ليلى وكنز الغابة السرية

ليلى وكنز الغابة السرية

0 reviews

ليلى وكنز الغابة السرية

في قرية صغيرة يحيط بها البساط الأخضر من كل جانب، كانت تعيش فتاة ذكية وفضولية اسمها "ليلى". كانت تحب استكشاف الطبيعة، وتستمع لساعات لحكايات جدتها عن الغابة المجاورة. لكن أمها كانت دائمًا تحذرها:

“يا ليلى، الغابة مليئة بالأسرار، لا تدخليها وحدك.”

رغم التحذير، كانت الغابة بالنسبة لليلى عالمًا سحريًا يثير الفضول. وفي صباح مشمس، خرجت لتجمع الأزهار قرب أطراف الغابة، وفجأة سمعت صوتًا ضعيفًا يهمس:

“ساعديني… أرجوك.”

تلفّتت حولها حتى رأت عصفورًا صغيرًا عالقًا بين أغصان شجرة. أسرعت لتخلصه برفق، فرفرف بجناحيه وقال بصوت ممتن:

“شكراً لكِ يا ليلى. سأخبرك بسر لا يعرفه إلا القليل… في أعماق الغابة يوجد كنز، لكن لا يصل إليه إلا من يمتلك قلبًا نقيًا.”

شعرت ليلى أن قلبها يخفق بسرعة، وقالت بحماس: “دلّني على الطريق!”

طار العصفور أمامها، وهي تتبعه عبر ممرات ضيقة بين الأشجار. كانت أشعة الشمس تتسلل من بين الأغصان، والهواء مفعم برائحة زهور غريبة لم ترها من قبل.

بعد مسافة، وصلا إلى جدول ماء صافٍ يلمع كأنه مرآة من الفضة. هناك، ظهرت سلحفاة عجوز من بين الأعشاب وقالت بصوت هادئ:

“إن أردتِ عبور الماء، عليك أن تجيبي على لغزي: ما هو الشيء الذي كلما شاركته مع الآخرين، ازداد بدلاً من أن ينقص؟”

ابتسمت ليلى وقالت بثقة: “المحبة.”

ابتسمت السلحفاة وابتعدت، فتمكنت ليلى من العبور.

واصلت طريقها حتى وصلت إلى شجرة عملاقة جذعها أعرض من باب بيتها. لاحظت على الجذع بابًا خشبيًا صغيرًا، طرقت عليه بخفة. فتح الباب مخلوق صغير أشبه بالجني، له لحية بيضاء وعينان لامعتان. قال:

“لكي تحصلي على الكنز، عليك أن تجيبي على سؤالي: ما هو أغلى من الذهب، ولا يُشترى بالمال؟”

فكرت ليلى قليلًا ثم قالت: “الصدق.”

ضحك الجني برضا وقال: “أنتِ تستحقين.”

دخلت ليلى من الباب، فوجدت صندوقًا منقوشًا بزخارف جميلة. فتحته ببطء، لكنها لم تجد ذهبًا ولا مجوهرات… بل رأت كتبًا مليئة بالقصص والحكم، وفوقها رسالة تقول:

“أعظم كنز هو العلم، ومن يحمله يصبح أغنى إنسان.”

شعرت ليلى بسعادة وفخر، وأدركت أن الرحلة كانت أهم من الكنز نفسه. عادت إلى قريتها وهي تحمل الكتب بين ذراعيها كأغلى ما تملك.

ومنذ ذلك اليوم، كانت تجلس كل مساء تحت شجرة كبيرة، وتقرأ للأطفال قصصًا عن المحبة والصدق والشجاعة. ومع مرور الوقت، تغيّرت القرية… أصبح الجميع أكثر تعاونًا وسعادة، وكأن الكنز وصل لقلوبهم جميعًا.

وعندما كان أحد يسألها: “كيف كان شكل الكنز؟”

كانت تبتسم وتقول:

“أجمل الكنوز هي التي تجعل قلوبنا أغنى… لا جيوبنا.”

 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

1

followings

1

followings

2

similar articles