سباق الحكمة: الأرنب والسلحفاة.

سباق الحكمة: الأرنب والسلحفاة.

1 reviews

“حكاية الأرنب والسلحفاة”

في غابة جميلة مليئة بالأشجار العالية والزهور الملونة، كان يعيش أرنب سريع وذكي يُدعى "راني". كان راني مشهورًا بسرعته الكبيرة، وكان يفتخر بذلك كثيرًا. كل يوم، كان يتحدى أصدقاءه في سباقات، ويحقق الفوز دائمًا. لكن كان لديه عيب واحد، وهو أنه كان يتعالى على الآخرين بسبب سرعته.

في نفس الغابة، كانت تعيش سلحفاة هادئة تُدعى "سالي". كانت سالي بطيئة، لكنها كانت تحب التعلم ومساعدة الآخرين. كانت دائمًا تقول: "ليس كل شيء يتعلق بالسرعة، بل بالأهمية التي نضعها في ما نقوم به." كانت سالي، رغم بطئها، تمتلك حكمة عميقة وشغفًا للحياة.

ذات يوم، قرر راني أن ينظم سباقًا بينه وبين سالي. ضحك الجميع عندما سمعوا عن الفكرة، وقالوا لراني: "لا يمكن أن تفوز سالي، فهي بطيئة جدًا!" لكن راني ابتسم بفخر، وقال: "سأضمن أنني سأفوز بسهولة!".

في صباح يوم السباق، تجمع جميع حيوانات الغابة لمشاهدة الحدث. كانت الأجواء مليئة بالحماس، وكان الجميع يتشوق لرؤية من سيفوز. أخذ راني يتفاخر أمام الجميع، قائلاً: "سأقطع المسافة في لمح البصر، ولن تقدر سالي على اللحاق بي!". بينما كانت سالي تتأهب للسباق، كانت تبتسم بهدوء وثقة.

عندما انطلقت صافرة البدء، انطلق راني كالسهم، ولم يستغرق الأمر طويلًا حتى ابتعد عن سالي بكثير. بينما كان راني يركض، شعر بالملل. فقال في نفسه: "لماذا لا أستريح قليلاً؟ فلن تستطيع سالي اللحاق بي أبدًا!" فجلس تحت شجرة كبيرة وأخذ قسطًا من الراحة. بينما كان يستمتع بظل الشجرة، بدأ يتأمل في جمال الغابة من حوله. فرحت الطيور تغني، وكانت الفراشات تطير حوله.

على الجانب الآخر، كانت سالي تتحرك ببطء وثبات. كانت تعرف أن كل خطوة تأخذها تقربها من خط النهاية. لم تتعجل، بل كانت تستمتع بالمناظر الجميلة حولها، وتستمع لأصوات الطيور وتراقب الفراشات. كانت تفكر في كل شيء تعلمته خلال حياتها، وكيف أن الصبر هو المفتاح لتحقيق الأهداف.

بعد فترة من الوقت، استيقظ راني من نومه. وعندما نظر إلى سالي، وجدها قد قطعت مسافة كبيرة. شعر بالخوف قليلاً، وقال في نفسه: "يجب أن أركض الآن لأستعيد مكاني!" وبدأ يركض بكل سرعته نحو خط النهاية. لكن في تلك الأثناء، كانت سالي قد اقتربت من خط النهاية بالفعل.

تجمع جميع الحيوانات حول سالي، وبدأوا يهتفون لها: "أحسنتِ، سالي! لقد فعلتها!" بينما كان راني ينظر بأسى، أدرك أن سرعته لم تكن كل شيء. كانت سالي قد أثبتت أن الصبر والإصرار يمكن أن يتغلبا على التفوق الطبيعي. في تلك اللحظة، بدأ راني يشعر بشيء غريب، مزيج من الخجل والفخر. خجل لأنه لم يحترم سالي، وفخور لأن سالي كانت قادرة على تحقيق هدفها.

اقترب راني من سالي واعتذر لها قائلاً: "أنا آسف، سالي. لقد كنت مغرورًا وفكرت أن السرعة هي كل شيء. لقد علمتني درسًا مهمًا اليوم." ابتسمت سالي وردت عليه: “لا داعي للاعتذار، راني. كلنا نتعلم من أخطائنا. الأهم هو أن نتذكر أن لكل شخص ميزاته الخاصة.”

منذ ذلك اليوم، أصبح راني أكثر تواضعًا وأقل غرورًا. بدأ يحترم الآخرين ويشجعهم، سواء كانوا أسرع منه أو أبطأ. وأصبح أصدقاء سالي وراني أكثر من أي وقت مضى، حيث تعلموا جميعًا أن النجاح ليس فقط في الفوز، بل في الجهد والإصرار. كما بدأ راني في تنظيم سباقات جديدة، ولكن هذه المرة، لم يكن يتفاخر بل كان يشجع الجميع على المشاركة.

في النهاية، أصبحت الغابة مكانًا مليئًا بالحب والصداقة، حيث كان الجميع يتعاونون ويساعدون بعضهم البعض. تعلم راني وسالي وأصدقاؤهم أن العمل الجماعي والصبر هما الطريق لتحقيق الأهداف. ولم يعد راني ينظر إلى السرعة كميزة وحيدة، بل عرف أن كل شخص لديه شيء مميز يمكن أن يقدمه.

 العبرة من القصة:

تُظهر لنا قصة راني وسالي أن السرعة ليست كل شيء. الإصرار والصبر والعمل الجاد يمكن أن يحقق نتائج أفضل. كما أن التواضع واحترام الآخرين هما مفتاحا النجاح الحقيقي.

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

4

followings

2

followings

6

similar articles