الثقب الاسود : عالم الوحوش الموازي

الثقب الاسود : عالم الوحوش الموازي

Rating 0 out of 5.
0 reviews

🕳️ الفصل الأول: سقوط في قلب الهاوية

في صباح بدا عاديًا تمامًا داخل مدرسة "كايبو" الثانوية حيث كان "يويا تيندو" يجلس في الصف الأخير يتأمل السقف وكأنه يبحث عن إجابة لا توجد في الكتب بينما كانت "كاوري هوجو" تراجع ملاحظاتها بقلق و"شينجي كاواي" يضحك بصوت مرتفع على نكتة لا أحد فهمها سوى هو و"ريكا مينامي" التي كانت تحدق في هاتفها بملل وفجأة اهتزت الأرض تحت أقدامهم كأن المدرسة نفسها قررت أن تتنفس للمرة الأولى وظهر ثقب أسود في قلب الساحة ليس كحفرة بل ككائن حي ينبض ويبتلع الضوء والصوت والذاكرة وبدأ الطلاب يسقطون واحدًا تلو الآخر دون صراخ وكأنهم يُسحبون من الواقع إلى شيء لا يمكن وصفه بالكلمات

"يويا" شعر أن جسده يتمزق إلى أجزاء غير مرئية لكنه ظل واعيًا بكل لحظة من السقوط رأى وجوه زملائه تتلاشى ثم تعود ثم تتشوه ثم تختفي تمامًا وسمع صوتًا داخليًا يقول له "لقد تم اختيارك لأنك تحمل شيئًا لا يعرفه أحد" وعندما فتح عينيه وجد نفسه في مكان لا يشبه أي شيء عرفه من قبل أرض مغطاة بضوء بنفسجي كثيف وسماء سوداء تتنفس وكيانات تتحرك بلا شكل ولا صوت وظهر أمامه كائن ضخم يشبه وحشًا لكنه كان يتحدث بلغة أفكاره وقال له "أنت الآن في قلب الهاوية حيث لا شيء كما يبدو وكل شيء كما تخاف"

في مكان آخر "كاوري" استيقظت داخل غرفة مليئة بالمرايا وكل مرآة تعكس وجهًا مختلفًا لها وجه غاضب وجه خائف وجه يضحك بجنون وبدأت تسمع أصواتًا من داخل المرايا تقول لها "أنتِ لستِ من تعتقدين" وكلما حاولت الهروب وجدت نفسها تعود لنفس النقطة وظهر أمامها كائن شفاف يحمل ملامح والدتها وقال لها "لتخرجي من هنا عليكِ أن تواجهي ما دفنتِه منذ سنوات"

أما "شينجي" فقد وجد نفسه في مدينة بلا جاذبية كل شيء يطفو حتى الأفكار وكان يضحك في البداية لكنه بدأ يشعر أن كل مرة يضحك فيها ينسى شيئًا من ماضيه نسي اسم أخته ثم نسي وجه والده ثم نسي لماذا هو هنا وظهر أمامه طفل صغير يحمل وجهه وقال له "كلما ضحكت أكثر ستختفي أكثر هل هذا ما تريده؟"

"ريكا" كانت في مكان يشبه متحفًا قديمًا مليئًا بصور لأشخاص لا تعرفهم لكنهم يشبهونها وكل صورة تحمل تاريخًا مختلفًا وبدأت الصور تتحرك وتروي لها قصصًا عن حياتها التي لم تعشها وقالت لها صورة لامرأة عجوز "أنتِ نسخة من شيء لم يكتمل بعد هل ستكملين أم ستتوقفين هنا؟"

وفي قلب هذا العالم الغريب بدأ الطلاب يلتقون مجددًا لكنهم لم يكونوا كما كانوا "يويا" أصبح يرى المستقبل في عيون الآخرين "كاوري" تستطيع أن تتحكم في المرايا وتستخدمها كسلاح "شينجي" يطفو بلا وزن لكنه يستطيع أن يغير اتجاه الزمن "ريكا" تستطيع أن تدخل الصور وتعيش داخلها

لكن هذا العالم لم يكن بلا ثمن فكل قدرة كانت مرتبطة بجزء من ذاكرتهم وكلما استخدموها فقدوا شيئًا من أنفسهم وظهر أمامهم كائن يُدعى "الفراغ" قال لهم "أنتم الآن في اختبار ليس للنجاة بل للفهم من أنتم حقًا وما الذي تخافونه وما الذي ستضحون به لتخرجوا من هنا"

🕳️ الفصل الأول: سقوط في قلب الهاوية (الجزء الثاني)

وبينما كان الطلاب يحاولون فهم هذا العالم الجديد ظهر كيان آخر يُدعى "النبض" يشبه شجرة متوهجة تنبض بالضوء الأزرق وتهمس بأصوات لا تُسمع إلا داخل العقل قال لهم "لكل منكم قدرة لكنها ليست هبة بل لعنة وكلما استخدمتموها اقتربتم من نقطة اللاعودة" وبدأت الأرض تتغير تحت أقدامهم كلما تحركوا ظهرت رموز غريبة على الأرض رموز تشبه الأحلام المنسية والكوابيس التي لم تُحكَ من قبل وبدأت الوحوش تظهر من بين الظلال بعضها يحمل وجوهًا بشرية وبعضها بلا ملامح وكل وحش يتجه نحو طالب معين وكأنه يعرفه منذ الطفولة

"يويا" واجه وحشًا يشبه والده لكنه كان يصرخ بكلمات لم يسمعها من قبل كلمات مثل "أنت لست من أردته" و"كل ما فعلته كان خطأ" وبدأ "يويا" يشعر أن الوحش لا يريد قتله بل يريد أن يزرع فيه شكًا عميقًا في هويته استخدم قدرته فرأى المستقبل المحتمل حيث يتحول هو نفسه إلى هذا الوحش إذا استسلم للغضب لكنه قاوم وصرخ "أنا لست أنت" فانفجر الوحش إلى رماد أزرق

"كاوري" واجه مرآة ضخمة خرج منها نسخة منها ترتدي زيًا أسود وتحمل سكينًا وتقول لها "أنا النسخة التي دفنتِها عندما اخترتِ أن تكوني مثالية" وبدأت المعركة بين النسختين وكل ضربة كانت تكشف ذكرى منسية من طفولة "كاوري" حتى وصلت إلى لحظة كانت فيها تبكي وحدها في غرفة مظلمة وتقول "أريد أن أكون حقيقية لا مثالية" وعندها اختفت النسخة السوداء وظهرت مرآة جديدة تعكس وجهًا أكثر صدقًا

