الأسطورة والواقع: هل باع الفلسطينيون أرضهم لليهود؟

الأسطورة والواقع: هل باع الفلسطينيون أرضهم لليهود؟

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات


هل باع أهل فلسطين أرضهم؟ الحقيقة التاريخية الكاملة


image about الأسطورة والواقع: هل باع الفلسطينيون أرضهم لليهود؟

نبذة مختصرة

تُثار كثيرًا شبهة تاريخية تقول إن أهل فلسطين باعوا أرضهم لليهود، ولكن الدراسات التاريخية والوثائق تؤكد أن الغالبية الساحقة من الشعب الفلسطيني تمسكت بأرضها، وأن ما جرى كان نتيجة ضغوط الاستعمار البريطاني، وصفقات محدودة قام بها بعض الإقطاعيين غير المقيمين في فلسطين. في هذا المقال نستعرض الحقيقة الكاملة حول القضية: كيف دخل الاستعمار البريطاني، وما دور الحركة الصهيونية، ومن الذي باع الأرض فعلاً، وهل حقًا تخلّى الفلسطينيون عن أرضهم أم كانوا ضحية مؤامرة دولية كبرى.


---

خلفية تاريخية: فلسطين قبل الانتداب البريطاني

كانت فلسطين حتى أوائل القرن العشرين جزءًا من الدولة العثمانية، يعيش فيها المسلمون والمسيحيون واليهود جنبًا إلى جنب في انسجام نسبي. كان المجتمع الفلسطيني زراعيًا يعتمد على الأرض كمصدر رئيسي للرزق، ولذلك كان التمسك بالأرض جزءًا من الهوية. بعد الحرب العالمية الأولى وسقوط الدولة العثمانية، وضعت بريطانيا فلسطين تحت نظام الانتداب البريطاني عام 1920.


---

وعد بلفور وبداية الهجرة الصهيونية

عام 1917 صدر وعد بلفور الذي نص على إقامة "وطن قومي لليهود" في فلسطين. هذا الوعد كان الشرارة الأولى التي استغلتها الحركة الصهيونية لشراء بعض الأراضي بمساعدة حكومة الانتداب البريطاني، حيث كانت تسهّل الهجرة اليهودية وتمنحهم أفضلية قانونية على حساب السكان الأصليين.


image about الأسطورة والواقع: هل باع الفلسطينيون أرضهم لليهود؟

هل باع الفلسطينيون أرضهم؟

الحقيقة التاريخية تؤكد أن الشعب الفلسطيني لم يبع أرضه.

أكثر من 90% من الأراضي بقيت ملكًا للفلاحين الفلسطينيين حتى عام 1948.

الأراضي التي بيعت للحركة الصهيونية كانت محدودة جدًا، ومعظمها تم عبر ملاك كبار غير مقيمين (من لبنان وسوريا)، وليس من الفلاحين الفلسطينيين.

كثير من عمليات البيع تمت تحت ضغوط سياسية وقوانين جائرة فرضها الانتداب البريطاني.


إذن، القول إن الفلسطينيين "باعوا أرضهم" هو خرافة دعائية روجتها إسرائيل لتبرير اغتصاب الأرض.


---

الانتداب البريطاني ودوره في تسهيل الاستيطان

الانتداب البريطاني لم يكن محايدًا، بل كان شريكًا في المشروع الصهيوني:

1. إصدار قوانين لتسهيل انتقال ملكية الأراضي لليهود.


2. قمع أي ثورة فلسطينية ضد بيع الأراضي.


3. فتح أبواب الهجرة أمام اليهود القادمين من أوروبا.


4. تهميش العرب الفلسطينيين سياسيًا واقتصاديًا.

 


---

ثورة الفلسطين ضدت العدوان

لم يقف الفلسطينيون مكتوفي الأيدي، بل اندلعت عدة ثورات:

ثورة 1920 في القدس.

ثورة 1929 بسبب محاولات السيطرة على حائط البراق.

الثورة الكبرى 1936 – 1939 ضد الانتداب البريطاني والهجرة اليهودية.

مقاومة مسلحة قبل وبعد 1948.


كلها دلائل أن الفلسطينيين لم يبيعوا أرضهم، بل دافعوا عنها بكل وسيلة ممكنة.


---

النكبة 1948 وتهجير الفلسطينيين

عام 1948 قامت العصابات الصهيونية (الهاجاناه، شتيرن، الأرغون) بارتكاب مجازر مثل دير ياسين والطنطورة، أدت إلى تهجير أكثر من 750 ألف فلسطيني. لم يغادروا أرضهم بمحض إرادتهم ولا بسبب البيع، بل نتيجة مجازر ورعب منظم.


---

ماذا تقول الوثائق والدراسات؟

تقرير الأمم المتحدة عام 1947 أظهر أن اليهود لم يمتلكوا سوى 6 – 7% من أرض فلسطين.

بقية الأراضي كانت ملكًا للعرب الفلسطينيين أو أملاك دولة.

المؤرخون الإسرائيليون الجدد (مثل إيلان بابيه) أكدوا أن "أسطورة بيع الفلسطينيين أرضهم" مجرد دعاية.

 

---

الخاتمة

إذن، لم يبع الفلسطينيون أرضهم، بل كانوا ضحية مؤامرة استعمارية كبرى شاركت فيها بريطانيا والحركة الصهيونية، مستغلة ضعف الدولة العثمانية ثم ظروف الحرب. الشعب الفلسطيني ظل وما زال متمسكًا بأرضه، والتهجير تم بالقوة لا بالبيع. لذلك، من الضروري تصحيح هذه المغالطة التاريخية التي يرددها البعض لتبرير الاحتلال.

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

2

متابعهم

1

متابعهم

1

مقالات مشابة
-