.
بعد الاجتماع، وهي خارجة من القاعة، لقيته واقف مستنيها.
= ليث: "قمر، صح؟ بصراحة، إنتي عارفة إن وجودك هنا مش سهل بالنسبالي."
قمر: "ليه؟ عشان أنا مش عاجباك؟"
= ليث: "بالعكس… المشكلة إني مش قادر أتجاهلك."
سكتت قمر للحظة، قلبها كان بيخبط بسرعة، لكنها أخفت ارتباكها بابتسامة خفيفة:
قمر: "يمكن لأنك مش متعود حد يعاندك… وأنا بالذات مش ناوية أمشي على هواك."
ابتسم ليث ابتسامة صغيرة، لأول مرة ماكانتش ساخرة… كان فيها إعجاب خفي. لحظة صامتة جمعتهم، لحظة قصيرة لكنها كانت بداية اختبار حقيقي بين العناد والمشاعر اللي بتتولد غصب عنهم