"شينجي" وجد نفسه يطفو فوق بحر من الذكريات كل موجة تحمل لحظة من حياته لكنه لا يستطيع لمسها وإذا حاول الغوص فيها يختفي جزء منه وظهر أمامه كائن يشبه ساعة ضخمة تدور بلا توقف وقال له "أنت تضحك لتنسى لكن الزمن لا ينسى" وبدأ "شينجي" يشعر أن كل ضحكة كانت تخفي ألمًا وكل نكتة كانت صرخة مكتومة واستخدم قدرته ليوقف الزمن للحظة ورأى نفسه كما هو: طفل خائف يختبئ خلف قناع المرح

"ريكا" دخلت صورة لفتاة تجلس في حديقة مهجورة وتقرأ كتابًا عن الموت وعندما اقتربت منها قالت لها الفتاة "أنا أنتِ لو لم تهربي من الحقيقة" وبدأت الصور تتغير بسرعة تظهر فيها "ريكا" في مواقف لم تعشها لكنها شعرت بها وكأنها ذكريات من حياة أخرى واكتشفت أن لديها القدرة على العيش داخل أي قصة لكنها كل مرة تفعل ذلك تفقد جزءًا من واقعها واختارت أن تعود إلى صورتها الأصلية وقالت "سأكتب قصتي بنفسي"

وفي قلب هذا العالم بدأ الطلاب يدركون أن كل شيء فيه مرتبط بهم ليس عالمًا خارجيًا بل انعكاس داخلي لكل ما دفنوه وكل ما تجاهلوه وظهر أمامهم كيان ثالث يُدعى "المرآة الكبرى" قال لهم "أنتم الآن في المرحلة الأولى من الاختبار المرحلة التي تكشف من أنتم لكن المرحلة القادمة ستطلب منكم أن تختاروا من تريدون أن تكونوا"

وبدأت الأرض تهتز من جديد وظهرت بوابة ضخمة تشبه عينًا مفتوحة وقال لهم "من يعبر هذه البوابة سيواجه ذاته الحقيقية بلا أقنعة بلا قدرات بلا ذكريات فقط الجوهر هل أنتم مستعدون؟" وتقدم "يويا" أولًا وقال "إن لم أكن مستعدًا الآن فلن أكون أبدًا" وتبعته "كاوري" و"شينجي" و"ريكا" وكل منهم يحمل خوفه كدرع وأمله كسيف

وعند عبورهم البوابة اختفى كل شيء من حولهم لم يعد هناك أرض أو سماء أو وحوش فقط ظلام ناعم وصوت داخلي يقول "ابدأ من جديد" وبدأت الرواية الحقيقية من هنا حيث لا شيء كما كان وكل شيء كما يجب أن يكون


👁️ الفصل الثاني: أعين الظلال

بدأت الأرض تحت أقدامهم تتنفس من جديد لكن هذه المرة لم تكن مجرد اهتزازات بل نبضات تشبه دقات قلب مريض يحتضر وظهرت من بين الضباب كائنات لا تحمل شكلًا محددًا بل تتغير باستمرار وجوه بشرية تذوب ثم تتجمد ثم تتحول إلى أفواه تصرخ بلا صوت وكانت أعينهم حمراء لا تنظر بل تلتهم وكل من تقع عليه تلك النظرة يشعر أن جزءًا منه يُسحب إلى مكان لا يعرفه

"يويا" رأى أحد الطلاب يُسحب من قدميه إلى داخل الأرض وهو يصرخ "أنا لم أفعل شيئًا" لكن الأرض لم تكن تسمع بل كانت تبتلع وظهر وحش يشبه معلم الرياضيات لكنه كان يحمل رأسين أحدهما يضحك والآخر يبكي وبدأ يطارد "كاوري" التي حاولت استخدام المرايا لكنها اكتشفت أن الوحش لا يملك انعكاسًا لأنه لا يملك هوية وكلما ضربته اختفى ثم عاد من زاوية أخرى

"شينجي" حاول إيقاف الزمن لكنه اكتشف أن الوحوش لا تعيش في الزمن بل خارجه وكلما حاول تجميدهم تجمد هو معهم وبدأ يشعر أن جسده يتحول إلى حجر وصرخ "ريكا ساعديني" لكنها كانت غارقة في صورة لمدينة محترقة حيث كل من فيها يصرخ باسمها وكأنها المسؤولة عن نهايتهم

ظهر وحش جديد يُدعى "الصرخة الصامتة" كائن طويل بلا وجه يحمل أذرعًا تشبه الأشجار اليابسة وكل من يلمسه يفقد القدرة على الكلام ثم على التفكير ثم على الوجود ولامس طالبة تُدعى "مايومي" التي كانت تحاول الهرب لكنها توقفت فجأة ثم بدأت تذوب ببطء وكأنها تتحول إلى دخان رمادي وصرخ "يويا" لكنه لم يسمع صوته وكأن الوحش سرق الصوت من المكان كله

"كاوري" بدأت تفقد السيطرة على المرايا التي بدأت تعكس صورًا لا تعرفها صورًا لضحايا لم ترهم من قبل وجوه مشوهة وأعين دامعة وأطفال يصرخون في الظلام وبدأت تشعر أن المرايا نفسها تحاكمها وقالت "أنا لست مسؤولة عنهم" لكن صوتًا خرج من المرآة وقال "كل من نسيته أصبح هنا"

"شينجي" وجد نفسه محاصرًا بين وحشين أحدهما يحمل وجه والدته والآخر يحمل وجهه لكن مشوهًا وكانا يتحدثان بلغة لا يفهمها لكنها كانت تؤلمه وكل كلمة كانت كأنها سكين تغوص في ذاكرته وبدأ يشعر أن كل نكتة قالها في حياته كانت محاولة للهروب من هذا الألم وقال "أنا آسف" لكن الوحش ضحك وقال "الأسف لا يعيد من ماتوا"

"ريكا" دخلت صورة لمدرسة محترقة ووجدت نفسها محاطة بأطفال يصرخون ويقولون "لماذا تركتنا؟" وكانت تحاول أن تشرح لكنها لم تجد الكلمات وظهر وحش يُدعى "الندم المجسد" كائن يحمل وجوهًا كثيرة وكل وجه يبكي بطريقة مختلفة وبدأ يقترب منها وقال "كل قصة لم تكتبيها أصبحت لعنة"

وفي وسط هذا الرعب بدأ الطلاب يتساقطون واحدًا تلو الآخر "مايومي" اختفت تمامًا "تاكاشي" تمزق على يد وحش يُدعى "التمزيق البصري" الذي لا يهاجم بل ينظر فقط وكل من ينظر إليه يرى نفسه وهو يُقتل بطريقة مختلفة ثم يموت فعليًا بنفس الطريقة و"يويا" حاول أن يغلق عينيه لكنه رأى الوحش داخل عقله

"كاوري" فقدت السيطرة على إحدى المرايا التي انفجرت وتحولت إلى شظايا تطير في الهواء وكل شظية تحمل ذكرى منسية وبدأت الذكريات تطعنها من الداخل وصرخت "كفى" لكن الوحوش لا تعرف الكفى

