
البيت التي لا يؤمن بوجودك
البيت الذي لا يراه احد
--
### ✦ الفصل الأول ✦
أنا سارة. عمري 23 سنة. عمري ما كنت أتخيل إن يوم عادي ممكن يتحول لكابوس أعيش فيه وأنا صاحيه.
أنا بحب التصوير الفوتوغرافي. الكاميرا بالنسبالي مش مجرد أداة، دي وسيلتي الوحيدة إني أهرب من الواقع وأشوف الدنيا بعين مختلفة. كنت دايمًا بفتش عن أماكن غريبة، منسية، أو حتى بيوت مهجورة أقدر ألقط منها صور تثير الفضول. لكن اللي شفته في الليلة دي… ما ينفعش يتسجل في صورة.
كنت ماشية في شوارع شبرا الضيقة قبل المغرب. الجو مكتوم، والسماء محمرة، والناس بتلم آخر حاجتها من السوق. صوت الباعة بيختفي تدريجيًا، والأطفال بيرجعوا بيوتهم، وكل ما الشارع يفضى، أحس بالهدوء بيضغط على صدري.
وبين البيوت المتلاصقة، ظهر قدامي فجأة بيت ما شفتوش قبل كده.
البيت كان متآكل، مبني بحجارة باهتة كأنها متفحمة. الشبابيك مكسورة، والستائر اللي جواها متقطعة وبتتحرك من غير هوا. الباب كان حديد قديم، صداه بيغطيه زي جروح مفتوحة.
الغريب إنني ما كنتش فاكرة إني شفت البيت دا قبل كده، رغم إني عديت في الشارع دا مئات المرات. كأن البيت لسه مزروع في الأرض دلوقتي.
فتحت الموبايل ودوّرت على الموقع في الخريطة. لكن المفاجأة إن المكان اللي واقفة فيه كان فاضي، كأنه مجرد أرض خالية. مكتوب: **"لا يوجد موقع."**
أنا بجد اتجمدت. إزاي؟ أنا واقفة قدامه بعيني.
وبينما بحاول أستوعب اللي بيحصل، رفعت راسي وبصيت ناحية الشباك. هناك… شفته.
شخص واقف.
ظله ثابت، ملامحه مش باينة في الضلمة، لكن عيونه… كانت عيوني أنا.
كأني ببص على نفسي في مراية قديمة. نفس الشعر، نفس الوش، لكن فيه فرق… ابتسامته.
كان بيبتسم ابتسامة واسعة أوي، زيادة عن اللزوم، ابتسامة باردة بتقول من غير كلام: **"أنا مستنياكي."**
حاولت أقنع نفسي إن ده خيال أو انعكاس من الزجاج، بس لما بصيت بسرعة في شاشة الموبايل، لقيت انعكاسي بيتحرك من غير ما أتحرك!
أنا ثابتة، وهو بيضحك.
الهواء حواليه اتغير فجأة. بقى تقيل، خانق، كأن الدنيا كلها اتحبست في صمت غريب. مفيش صوت عربيات، ولا أطفال، ولا حتى نسمه هوا. كل حاجة سكتت.
خطوة ورا خطوة… لقيت نفسي بتقرب من الباب. مش بإرادتي. كأن الأرض بتشدني ناحيته.
صوت الحديد وهو بيصرّ لما لمسته كان شبه صوت أنين إنسان. ومن جوه، ريحة عفن قديم طالعة. ريحة رطوبة متعفنة، ممزوجة بحاجة أشرس، زي لحم متحلل.
وفجأة سمعت همسات. ضعيفة في الأول، وبعدها بتعلى. أصوات كتير، مختلفة، رجالي وستات وأطفال، لكن كلهم بيقولوا جملة واحدة:
**"ادخلي… ادخلي… ادخلي."**
قلبي دق بسرعة رهيبة. حسيت برجلي بتسحبني، عقلي بيصرخ "اهربي!" لكن جسمي بيتحرك لقدام.
قبل ما ألمس الباب، فجأة حسيت نفس بارد على رقبتي. زي حد واقف ورايا بيتنفس في ودني. اتجمدت، لفيت بسرعة… ما لقيتش حد.
رجعت ببصري لقدام… لقيت الباب مفتوح.
الظلمة اللي جوا ما كانتش عادية. كانت عميقة جدًا، كأنها مش مجرد ظلمة بيت مهجور… كأنها هاوية ما لهاش نهاية.
ولوهلة… سمعت صوت ضحكتي. آه، ضحكتي أنا! طالعة من جوه البيت، مستمرة، ساخرة، بتقولي:
**"إحنا بقالنا كتير مستنيينك."**
ساعتها بس فهمت.
اللي ورا الشباك مش انعكاس… مش خيال. دا نسخة مني، لكن نسخة غريبة، مش بشرية. حاجة عايزة تاخد مكاني. حاجة عايشة جوا البيت دا، ومستنية اللحظة اللي أقرر فيها… إني أخطو خطوة واحدة بس للداخل.
والأغرب… إن جوايا جزء صغير كان فعلاً عايز يدخل.
---
📌 (كده الفصل الأول حوالي **600 كلمة** ومليان تفاصيل رعب، عشان يجذب القارئ ويخليه مستني الفصل التاني).
تحبي أكتبلك **الفصل الثاني** كمان دلوقتي؟