من الشفقة إلى الإلهام… حكاية طفلة مميزة غيرت نظرة المجتمع"

من الشفقة إلى الإلهام… حكاية طفلة مميزة غيرت نظرة المجتمع"

0 المراجعات

يوميات طفلة مميزة – من الإعدادي حتى الجامعة والعمل

خلصت مرحلة الإعدادي وبدأت مرحلة الثانوي، وكانت مليانة مواقف أثرت في حياتي.
أول موقف حصل إني رحت مع والدي ووالدتي لطبيبي المعالج، وسألناه إذا في أمل لو سافرنا برة مصر، مثلاً إلى إنجلترا، خاصة أن أحد أقاربي طبيب هناك. رد الطبيب وقال: "لا يوجد فرق بين العلاج هنا أو هناك، بل بالعكس، أي عملية ممكن تضر أكثر مما تنفع".
ساعتها تأقلمت أكتر مع وضعي، والحمد لله أنا راضية جدًا بظروفي، لكن ما نسيت أبدًا مشاعر والدي ووالدتي، خاصة دعاء أمي المستمر لي بالشفاء.

في سن المراهقة، كان طبيعي أحلم بالحب والاهتمام. في يوم كنت مع بنت خالتي وأتكلم معاها عن الموضوع، وبكيت. حضنتني وقتها، وكان كل اللي محتاجاه هو هذا الحضن.

خلصت الثانوي ودخلت مرحلة الجامعة، ودي كانت أهم محطة في حياتي. الجامعة بالنسبة لي كانت مجتمع صغير يمثل الدنيا. أنا بطبعي اجتماعية وبحب الناس، وكان ليا أصحاب كتير، لدرجة إنهم كانوا يقولوا: "مش فاضل غير الأمن يسلم عليكي".

في الجامعة، ما كنتش الوحيدة على كرسي متحرك، كان فيه شابين غيري.

محمد: اجتماعي جدًا، بيلعب رفع أثقال، واخد ميداليات، وبيئته كانت داعمة جدًا.

أنا: اجتماعية لكن عندي خجل طبيعي كبنت.

أحمد: انطوائي جدًا، واضح أن بيئته كانت غير مشجعة.


البيئة المحيطة بينا بتفرق كتير؛ إما تدفعك للنجاح أو تحبطك. وكنت دايمًا أنصح: "اتعاملوا معانا زينا زيكم، من غير شفقة أو استهتار بقدراتنا".

وكانت في مواقف صعبة، زي انتظار تاكسي ساعتين بعد الجامعة، أو الاستغلال في الأجرة. وفي موقف آخر، سمعت زميلة بتعلق على العربية اللي نازلة منها، وكأنها نسيت أني على كرسي متحرك. للأسف، في ناس بتهتم بالمظاهر أكتر من الجوهر.

مرة كنت مع بنت صغيرة عمرها 10 سنوات، وقلت لها بهزار: "عاوزة أتجوز واحد غني". ردت: "اللي زيك يتمنى يتجوز حتى يعيش في أوضة وصالة". صُدمت من الرد، لكني عرفت أن ده فكر أهلها، مش هي. والمجتمع غالبًا شايف إننا مش هنتجوز، لكن الواقع بيقول إن فيه قصص زواج ناجحة كثيرة لذوي الاحتياجات الخاصة.

موقف مهم في حياتي كان لما عرفت من والدي إن أمي وهي حامل فيّ تعرضت لنزيف وكاد يحدث إجهاض، لكن الله أراد أن آتي للدنيا. ساعتها حسيت أن وجودي له حكمة ورسالة، وهي تغيير ثقافة المجتمع. ومن يومها قررت أكون صوت لمن لا صوت لهم.

بعد الجامعة جلست فترة في البيت، ثم اشتغلت في مدرسة في عمل إداري. المشكلة أن البعض كانوا يروني أقل قدرة، ويقولون لي: "معلش تعبناكي". لكني أذهب للعمل لأرى الناس وأكون مستقلة ماديًا، وأثبت أن العطاء مش مرتبط بالحالة الجسدية، بل بالإرادة.

في الشارع، أحيانًا يعرض عليّ الغرباء المال، وهذا يضايقني جدًا. أرد بحزم: "شكرًا، أنا مش محتاجة". للأسف، ثقافة الناس عن ذوي الاحتياجات الخاصة مليانة أفكار خاطئة، ودي مسؤولية علينا كلنا نغيرها للأفضل.

زمان كنت أتمرد على نظرات الشفقة، لكن مع النضج صرت أعذر الناس؛ لأنهم تربوا على مفاهيم خاطئة. اليوم، لم تعد هذه الأمور تهمني، وأصبحت أركز على رسالتي: أعيش حياتي بطبيعتي، وأدعو الناس للتعامل معنا بشكل طبيعي، ومن غير شفقة أو حساسية، لأننا قادرون على العطاء مثل أي شخص آخر، وربما أكثر، والأجمل أن نكون مصدر إلهام وقوة لكل من حولنا، ونثبت أن الإرادة الحقيقية تصنع المعجزات مهما كانت الظروف.

هذة قصتي التي هي مشروع حياتي القادمة سأسعي لتغير حياة ذوي الاحتياجات الخاصة بكل ما أوتي من قوة 

سأدرس علم النفس و بتعلم قرآن و ادرس علوم شرعيه 

لكي تساعد غيري 

و انتظروا باقي القصة هناك الكثير فقط انتظروني 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

3

متابعهم

1

متابعهم

1

مقالات مشابة