"شينجي" قرر أن يضحك بصوت مرتفع ليعيد الزمن لكنه اكتشف أن الزمن لا يعود بل ينهار وبدأ كل شيء حوله يتشقق والوحوش بدأت تتكاثر وظهر كائن ضخم يُدعى "النسيان الكامل" كائن بلا ملامح يحمل ساعة ضخمة وكل من يقترب منه ينسى من هو ولماذا هو هنا وبدأ يقترب من "ريكا" التي بدأت تنسى اسمها ووجهها وقصتها

وفي لحظة يأس قرر "يويا" أن يستخدم قدرته بالكامل فرأى المستقبل المحتمل حيث كل من بقي يتحول إلى وحش وكل من مات يصبح جزءًا من هذا العالم وصرخ "علينا أن نغادر الآن أو نتحول جميعًا" وبدأ يركض نحو بوابة ظهرت فجأة لكنها كانت تتحرك وكأنها ترفض أن تُفتح

"كاوري" استخدمت آخر مرآة لديها لتفتح البوابة لكنها انفجرت في وجهها وبدأت تنزف من عينيها وقالت "افتحي يا بوابة أنا لم أعد أحتمل" وظهرت يد ضخمة من داخل البوابة وسحبتها لكنها لم تدخل بل تحولت إلى ضوء ثم اختفت

"شينجي" ضحك للمرة الأخيرة ثم توقف وقال "أنا لا أريد أن أنسى" وركض نحو البوابة لكنه اختفى قبل أن يصل إليها وكأن الزمن ابتلعه

"ريكا" دخلت صورة لبوابة مفتوحة وخرجت منها وهي تحمل كتابًا وقالت "أنا كتبت النهاية" وفتحت الكتاب فظهر نور غريب ابتلع الوحوش كلها ثم اختفى

وبقي "يويا" وحده أمام البوابة وقال "هل هذا هو الثمن؟" وسمع صوتًا يقول "كل ملحمة تبدأ بالدم وتنتهي بالاختيار"

ثم دخل البوابة واختفى


🩸 الفصل الثالث: طقوس الدم والاختيار

بدأت الأرض تتنفس من جديد لكن هذه المرة لم تكن نبضات بل كانت أنينًا خافتًا يشبه صوت طفل يبكي داخل جدار منسي وظهرت من بين الضباب كائنات جديدة لا تشبه الوحوش السابقة بل كانت تحمل ملامح بشرية مشوهة وجلودًا ممزقة وأعينًا تتوهج باللون الأبيض وكأنها لا ترى بل تتذكر وكل من نظر إليها شعر أن ماضيه يُسحب من داخله ويُعرض أمامه كفيلم لا يستطيع إيقافه وبدأت الطقوس

في قلب هذا العالم ظهر كيان يُدعى "الراصد" كائن ضخم يحمل آلاف العيون وكل عين تتحرك بشكل مستقل وتراقب كل طالب وكل حركة وكل فكرة وكان يتحدث بلغة لا تُسمع بل تُشعر وكل من اقترب منه شعر أن جسده يُمزق من الداخل دون أن يُلمس وبدأ "يويا" يشعر أن هذا الكائن لا يهاجم بل يحاكم وسمع صوتًا داخليًا يقول "كل من عبر البوابة يجب أن يُختبر بالدم"

ظهرت دائرة ضخمة على الأرض تشبه رموزًا قديمة محفورة في الحجر لكنها كانت تنبض باللون الأحمر ووقف "الراصد" في منتصفها وقال "ليبدأ الاختيار" وبدأت الأرض تُقسم إلى مناطق كل منطقة تحمل لونًا مختلفًا الأزرق يمثل الندم الأخضر يمثل الخوف الأسود يمثل الغضب والأحمر يمثل الحقيقة وكل طالب يُسحب إلى منطقة حسب ما يحمله داخله

"كاوري" سُحبت إلى المنطقة الزرقاء حيث ظهرت أمامها صور لكل من خذلتهم في حياتها صور لأصدقائها الذين تركتهم صور لأختها التي لم تحمِها صور لأمها التي ماتت دون أن تودعها وبدأت الصور تتحرك وتصرخ وتقول "أين كنتِ؟" وظهرت وحوش تحمل وجوه هؤلاء الأشخاص لكنها كانت تبكي بدلًا من أن تهاجم وكل دمعة كانت تحرق الأرض وبدأت "كاوري" تشعر أن كل خطوة نحو الهروب تزيد من عدد الصور وكلما حاولت أن تشرح اختنقت الكلمات داخل حلقها

"شينجي" سُحب إلى المنطقة السوداء حيث الغضب يتجسد في شكل وحوش ضخمة تحمل وجوهًا مشوهة لأشخاص كانوا يضحكون عليه في المدرسة وكان كل وحش يصرخ بكلمات مثل "أنت مجرد مهرج" و"لن تكون شيئًا أبدًا" وبدأت الوحوش تهاجمه ليس بأنيابها بل بكلماتها وكل كلمة كانت تُحدث جرحًا في جسده وبدأ يشعر أن جسده يتحول إلى مرآة تعكس كل ما قيل له وكل ما صدقه وصرخ "أنا لست كما تقولون" لكن الوحوش ضحكت وقالت "أنت كما نظن لا كما تريد"

"ريكا" سُحبت إلى المنطقة الخضراء حيث الخوف يتجسد في شكل مدينة مهجورة مليئة بأصوات أطفال يبكون ونساء يصرخن ورجال يختفون في الظلال وبدأت تمشي في الشوارع وكل باب تفتحه يكشف مشهدًا من كابوس لم تعشه لكنها شعرت به وكأنه حقيقي وظهر وحش يُدعى "الظل الأبدي" كائن لا يُرى بل يُشعر وكلما اقترب منها شعرت أن قلبها يتوقف وأن عقلها يتجمد وقال لها "الخوف لا يُهزم بل يُحتضن هل ستحتضنينني؟"

"يويا" سُحب إلى المنطقة الحمراء حيث الحقيقة تتجسد في شكل مرآة ضخمة لا تعكس شكله بل تعكس جوهره وظهر أمامه كيان يُدعى "الجوهر العاري" كائن بلا جلد بلا عيون بلا صوت لكنه كان يتحدث داخل عقله وقال له "أنت لست البطل بل أنت من صنع الوحوش هل ستعترف؟" وبدأت المرآة تعرض مشاهد من حياته حيث كان يتجاهل الآخرين حيث كان يختار نفسه حيث كان يهرب من المسؤولية وبدأ يشعر أن كل قدرة حصل عليها كانت نتيجة أنانيته لا شجاعته وصرخ "أنا آسف" لكن الكيان قال "الأسف لا يُقبل إلا بالدم"

