قصة الفلاح والقفل والمفتاح🔐🔓

قصة الفلاح والقفل والمفتاح🔐🔓

0 المراجعات

يحكى أن رجلا خرج يوما 

ليعمل في الحقل كمان يفعل كلةيوم …ودع زوجته وأولاده وخرج يحمل فأسه… لكن الرجل الذي اعتاد إن يعود لبيته مع غروب الشمس لم يعد …وعبثاً حاول الناس أن يعثروا له على طريق…. لكن بعد عشرين عاماً سمعت زوجته طرقات على الباب عرفت منها أن زوجها الغائب قد عاد … فتحت  الباب فوجدت شيخاً يحمل معقله وفي عينيه رأت رجلها الذي غاب  عنها عقدين من الزمن..

دخل الرجل بيته الذي غاب عنه سنين طويلة …وألقى بجسده المتعب على أول كرسي أمامه … جلست زوجته على ركبتيها أمامه،

ثم همست في أذنة: 

أين كنت يازوجي؟ 

تنهد الرجل، سألت دمعة من عينعه، ثم قال…

تذكري يوم  خرجت من البت متوجهاً إلى الحقل كما كنت افعل  كل يوم…في ذالك اليوم رأيت رجلاً واقفاً في الطريق وكأنه يبحث عن شيء،أو ينتظر قدوم احد ،فلما رآني اقترب مني ،ثم همس في اذني تمام مافهمت منها شيئاً ،فقلت له:  ماذا تقول ؟ 

ضحك الرجل  ضحكة عالية ورأيت الشر يتطاير  من عينيه، ثم قال:

هذه تعويذة  سحر اسود القيت بها في أعماق روحك ،وانت اليوم عبد لي مابقيت حياً ،وإن خالفت لي امراً تخطفتك مردة الجان فمزقت جسدك والقت بروحك في قاع بحر العذاب المظلم حيث تبقى في عذاب مابقي ملك الجان جالساً على عرشه …

ثم سار بي الرجل إلى بلاد بعيدة ، وانا أخدمه اذا كان النهار  وأحرسه اذا جاء اليل …فلما وصلنا إلى بلده التي جاء منها ، ودخلنا بيته الذي كان اشبه بالقبر،  رأيت رجالاً كثيرا مثلي يخدمون الرجل، وكان كل واحد منهم يحمل في رقبته قلادة بها مفتاح ، فإذا جاء اليل دخله كل منهم سجنه وأغلق القفل بالمفتاح ثم نام ، فصرت افعل مثلما يفعلون، فإذا نام القوم جعلت انظر في المفتاح واتذكر وجهك الجميل وابكي ،ذالك أنه ليس بيني وبينك الا  أن افتح القفلةبلمفتاح الذي معي واذهب إليكي….

ولقد رأيت من ظلم ذالك الرجل مالم يخطر على بال …فهو لايعرف الرحمة ، ولايكترث لعزاب البشر، فكم سمعت الرجال الذين معي يبكون مثل الأطفال، ويرجونه ان يرفع عنهم ما اوقعه عليهم من سحر، فكان يقول : اقسم بالله اني لا أعرف لهذه التعويذة من خلاص ،ولاينجو احدكم منها الا اذا مات وهو يخدمني  وانا راضي عنه …

ولقد كبر الرجل وهرم، فلما مرض الرجل وشارفة على الموت كنت واقفاً بجانب سريره، فقلت له : ياسيدي انت الان تموت ،ولانعلم كيف يكون الخلاص من السحر الذي ابتلينا به..

ضحكة الرجل ضحكة زكرتني بتلك الضحكة التي سمعتها يوم رأيته اول يوم ،ثم قال: ياايها الاحمق،انا لا اعرف شيئاً من السحر، وما تلك التمام التي همستها في ازنك إلا كزبة ابتدعتها، لكن نفسك الضعيفة جعلتك عبداً لي، وخوفك من الهلاك جعلت من روحك سجينة بزنزانة انت تقفلها بيديك وقد اعطاك الله عقلا  كلمفتاح الذي وضعته بعنقك ولولا انك رضيت لنفسك الزل والهوان لفتحت باب السجن الذي كنت تعذب نفسك به، وكنت اسمع صوت بكائك وأصحابك في اليل واتعجب من ضعف عقولكم  وقلت حيلتكم…

أسرعت إلى زنزانتي فالتقطت فأسي  وعدت إلى الرجل اريد ان اقتله فوجدته قدة فارق الحياة،ثم أخبرت الرجال ماجرى فهرعوا  إلى جسده فقطعوه واحرقوه …

ثم جئتكي راكداً وتكاد ارجلي تسبقني،وانا اسأل نفسي، انتظرني اسرتي وكلي شوقاً لها..

العبرة:

هذا هو الحزن في هذه الدنيا….سجن نصنعه بأيدينا…والمفتاح هو الإيمان بالله…. ولو توقفنا عن الشكوى لفرج الله مابنا من ضيق …واخرجنا من عالم الظلمة إلى عالم النور حيث الفرح والرضا والسعادة .

الكثير  منا يسجن روحه في سجن ما، قد يكون سجن الخوف او الحزن او الطمع او الكراهي او عدم الرض او الياس او …او ..

كلها سجون تمنعنا من الاستمتاع بالحياة…،

وبيدك ان تفتح القفل وتحرر  نفسك من حبسها.

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

1

followers

0

followings

0

مقالات مشابة