يوميات طفلة مميزة

يوميات طفلة مميزة

0 المراجعات

 

 

يوميات طفلة مميزة من ذوي الاحتياجات الخاصة – البداية ومرحلة الابتدائي

أنا طفلة مميزة، وقصتي بدأت من أول لحظة في حياتي. اتولدت قبل معادي في الشهر السابع، يعني "بنت سبعة" زي ما بيقولوا، وده خلّى فيه مشاكل في التنفس. قضيت أول 25 يوم من عمري في الحضانة، وكنت مولودة بإعاقة في قدمي.

أول ما خرجت من الحضانة، كان حضن أمي هو أول عالم أعرفه، دموعها كانت خليط بين الفرحة والخوف. كنت حاسة إن الدنيا واسعة وغريبة عليّ، لكن دفء حضنها كان أمان. كبرت شوية، ومن سن 4 سنين بدأت رحلة العمليات الجراحية اللي استمرت لحد 6 سنين. ورغم طول الفترة، ما أتذكرش منها غير مواقف قليلة.

أول موقف لما كنت رايحة أعمل عملية، أهلي ضحكوا عليا وقالولي: "هتشوفي النونة الصغيرة"، علشان ما يخوفونيش بالحقيقة. الموقف التاني كان جوه غرفة العمليات، لما الدكتور أو الدكتورة سألوني عن اسمي، وبعد ما جاوبت، فقدت الوعي. رغم صعوبة المرحلة، رحمة ربنا إن سني كان صغير وما حسيتش بوجعها النفسي. لكن فيه ذكرى جميلة محفورة في قلبي: خالتي وهي جايبة لي شاورما في المستشفى… طعمها لسه عالق في ذاكرتي.

كبرت شوية ودخلت الحضانة وأنا رجلي متجبسة بعد العملية. في أول يوم، كنت متوترة من فكرة إني وسط أطفال كتير، لكن فضولي وحبّي للتعرف على الناس غلب خوفي. في الفسحة، كنت بشوف الأطفال بيلعبوا وأنا قاعدة لوحدي. فجالي مدرس الألعاب، شالني قدام الطابور وقال: "يلا غني". غنيت "ذهب الليل وطلع الفجر والعصفور صو صو"، وبعدها كل الطابور سقف لي. الإحساس وقتها كان مزيج من الخجل والفخر، حسيت لأول مرة إني مش مختلفة بشكل سلبي، بالعكس… كنت مميزة.

خلصت الحضانة وبدأت الابتدائي، وهنا كانت واحدة من أكبر النعم اللي ربنا أنعم بيها عليّ: إني كنت عايشة في بيت عيلة. وجود أولاد خالتي وأولاد خالي في نفس سني كان مصدر سعادة وونس. كنا بنلعب ونضحك ونطنط زي أي أطفال طبيعيين.

ألعابنا كانت بسيطة لكنها مليانة فرح: "خلاويص"، "استغماية"، "كوتشينة"، و"الشايب". كنا نلعب في بيت جدتي أو في مدخل البيت، ونملأ المكان ضحك وصوت عالي. أوقات كنا نبهذل البيت من كتر اللعب، لكن كل ده كان جزء من جمال طفولتنا.

لو حد سألني النهاردة: "إنتي عشتي طفولتك؟" هقول بكل ثقة: "أيوه، عشتها جدًا." والفضل يرجع إني كنت طفلة مش شايلة هم الحياة، وأهلي ساعدوني أعيش حياة طبيعية.

الفكرة المنتشرة إن أي بنت في ظروفي ما استمتعتش بطفولتها غلط جدًا. للأسف، فيه أهالي بيحبسوا أطفالهم ويتكسفوا يخرجوهم أو يودوهم المدرسة، وده بيحرمهم من أبسط حقوقهم. النوع ده من الأهالي أكتر ناس بتصعب عليّ.

أنا دايمًا بشوف نفسي طفلة عادية، مش "حالة خاصة". عمري ما حسيت إني أقل من غيري، يمكن ده اللي خلاني اجتماعية وأقدر أتعامل مع أي حد بسهولة.

وعند انتهاء الصف الخامس، كنت حاسة بمزيج من الحزن والفرح. حزينة لأنني سأفارق أيام اللعب والضحك مع أصدقائي وأقاربي في بيت العيلة، وسعيدة لأنني أشعر أنني كبرت خطوة جديدة في حياتي. كنت متحمسة ومترقبة لما ينتظرني، ولم أكن أعلم أن المرحلة القادمة ستكون الأصعب، مليانة تحديات وتجارب ستغير حياتي للأبد. هذه الذكريات صنعت بداخلي إصرارًا أكبر لمواجهة المستقبل بروح مليئة بالأمل والتحدي. وكنت واثقة أن القادم يحمل لي قصصًا أعمق وأحداثًا ستثبت قوتي. وهذه مجرد بداية الحكاية المنتظرة فعلًا.


---انتظروني و انتظر ارأكم في قصتي

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

1

متابعهم

1

متابعهم

1

مقالات مشابة