وفي لحظة واحدة بدأت الطقوس تتحول إلى مجزرة ظهرت وحوش جديدة تُدعى "الآكلون" كائنات ضخمة تحمل أفواهًا متعددة وأذرعًا تشبه السكاكين وبدأت تهاجم الطلاب الذين لم يستطيعوا اجتياز اختبارهم وبدأت الأرض تمتلئ بالدماء وصرخات لا تُسمع و"ماساكي" تمزق على يد وحش يحمل وجه والدته و"هارو" اختفى داخل مرآة لم تخرج منها و"يوكي" تحولت إلى تمثال حجري بعد أن نظرت في عين "الراصد"

"كاوري" قررت أن تواجه الصور وقالت "أنا أخطأت لكنني لن أهرب" وبدأت الصور تختفي واحدة تلو الأخرى وظهر أمامها طفل صغير يحمل وجهها وقال لها "هل ستعتنين بي هذه المرة؟" واحتضنته فاختفت المنطقة الزرقاء

"شينجي" قرر أن يضحك لا ليهرب بل ليواجه وقال "أنا أضحك لأنني أريد أن أعيش لا لأنني أهرب" وبدأت المرآة تتشقق وظهرت أمامه صورة له وهو طفل يبتسم بصدق وقال له "أنت لست مهرجًا بل ناجٍ" واختفت المنطقة السوداء

"ريكا" قررت أن تفتح آخر باب وقالت "أنا خائفة لكنني لن أتوقف" ووجدت خلف الباب صورة لها وهي تكتب قصة وقالت لها الصورة "اكتبي خوفك لا تهربي منه" واختفت المدينة واختفى "الظل الأبدي"

"يويا" قرر أن يلمس المرآة وقال "أنا لست البطل لكنني سأكون الإنسان" وبدأت المرآة تضيء وظهر أمامه وجهه الحقيقي وجه يحمل الألم والأمل وقال له "الاعتراف هو البداية لا النهاية" واختفى "الجوهر العاري"

وبعد انتهاء الطقوس اختفى "الراصد" وظهرت بوابة جديدة لكنها كانت مغطاة بالدماء وقال صوت داخلي "من يعبر هذه البوابة لن يعود كما كان" ووقف الطلاب أمامها وكل منهم يحمل ندبة داخلية وكل منهم فقد شيئًا وكل منهم تغير

دخلوا البوابة وبدأ العالم يتغير من حولهم لم تعد هناك أرض أو سماء بل بحر من الضوء والظلال وظهر أمامهم كيان يُدعى "الكاتب" كائن يحمل آلاف الأقلام وكل قلم يكتب قصة مختلفة وقال لهم "أنتم الآن في مرحلة الكتابة كل ما عشتموه سيُكتب وكل ما ستفعلونه سيُشكل العالم القادم هل أنتم مستعدون؟"

ونظر "يويا" إلى "كاوري" ثم إلى "شينجي" ثم إلى "ريكا" وقال "لن نكتب قصة هروب بل قصة مواجهة" وبدأت الأقلام تتحرك وبدأت الرواية الحقيقية تُكتب بالدم والندم والأمل


🕯️ الفصل الرابع: انهيار الأكوان

بدأ الضوء يتلاشى من حولهم وكأن العالم نفسه قرر أن ينسحب من الوجود وظهرت شقوق في السماء تشبه جروحًا مفتوحة تنزف ظلالًا حية وكل شق يخرج منه كائن لا يحمل شكلًا بل يحمل شعورًا شعور بالذنب شعور بالوحدة شعور باللاجدوى وبدأت الأرض تتشقق تحت أقدامهم وظهرت من الأعماق كائنات تُدعى "المنكرون" كائنات ضخمة بلا وجوه تحمل أجسادًا بشرية مشوهة وأذرعًا تنتهي بأعين تنظر في كل اتجاه وكل من تقع عليه تلك النظرة يشعر أن وجوده يُعاد تقييمه وكأن الكائن يسأل "هل تستحق أن تبقى؟"

"يويا" شعر أن جسده يُسحب إلى الداخل وكأن كل ذرة فيه تُفكك وتُعاد تشكيلها وظهر أمامه كائن يُدعى "الهادم" كائن يشبه تمثالًا حجريًا لكنه يتحرك ببطء وكل خطوة منه تُسقط جزءًا من الواقع وبدأ "يويا" يرى زملاءه يختفون ليس لأنهم ماتوا بل لأنهم لم يعودوا موجودين في القصة وصرخ "لا يمكن أن ينتهي الأمر هكذا" لكن الصوت الداخلي قال له "كل قصة لها نهاية حتى لو لم تُكتب"

"كاوري" وجدت نفسها داخل غرفة مليئة بالأبواب وكل باب يحمل اسمًا وكل اسم هو اسم شخص فقدته وكلما فتحت بابًا وجدت نفسها في مشهد من ماضيها لكنها لم تكن هي بل كانت شخصًا آخر تعيش حياة لم تخترها وظهر أمامها كائن يُدعى "البديل" كائن يحمل وجوهًا متعددة وكل وجه يتحدث بلغة مختلفة وقال لها "كل خيار لم تختاريه أصبح حياة أخرى هل ستواجهينها؟"

"شينجي" كان يطفو في فضاء لا نهائي مليء بأصوات ضحك مشوهة وكل صوت يحمل نغمة مألوفة لكنها مكسورة وبدأ يشعر أن كل نكتة قالها في حياته كانت محاولة لتغطية صرخة داخله وظهر أمامه كائن يُدعى "المهرج الميت" كائن يرتدي زيًا ملونًا لكن وجهه بلا ملامح وكل حركة منه تُحدث موجة من الألم النفسي وقال له "الضحك لا ينقذ بل يؤجل السقوط هل ستسقط الآن؟"

"ريكا" وجدت نفسها داخل كتاب ضخم كل صفحة فيه تحمل قصة لم تكتبها لكنها شعرت بها وبدأت الصفحات تتحرك وتلتف حولها وكأنها تريد ابتلاعها وظهر أمامها كائن يُدعى "الكاتب الملعون" كائن يحمل أقلامًا تنزف حبرًا أسود وكل قلم يكتب قصة موت وقال لها "كل قصة لم تُكتب أصبحت لعنة هل ستكتبين النهاية؟"

وفي وسط هذا الانهيار ظهرت بوابة ضخمة تشبه قلبًا نابضًا لكنها كانت مقلوبة وكل نبضة منها تُسقط جزءًا من العالم وظهر أمامهم كيان يُدعى "الحاكم" كائن لا يُرى بل يُشعر وكل من اقترب منه شعر أنه يُحاكم على كل لحظة عاشها وكل فكرة فكر بها وكل شعور أخفاه وقال لهم "أنتم الآن في نهاية البداية من يعبر هذه البوابة سيصبح جزءًا من القصة لا ككاتب بل ككلمة هل أنتم مستعدون لأن تُكتبوا؟"

"يويا" قرر أن يواجه "الهادم" وقال له "أنا لا أخاف النهاية لكنني أرفض أن تكون بلا معنى" واستخدم قدرته ليرى كل النهايات الممكنة واختار واحدة وقال "هذه هي نهايتي وأنا أقبلها" واختفى "الهادم"

