
بونجو وحلم الوصول إلى القمر
الدب الصغير الذي أحب القمر
في كهف دافئ يقع في عمق الغابة، عاش دب صغير اسمه "بونجو". لم يكن بونجو مثل الدببة الأخرى. فبينما كانوا يحبون العسل وصيد السمك في النهر، كانت أعظم سعادة لبونجو هي مشاهدة القمر. كل ليلة، كان يجلس عند مدخل الكهف، وأنفه الصغير يتشمم الهواء، ويحدق في الدائرة البيضاء المتوهجة في السماء المظلمة. بدا أن القمر يهمس له بالأسرار، وكان يشعر بارتباط خاص به.
حلم لمس القمر
في إحدى الليالي، حلم بونجو حلماً رائعاً. كان يطفو عالياً في السماء، وتمددت كفاه، ولامس القمر! كان ناعماً وبارداً، مثل كرة ثلج عملاقة. عندما استيقظ، بدا الحلم حقيقياً جداً لدرجة أنه قرر أن يحاول لمس القمر فعلاً. كان يعرف أنه حلم كبير، لكن قلبه كان مليئاً بالإصرار.
ولادة خطة
بدأ بونجو يفكر. كيف يمكن لدب صغير أن يصل إلى شيء عالٍ جداً؟ نظر حوله في منزله الغابي. رأى أشجاراً طويلة، جبلاً كبيراً في الأفق، وحتى الطيور المحلقة. أدرك أنه بحاجة إلى مساعدة. ذهب إلى جدته الحكيمة، وهي دبّة عجوز جداً تعرف كل شيء عن الغابة. أخبرها بحلمه، فابتسمت. قالت: “القمر صديق للجميع. عليك أن تستخدم ما هو حولك لتصل إلى هدفك.”
السنجاب الذي أحب المكسرات
قرر بونجو أن خطوته الأولى هي تسلق أطول شجرة يمكن أن يجدها. التقى بسنجاب نشيط اسمه "سكوكي"، كان يجمع الجوز. أخبر بونجو سكوكي عن حلمه بلمس القمر. وافق سكوكي، المتحمس للمغامرة، على المساعدة. تسلق الشجرة بسرعة، مشيراً إلى الأغصان الأقوى لبونجو ليتسلقها. بمساعدة سكوكي، تسلق بونجو أعلى مما وصل إليه من قبل، لكن القمر كان لا يزال بعيداً جداً.
البومة التي عرفت كل شيء
من قمة الشجرة، رأى بونجو وسكوكي بومة عجوزاً تجثم على غصن. كان اسمها "أوليفر"، وكانت معروفة بأنها أحكم مخلوق في الغابة. شرح بونجو رحلته لأوليفر. صاحت البومة بهدوء: "للوصول إلى السماء، أنت بحاجة إلى أكثر من مجرد شجرة. عليك أن تتعلم أن تكون صبوراً، مثل النجوم." علم أوليفر بونجو أن ينتظر اللحظة المثالية، وأن يستخدم الرياح لصالحه.
الفراشة التي رقصت في الهواء
بعد ذلك، التقى بونجو بفراشة رشيقة اسمها "ليلا". كانت ترقص في الهواء، وتتطاير أجنحتها الملونة. أخبرها بونجو بأمنيته. ضحكت ليلا بلطف. وقالت: "السماء مكان للحرية. عليك أن تتعلم كيف تشعر بالهواء، وليس فقط أن تقاومه." أظهرت ليلا لبونجو كيف يستخدم قفزاته الصغيرة ليشعر بتيارات الهواء الصاعدة. تدرب وتدرب، وسرعان ما شعر وكأنه يطفو لبضع ثوانٍ في كل مرة.
الإدراك النهائي
بمساعدة أصدقائه، تسلق بونجو أعلى وتعلم كيف يشعر بالرياح. كان الآن على قمة أعلى جبل. كان أقرب إلى القمر من أي دب آخر على الإطلاق. لم يستطع لمسه تماماً، ولكن بينما كان يجلس هناك مع سكوكي وأوليفر وليلا، نظر إلى القمر وشعر بنوع جديد من السعادة. أدرك أن الرحلة نفسها، مع أصدقائه الجدد والدروس التي تعلمها، كانت أكثر خصوصية من مجرد الوصول إلى القمر. شعر القمر أقرب من أي وقت مضى، ليس لأنه كان قريباً منه جسدياً، ولكن لأن الحلم قد جلب له الكثير من الفرح والصداقة. لم يكن بحاجة إلى لمس القمر ليشعر بسحره. كان عليه فقط أن ينظر إلى الأعلى.