وفاه رسول الإسلام محمد خير الأنام

وفاه رسول الإسلام محمد خير الأنام

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

أحداث وفاه رسول الإسلام محمد خير الأنام 


أحداث وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم

تُعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم أعظم مصيبة مرّت على الأمة الإسلامية، فهي اللحظة التي انتقل فيها خاتم الأنبياء والمرسلين إلى الرفيق الأعلى بعد أن أدى رسالته وأكمل الله به الدين. وقد كانت تلك الحادثة العظيمة بداية لمرحلة جديدة في تاريخ الأمة الإسلامية، مرحلة الانتقال من وجود الرسول بينهم إلى تحمل الصحابة والأمة جمعاء مسؤولية حفظ الرسالة ونشرها.

بدأت بوادر مرض النبي صلى الله عليه وسلم في أواخر شهر صفر من السنة الحادية عشرة للهجرة، حين عاد من جنازة بالبقيع، وقد اشتد عليه الصداع والحمى، فدخل بيته وهو يعاني من آلام شديدة. أقام صلى الله عليه وسلم خلال أيام مرضه في بيوت زوجاته، لكنه كان يسأل: “أين أنا غداً؟” حتى أذن له أن يُمكث في بيت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، فانتقل إليها وقضى أيامه الأخيرة هناك.

كان المرض يزداد يوماً بعد يوم، ومع ذلك حرص صلى الله عليه وسلم على الخروج إلى الناس ما استطاع. ففي أحد الأيام خرج إلى المسجد وهو يتكئ على الفضل بن العباس وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما، وجلس على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: “إن عبداً خيّره الله بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ما عند الله”، فبكى أبو بكر الصديق رضي الله عنه، إذ فهم أن الرسول يشير إلى نفسه.

وفي أثناء مرضه أمر النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر أن يصلي بالناس، فكان ذلك إشارة واضحة إلى خلافته بعده. ولم يترك صلى الله عليه وسلم الأمة دون وصايا، بل أوصى بالمحافظة على الصلاة، وبالإحسان إلى الضعفاء والنساء، وبالتمسك بكتاب الله وسنته.

وفي يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول سنة 11هـ، أفاق النبي صلى الله عليه وسلم من مرضه وقد انكشف عنه بعض ما يجد، فرفع ستر حجرته ورأى المسلمين يصلون خلف أبي بكر، فابتسم ابتسامة عظيمة أضاءت وجهه الشريف. فرح الصحابة بظنهم أنه قد تعافى، لكن تلك كانت آخر لحظاته بينهم. عاد صلى الله عليه وسلم إلى فراشه وأسند رأسه إلى صدر عائشة رضي الله عنها، وأخذ يردد: “بل الرفيق الأعلى، بل الرفيق الأعلى”، حتى فاضت روحه الطاهرة.

وقع الخبر كالصاعقة على المسلمين، حتى أن بعضهم لم يصدق ما حدث. عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنكر بشدة وقال: “من قال إن محمداً قد مات قطعت رأسه”، حتى جاء أبو بكر الصديق رضي الله عنه، فدخل على النبي صلى الله عليه وسلم، وكشف عن وجهه، وقبّله قائلاً: “بأبي أنت وأمي، طبت حياً وميتاً”. ثم خرج إلى الناس فخطب فيهم قائلاً: “من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت”، وتلا قوله تعالى:
﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ﴾ [آل عمران: 144].

فاستيقظ الصحابة من هول الصدمة، وأدركوا أن الرسالة مستمرة وأن مسؤولية نشر الإسلام تقع على عاتقهم. دفن الرسول صلى الله عليه وسلم في حجرة عائشة رضي الله عنها حيث وافته المنية، بجوار المسجد النبوي الشريف.

وهكذا كانت وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم خاتمة حياة مباركة، شهدت تبليغ الرسالة وإقامة الدين. ورغم عِظم المصاب، فإن الأمة استمدت من هذا الحدث دروس الصبر واليقين بأن الحق باقٍ وأن الدين محفوظ برعاية الله، مصداقاً لقوله تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر: 9].

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

1

متابعهم

1

متابعهم

2

مقالات مشابة
-