"كاوري" فتحت آخر باب ووجدت نفسها في حياة كانت ستعيشها لو اختارت أن تهرب وقالت "أنا لا أريد الهروب بعد الآن" وبدأت الأبواب تختفي وظهر أمامها وجهها الحقيقي وقال لها "أنتِ الآن كاملة"

"شينجي" واجه "المهرج الميت" وقال له "أنا أضحك لأنني أريد أن أعيش لا لأنني أهرب" وبدأ الضحك يتحول إلى نور واختفى الكائن وظهر أمامه طفل صغير يبتسم وقال له "أنت الآن صادق"

"ريكا" أخذت أحد الأقلام وقالت "سأكتب النهاية بنفسي" وبدأت تكتب قصة جديدة حيث لا أحد يهرب ولا أحد يُنسى واختفى "الكاتب الملعون" وظهر كتاب جديد يحمل اسمها

لكن لم يكن الجميع قادرًا على النجاة "تاكومي" اختفى داخل شق في السماء و"هانا" تمزقت على يد "المنكرون" و"رين" تحولت إلى ظل لا يتكلم و"ميغومي" أصبحت جزءًا من الأرض لا تتحرك ولا تتنفس

دخل الناجون البوابة ووجدوا أنفسهم في عالم جديد لا يشبه أي شيء عرفوه عالم بلا جدران بلا سماء بلا أرض فقط كلمات تطير في الهواء وكل كلمة تحمل شعورًا وكل شعور يتحول إلى مشهد وظهر أمامهم كيان يُدعى "الراوي" كائن يحمل صوتًا لا يُسمع بل يُشعر وقال لهم "أنتم الآن داخل القصة كل ما تفعلونه سيُكتب وكل ما تفكرون فيه سيُصبح حقيقة هل أنتم مستعدون لأن تكونوا؟"

ونظر "يويا" إلى "كاوري" ثم إلى "شينجي" ثم إلى "ريكا" وقال "لن نكون ضحايا بل سنكون صانعي الأكوان" وبدأت الكلمات تتحرك وبدأت الأكوان تُبنى من جديد


🧬 الفصل الخامس: ولادة القوة

بدأ العالم من حولهم يتغير ليس بالانهيار بل بإعادة التشكيل وكأن كل ما حدث كان مجرد مقدمة لشيء أعظم وظهرت من تحت الأرض دوائر متوهجة تحمل رموزًا لا تشبه أي لغة معروفة وكل رمز ينبض وكأنه قلب حي وكل من اقترب من تلك الرموز شعر أن جسده يتفاعل معها بطريقة لا يمكن تفسيرها وبدأت القدرات تتطور ليس كقوى بل كتحولات داخلية تربط بين الذاكرة والواقع وبين الألم والقوة

يويا تيندو كان أول من لمس أحد الرموز وشعر أن عينيه تحترقان لكنه لم يصرخ بل رأى مشهدًا من المستقبل حيث يقف وحده في مواجهة كائن ضخم يشبه مدينة كاملة تتحرك وقال له الصوت الداخلي هذه هي نهايتك إن اخترت أن تستمر وعندما فتح عينيه وجد أن كل من حوله ينظر إليه وكأنهم رأوا فيه شيئًا جديدًا وبدأ يرى خطوطًا من الضوء تتحرك داخل أجساد الآخرين وكأنهم أصبحوا شفافين أمامه

كاوري هوجو لم تلمس الرمز بل نظرت إليه فقط وبدأت المرايا من حولها تتحرك من تلقاء نفسها وظهرت مرآة ضخمة في السماء تعكس صورة لها لكنها كانت ترتدي زيًا مختلفًا وتحمل سيفًا من الضوء وقالت لها الصورة أنتِ لستِ مجرد انعكاس بل أنتِ من يختار الشكل وبدأت كاوري تشعر أن المرايا لم تعد أدوات بل بوابات يمكنها أن تعبر من خلالها إلى أماكن أخرى

شينجي كاواي كان يضحك كعادته لكنه عندما اقترب من أحد الرموز توقف عن الضحك فجأة وبدأ جسده يطفو ثم يتجمد ثم يتحرك بسرعة خارقة وظهر أمامه كائن صغير يشبه ساعة مكسورة وقال له كل مرة تضحك فيها تكسر جزءًا من الزمن هل ستكسر كل شيء؟ وبدأ شينجي يشعر أن قدرته لم تعد مجرد تحكم بالجاذبية بل تحكم بالزمن نفسه

ريكا مينامي دخلت إحدى الصور التي ظهرت داخل الرمز ووجدت نفسها في عالم يشبه حلمًا مشوهًا حيث كل شيء يتحرك ببطء وكل صوت يحمل صدى من الماضي وظهرت أمامها فتاة تشبهها تمامًا لكنها كانت تبكي وقالت لها كل قصة لم تكتبيها أصبحت جرحًا هل ستكتبين الآن؟ وبدأت ريكا تشعر أن الصور لم تعد مجرد ذكريات بل عوالم يمكنها أن تعيش فيها وتغيرها

وفي وسط هذا التحول ظهر كائن جديد يُدعى "النبض الأصلي" كائن لا يحمل شكلًا بل هو عبارة عن موجات من الضوء والظل وكل موجة تحمل شعورًا مختلفًا وكل من اقترب منه شعر أنه يُعاد تشكيله من الداخل وقال لهم أنتم الآن في مرحلة الولادة من لم يتحول سيموت ومن لم يختَر سيُختار له

بدأت الأرض تهتز من جديد وظهرت وحوش جديدة تُدعى "الراصدون" كائنات تحمل أعينًا ضخمة تتحرك في كل اتجاه وكل عين ترى الماضي والمستقبل والحاضر في آن واحد وكل من تقع عليه تلك النظرة يشعر أنه يُحاكم على كل لحظة عاشها وكل فكرة فكر بها وبدأت الوحوش تهاجم ليس بالأنياب بل بالنظرات وكل نظرة تُسقط جزءًا من الذات

"يويا" قرر أن يواجه أحد الراصدين وقال له أنا لا أخاف أن تُحاكمني لكنني أرفض أن تُحددني واستخدم قدرته ليرى داخل عين الوحش ورأى نفسه في كل لحظة من حياته ورأى كل خيار وكل خطأ وكل ندم وقال أنا أقبل كل شيء واختفى الوحش

"كاوري" استخدمت إحدى المرايا لتنعكس فيها عين الراصد وبدأت العين تتشقق ثم تنفجر وقالت أنا لا أسمح لأحد أن يرى داخلي دون إذني واختفى الوحش

"شينجي" ضحك بصوت مرتفع ثم توقف وقال أنا أضحك لأنني أريد أن أعيش لا لأنني أهرب واستخدم قدرته ليجمد الزمن حول الراصد ثم كسره إلى أجزاء واختفى الوحش

