مقالات اخري بواسطة Ahmed Adel
لغز المليونير المجهول

لغز المليونير المجهول

0 المراجعات

لغز المليونير المجهول

عمر كان شاب زي أي شاب مصري طموح، بيجري ورا حلمه في الدنيا. تخرّج من هندسة حاسبات ومعلومات، وكان عنده موهبة نادرة في البرمجة. أسس شركة ناشئة مع اتنين من أصحابه، وكانوا بيشتغلوا على فكرة تطبيق ممكن يغيّر حياة الناس. بس الأفكار العبقرية محتاجة فلوس، وعمر كان الفلوس بتخلص منه.

كل يوم كان بيبص على رصيد البنك وهو بيتناقص، وبيتمنى معجزة تنقذه. كان فاضل له كام أسبوع قبل ما يضطر يقفل الشركة ويدخل في سكة الديون. مرة وهو سهران في ليلة متأخرة، بيراجع أكواد التطبيق بتاعه، وصل له إيميل غريب.

الإيميل كان من شخص مجهول ماعرفش يوصل لهوية صاحبه. الرسالة كانت مختصرة ومريبة: "تابعت شغلك في صمت يا عمر، وأنا شايف فيك حاجة مختلفة. فكرتك تستحق الدعم. أنا مستعد أموّل مشروعك، بس فيه شرط واحد."

عمر ضحك بمرارة. هو مين ده اللي هيساعده من ورا الستار؟ فكر إنها ممكن تكون رسالة سبام أو حد بيحاول يضحك عليه. بس الشرط كان هو اللي خلاه يتوقف. "الشرط ده هو إنك تنفّذ كل طلباتي من غير ما تسأل أو تناقش. ولو نجحت في الاختبار، الفلوس اللي بتحلم بيها هتكون بتاعتك."

بعد تفكير طويل، قرر عمر يوافق. ما كانش قدامه حل تاني. تاني يوم، وصل له إيميل فيه تعليمات جديدة، ورصيده في البنك زاد فجأة بمبلغ كبير، أكتر من اللي كان بيحلم بيه. التعليمات كانت غريبة جدًا. طلب منه يحوّل مبلغ ضخم على حساب بنكي تاني في دولة أوروبية عمر ما سمع عنها. الأمر كان مريب، بس الفلوس اللي دخلت حسابه كانت حقيقية. نفّذ عمر الأمر وهو خايف، وقلبه بيدق بسرعة.

التعليمات اللي بعد كده كانت أغرب. طلب منه المليونير المجهول إنه يقطع اتصالاته بالعالم لمدة 48 ساعة، ويقفل موبايله والإنترنت بالكامل، ويسهر الليل كله عشان يبرمج خوارزمية معقدة جداً، غريبة على أي عمل تجاري. كل حاجة كانت غامضة، بس الفلوس كانت بتزيد في رصيده.

عمر بدأ يحس إنه دخل لعبة كبيرة، لعبة ممكن تخليه غني أوي، أو ترميه في السجن. آخر إيميل كان بمثابة القشة اللي قسمت ظهر البعير. كان فيه أمر صريح: "استخدم الخوارزمية اللي برمجتها عشان تحوّل كل الفلوس من الحساب ده لحساب تاني".

عمر بص على رقم الحساب، واتصدم. ده كان حساب بنك مركزي لدولة كبيرة. ده مش مجرد استثمار، دي عملية قرصنة على مستوى دولة!

قلبه وجعه، وضميره صحي. عمر قعد قدام الكمبيوتر و دماغه بتدور. يا إما يكمل ويبقى مليونير، بس على حساب مبادئه، يا إما يرفض ويخسر كل حاجة ويرجع لنقطة الصفر. قرر يكتب إيميل للمليونير المجهول. كتب له كل اللي في قلبه، وإنه ما يقدرش يعمل حاجة ضد ضميره، وإنه لو كان الهدف هو إنه يسرق فلوس، فهو بيرفض ده كله، ومستعد يرجع كل الفلوس اللي أخدها.

بعد كام دقيقة، وصل له رد. الرد ده كان هو الصدمة الحقيقية.

"مبروك يا عمر. أنت نجحت في الاختبار الأخير. كل ده كان اختبار عشان أشوف معدنك الحقيقي. فيه ناس كتير موهوبة في الدنيا، بس قليلين هما اللي عندهم مبادئ. أنا مش هكر، أنا مستثمر ملاك، وبدور على شريك مش مجرد موظف. دلوقتي أنا مستعد أموّل مشروعك بكل الفلوس اللي تحلم بيها، مش عشان أنت عبقري في البرمجة، لكن عشان عندك أخلاق."

عمر قفل عينه بابتسامة، ودموعه نزلت من الفرحة. عرف ساعتها إن الغنى الحقيقي مش في الفلوس اللي في البنك، لكن في إنك تفضل متمسك بقيمك ومبادئك. وبكده، حلمه اتحقق مش عشان بس كان شاطر، لكن لأنه كان صادق كمان.

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

2

متابعهم

0

متابعهم

1

مقالات مشابة