"ريكا" دخلت صورة لعين الراصد ووجدت نفسها في عالم مليء بالذكريات المنسية وقالت أنا سأكتب كل شيء حتى لو كان مؤلمًا وبدأت الصور تتحول إلى كلمات واختفى الوحش

لكن لم يكن الجميع قادرًا على النجاة "ماساكي" تمزق على يد أحد الراصدين و"هانا" اختفت داخل عين لم تغلق و"رين" تحولت إلى تمثال من الضوء لا يتحرك ولا يتكلم و"ميغومي" أصبحت جزءًا من الأرض لا تُرى ولا تُسمع

وبعد انتهاء المعركة ظهر كيان جديد يُدعى "الكاتب الأصلي" كائن يحمل آلاف الأقلام وكل قلم يكتب قصة مختلفة وقال لهم أنتم الآن في مرحلة الكتابة كل ما تفعلونه سيُكتب وكل ما تفكرون فيه سيُصبح حقيقة هل أنتم مستعدون لأن تكونوا؟ ونظر "يويا" إلى "كاوري" ثم إلى "شينجي" ثم إلى "ريكا" وقال لن نكون ضحايا بل سنكون صانعي الأكوان وبدأت الأقلام تتحرك وبدأت الأكوان تُبنى من جديد


🧠 الفصل السادس: اختبار الإرادة

بدأ العالم الجديد يتخذ شكلًا أكثر وضوحًا لكنه لم يكن أقل رعبًا بل كان أكثر تنظيمًا وكأن الفوضى السابقة كانت مجرد تمهيد لمرحلة أكثر قسوة وظهرت من السماء بوابات ضخمة تشبه أعينًا مفتوحة وكل عين تنظر إلى طالب معين وتصدر صوتًا داخليًا يقول لقد تم اختيارك للاختبار الأول ومن لا يجتاز يُمحى من القصة وبدأت الأرض تتغير تحت أقدامهم كل طالب يجد نفسه في مكان مختلف تمامًا عن الآخرين وكأن العالم نفسه قرر أن يفصلهم ليواجهوا أنفسهم دون دعم دون تحالف دون مفر

يويا تيندو وجد نفسه في مدينة مهجورة كل مبنى فيها يحمل صورًا له في مراحل مختلفة من حياته طفل يبكي مراهق غاضب شاب يركض بلا هدف وكل صورة تتحرك وتقول له لماذا اخترت أن تكون أنت؟ وظهر أمامه كائن يُدعى "المرآة الحية" كائن يحمل وجهه لكنه مشوه وعيناه تنزفان وقال له لتجتاز الاختبار عليك أن تقتلني لكنني أنت فهل ستقتل نفسك؟ وبدأ يويا يشعر أن كل خطوة نحو الكائن تُسقط جزءًا من ذاكرته وكل تردد يُعيد له مشهدًا مؤلمًا من ماضيه وصرخ أنا لا أريد أن أقتل لكنني لن أهرب واستخدم قدرته ليرى المستقبل المحتمل حيث يقتل الكائن ثم يتحول هو إلى نسخة منه وقال لا أريد هذه النهاية وقرر أن يحتضن الكائن وقال له أنا أقبلك كما أنت واختفى الكائن وظهرت بوابة جديدة أمامه

كاوري هوجو وجدت نفسها داخل غرفة مليئة بالمرايا وكل مرآة تعكس لحظة من حياتها لكنها كانت مشوهة ومبالغ فيها وكأنها تُحاكم على كل خطأ وكل تردد وكل لحظة ضعف وظهرت أمامها مرآة ضخمة تحمل وجهها وهي تبكي وقالت لها المرآة لتجتازي الاختبار عليكِ أن تكسري كل المرايا لكن كل مرآة تحمل جزءًا من قوتك فهل ستضحين بقوتك لتنجين؟ وبدأت كاوري تشعر أن المرايا بدأت تهمس لها بكلمات مثل أنتِ جبانة أنتِ ضعيفة أنتِ مزيفة وصرخت كفى ثم أمسكت أول مرآة وكسرَتها فشعرت أن قدرتها على التحكم بالمرايا بدأت تضعف ثم كسرت الثانية والثالثة حتى وصلت إلى المرآة الأخيرة وقالت أنا لا أحتاج المرايا لأكون قوية وكسرَتها وظهرت بوابة جديدة أمامها

شينجي كاواي وجد نفسه في مسرح ضخم مليء بالدمى وكل دمية تحمل وجهًا من وجوهه التي استخدمها في حياته للضحك للهروب للتظاهر بالقوة وظهرت دمية ضخمة تحمل وجهه لكنها كانت تضحك بطريقة مرعبة وقالت له لتجتاز الاختبار عليك أن تتوقف عن الضحك تمامًا لكن كل مرة تتوقف فيها ستشعر بالألم الحقيقي فهل ستواجه الألم؟ وبدأ شينجي يشعر أن كل ضحكة كانت تغطي جرحًا وكل نكتة كانت تخفي صرخة وقرر أن يصمت وبدأت الدمى تهاجمه بكلمات مثل أنت لا شيء بدون ضحكتك أنت مجرد قناع وصرخ أنا لست قناعًا أنا إنسان وبدأت الدمى تتفكك وظهرت بوابة جديدة أمامه

ريكا مينامي وجدت نفسها داخل مكتبة ضخمة كل كتاب فيها يحمل قصة لم تكتبها وكل قصة تحمل اسم شخص تعرفه وظهرت أمامها فتاة تشبهها تمامًا لكنها كانت ترتدي زيًا أسود وتحمل قلمًا ينزف وقالت لها لتجتازي الاختبار عليك أن تكتبي قصة موتك لكن كل كلمة تكتبينها ستُصبح حقيقة فهل ستكتبين نهايتك؟ وبدأت ريكا تشعر أن كل كتاب يهمس لها بكلمات مثل أنتِ خائفة من النهاية أنتِ لا تملكين الشجاعة للكتابة وقررت أن تكتب وبدأت تكتب قصة تقول فيها ريكا دخلت المكتبة وكتبت نهايتها لكنها لم تمت بل تحولت إلى كاتبة حقيقية وبدأت الكلمات تضيء وظهرت بوابة جديدة أمامها

لكن لم يكن الجميع قادرًا على اجتياز الاختبار "ماساكي" رفض أن يواجه نفسه فاختفى داخل صورة مشوهة و"هانا" حاولت أن تكسر المرايا لكنها فقدت عقلها وبدأت تتحدث مع انعكاسها حتى اختفت و"رين" قرر أن يضحك لكنه لم يتوقف فاختفى داخل دمية و"ميغومي" كتبت قصة لكنها كانت مليئة بالخوف فابتلعها الكتاب

اجتمع الناجون أمام بوابة ضخمة تحمل رموزًا متحركة وكل رمز ينبض وكأنه قلب حي وقال لهم صوت داخلي أنتم الآن في المرحلة الثانية من الاختبار المرحلة التي لا تختبر قوتكم بل نواياكم ومن لا يملك نية واضحة يُمحى من القصة وبدأت الأرض تتشقق وظهرت من تحتها كائنات تُدعى "الكاشفون" كائنات تحمل وجوهًا شفافة وكل وجه يعكس نية الشخص الذي يقف أمامه وكل من يحمل نية مشوشة يرى وجهًا مشوهًا وكل من يحمل نية واضحة يرى وجهًا مضيئًا

يويا رأى وجهًا يحمل نورًا خافتًا وقال له الكاشف نيتك هي النجاة لكنها ليست كافية هل ستختار أن تنقذ الآخرين؟ وقال نعم واختفى الكاشف

كاوري رأت وجهًا يحمل دموعًا وقال لها الكاشف نيتك هي الاعتراف لكنها تحتاج إلى فعل هل ستواجه من أخطأت بحقهم؟ وقالت نعم واختفى الكاشف

شينجي رأى وجهًا يضحك ويبكي وقال له الكاشف نيتك هي التوازن لكنها تحتاج إلى تضحية هل ستتخلى عن قناعك؟ وقال نعم واختفى الكاشف

ريكا رأت وجهًا يحمل كلمات وقال لها الكاشف نيتك هي الكتابة لكنها تحتاج إلى صدق هل ستكتب كل شيء؟ وقالت نعم واختفى الكاشف

وظهرت بوابة جديدة أمامهم لكنها كانت مختلفة تمامًا عن كل ما سبق كانت تشبه قلبًا نابضًا لكنه كان مغطى بالرموز والدماء وقال لهم الصوت الداخلي من يعبر هذه البوابة لن يعود كما كان بل سيصبح جزءًا من القصة لا ككاتب بل ككلمة هل أنتم مستعدون لأن تُكتبوا؟

ونظر يويا إلى كاوري ثم إلى شينجي ثم إلى ريكا وقال لن نكون ضحايا بل سنكون صانعي الأكوان وبدأت البوابة تفتح وبدأ العالم يتغير من حولهم


🕳️ الفصل السابع: بوابة العودة

بدأت الأرض تحت أقدامهم تتشقق من جديد لكن هذه المرة لم تكن انهيارًا بل ولادة وظهرت من بين الشقوق دوائر من الضوء تشبه رموزًا قديمة تتحرك ببطء وتصدر صوتًا يشبه نبضات قلب مريض وكل دائرة تحمل اسمًا وكل اسم هو اسم طالب نجا من الاختبارات السابقة وبدأت الدوائر تلتف حولهم وكأنها تختار من يستحق العبور وظهر أمامهم كيان يُدعى "الحارس الأخير" كائن ضخم يحمل جسدًا من الحجارة وعيونًا من النار وصوتًا يشبه صدى انفجار وقال لهم أنتم الآن أمام البوابة الأخيرة من يعبرها يعود إلى العالم الحقيقي لكن من يعبرها دون أن يكون كاملًا يُمحى من كل الأكوان

يويا تيندو نظر إلى البوابة فوجدها تشبه الثقب الأسود الذي سقطوا فيه لكنها كانت مقلوبة وكأنها لا تبتلع بل تطرد وقال للحارس هل العودة تعني النهاية؟ فقال له الحارس العودة تعني بداية جديدة لكن بثمن كل ما عشتموه سيبقى داخلكم وكل من فقدتموه سيظل يهمس لكم وكل قرار اتخذتموه سيعيد تشكيل واقعكم فهل أنتم مستعدون؟

كاوري هوجو شعرت أن المرايا من حولها بدأت تتكسر لكنها لم تخف بل قالت أنا لا أريد أن أعود كما كنت بل كما أصبحت وشينجي كاواي ضحك ثم بكى ثم قال أنا لا أريد أن أهرب بعد الآن وريكا مينامي أمسكت قلمها وقالت سأكتب العودة كما أريدها لا كما تُفرض علي

لكن قبل أن تُفتح البوابة ظهرت وحوش جديدة تُدعى "الرافضون" كائنات تحمل وجوهًا لأشخاص ماتوا داخل الثقب الأسود وكل وجه يصرخ بكلمات مثل لا تعودوا لا تستحقون لا تنسونا وبدأت الوحوش تهاجم ليس لتقتل بل لتمنع العودة وكل من تردد في عبور البوابة بدأ يرى نفسه يتحول إلى ظل وكل من قاوم بدأ يرى جسده يتشقق

يويا قرر أن يواجه أحد الرافضين وقال له أنا لا أنسى من ماتوا بل أحملهم داخلي واستخدم قدرته ليرى مستقبلًا حيث يبني مدرسة جديدة تحمل أسماء من فقدهم واختفى الوحش

كاوري استخدمت آخر مرآة لديها لتعكس وجه أحد الرافضين وقالت له أنتِ أختي وأنا لن أنساك واختفى الوحش

شينجي جمد الزمن حول أحد الرافضين ثم قال له أنا أضحك لأتذكرك لا لأنساك واختفى الوحش

ريكا كتبت قصة قصيرة عن أحد الرافضين وقالت له أنت بطل في قصتي واختفى الوحش

وبدأت البوابة تفتح ببطء وظهر من داخلها ضوء أبيض كثيف يشبه ضوء الفجر بعد ليلة طويلة وقال لهم الحارس من يعبر الآن لن يعود كما كان بل سيحمل ذاكرة هذا العالم إلى الأبد فهل أنتم مستعدون؟

دخل يويا أولًا ثم كاوري ثم شينجي ثم ريكا وكل منهم شعر أن جسده يُعاد تشكيله وكل ذكرى تُعاد ترتيبها وكل شعور يُعاد صياغته وبدأوا يشعرون أن العالم الحقيقي ليس كما تركوه بل كما أعادوا تشكيله

وخرجوا من الثقب الأسود في نفس المكان الذي سقطوا فيه لكن المدرسة كانت مدمرة والسماء كانت صافية بشكل غريب وكل من حولهم كان يحدق بهم وكأنهم عادوا من موت مؤجل

وفي لحظة صمت قال يويا نحن عدنا لكننا لسنا كما كنا وقالت كاوري نحن نحمل قصصًا لا يفهمها أحد وقال شينجي نحن لسنا ضحايا بل ناجون وقالت ريكا سأكتب كل شيء

وانتهى الفصل لكن القصة لم تنتهِ لأن كل من خرج من الثقب الأسود أصبح بوابة لعالم جديد


🧩 الفصل الثامن: العالم الذي لا يصدق

خرجوا من الثقب الأسود في نفس المكان الذي سقطوا فيه لكن المدرسة كانت مدمرة والسماء كانت صافية بشكل غريب وكل من حولهم كان يحدق بهم وكأنهم عادوا من موت مؤجل وبدأت سيارات الإسعاف والشرطة تحيط بالمكان وظهر رجال يرتدون بزات سوداء لا يحملون شارات ولا يتحدثون بل يراقبون بصمت وبدأت الأسئلة تنهال من الجميع أين كنتم؟ كيف عدتم؟ ماذا حدث؟ لكن لم يكن أحد منهم قادرًا على الإجابة بكلمات مفهومة لأن ما عاشوه لا يُترجم بل يُشعر

يويا تيندو حاول أن يشرح لكنه كلما بدأ بالكلام شعر أن الكلمات تتبخر وكأن العالم الحقيقي لا يسمح بذكر ما حدث وقال لهم نحن لم نكن في مكان بل في اختبار وقال له أحد الرجال هل تتحدث عن تجربة علمية؟ وقال يويا لا بل عن تجربة وجودية وقال له الرجل أنت تهذي

كاوري هوجو كانت تحدق في المرايا المكسورة في المدرسة وقالت هذه المرايا كانت بوابتي وقالت لها إحدى المعلمات هل أصبتِ بارتجاج؟ وقالت كاوري لا بل بيقظة وقالت لها المعلمة أنتِ بحاجة إلى علاج نفسي

شينجي كاواي كان يضحك ثم يصمت ثم يضحك وقال لهم نحن عدنا لكننا لسنا كما كنا وقال له أحد رجال الأمن هل تتعاطى شيئًا؟ وقال شينجي نعم أتعاطى الحقيقة وقال له الرجل سنأخذك للفحص

ريكا مينامي كانت تكتب في دفتر صغير وقالت كل ما حدث سيُكتب وقال لها أحد الصحفيين هل ستنشرين رواية؟ وقالت لا بل شهادة وقال لها الصحفي هل هذا خيال علمي؟ وقالت لا بل خيال واقعي

وبينما كانوا يُستجوبون ظهر رجل غريب يرتدي معطفًا طويلًا ويحمل جهازًا غريبًا وقال لهم أنتم لستم أول من يعود من الثقب الأسود وقال له يويا هل هناك آخرون؟ وقال الرجل نعم لكنهم لم ينجوا من العودة وقالت كاوري ماذا تقصد؟ وقال الرجل العودة لا تعني النجاة بل تعني بداية اختبار جديد

وبدأ الرجل يشرح لهم أن هناك منظمة تُدعى "الراصدون" تراقب كل من يسقط في الثقب الأسود وتدرس قدراتهم وتحاول أن تستخدمهم في تجارب جديدة وقال لهم أنتم الآن مراقبون وكل حركة تقومون بها تُسجل وكل فكرة تفكرون فيها تُحلل وقال له شينجي هل نحن سجناء؟ وقال الرجل لا بل أدوات

وفي تلك اللحظة ظهر كائن غريب في السماء يشبه دائرة سوداء صغيرة لكنها كانت تتحرك بسرعة وتصدر صوتًا يشبه همسات الأطفال وقال لهم الرجل هذا هو "الظل المتبقي" كائن يتبع كل من خرج من الثقب الأسود ويحاول أن يعيده إليه وقالت ريكا هل يمكننا قتله؟ وقال الرجل لا يمكن قتله بل يمكن تجاوزه

وبدأت الدائرة تقترب من يويا ثم من كاوري ثم من شينجي ثم من ريكا وكل منهم شعر أن جسده يُسحب من الداخل وكأن الثقب الأسود لم ينتهِ بل عاد بشكل آخر وقال لهم الرجل لتنجوا عليكم أن تواجهوا "الظل المتبقي" داخل أنفسكم لا خارجه

وفي تلك الليلة اجتمع الأربعة في مكان مهجور وقرروا أن يواجهوا ما تبقى داخلهم وبدأ يويا يرى مشاهد من المستقبل حيث يتحول إلى آلة قتل وبدأ يصرخ أنا لست وحشًا وقالت له كاوري أنت من يختار وقال شينجي لا أحد يختار وحده وقالت ريكا سأكتب اختيارك

وبدأوا يشعرون أن العالم الحقيقي لا يرحب بهم بل يختبرهم بطريقة مختلفة وأن الثقب الأسود لم يكن نهاية بل بداية وأن كل من حولهم لا يفهمهم بل يخاف منهم وأنهم الآن أمام خيار جديد إما أن يندمجوا في الواقع أو أن يعيدوا تشكيله

وقال يويا نحن لن نعود كما كنا وقالت كاوري نحن سنعيد بناء المدرسة وقال شينجي نحن سنعلم الآخرين كيف يواجهون أنفسهم وقالت ريكا سأكتب كل شيء حتى لا يُنسى

وانتهى الفصل لكن ظل الثقب الأسود لا يزال يهمس لهم في أحلامهم


🕷️ الفصل التاسع: تسرب الظلال

بدأت الأيام تمر بعد العودة لكن شيئًا ما لم يكن طبيعيًا في المدينة فالسماء لم تعد صافية كما كانت بل أصبحت تحمل لونًا رماديًا غريبًا يشبه الغبار الميت والهواء أصبح أثقل وكأن كل نفس يحتاج إلى قرار والناس بدأوا يشعرون أن شيئًا ما يراقبهم من زوايا لا تُرى وبدأت تظهر حالات غريبة في المدرسة القديمة حيث بدأ الطلاب الجدد يسمعون أصواتًا في الليل ويرون انعكاسات لا تخصهم في المرايا وبدأت تنتشر شائعات عن لعنة الثقب الأسود

يويا تيندو كان يحاول أن يعيش حياة طبيعية لكنه كلما نظر إلى عيون الناس شعر أنهم لا يرونه بل يرون شيئًا خلفه وبدأ يشعر أن قدرته على رؤية المستقبل لم تختف بل أصبحت أكثر حدة وكان يرى مشاهد من انهيار المدينة من ظهور كائنات في الشوارع من صراخ لا يتوقف وقال لنفسه هل نحن السبب؟ هل أحضرنا شيئًا معنا؟

كاوري هوجو كانت تحاول أن تعيد بناء المدرسة لكنها كلما دخلت غرفة جديدة وجدت مرآة مشروخة تظهر فيها وجهًا لا تعرفه وجهًا يبكي ثم يضحك ثم يختفي وبدأت تشعر أن المرايا لم تعد أدوات بل أصبحت كائنات تراقبها وقالت هل المرايا تتذكر من سقط فيها؟

شينجي كاواي كان يضحك في المقهى ثم يصمت فجأة ويقول هل رأيتم ذلك؟ لكن لا أحد يرد لأنه كان يرى كائنًا صغيرًا يزحف على الجدران ثم يختفي وكان يشعر أن الزمن حوله يتشقق وأن كل لحظة تحمل احتمالًا للانهيار وقال هل نحن نعيش في عالم حقيقي أم في امتداد للثقب؟

ريكا مينامي كانت تكتب في دفترها لكنها بدأت تلاحظ أن الكلمات تختفي بعد أن تكتبها وكأن الورق يرفض أن يحمل الحقيقة وقالت هل القصة ترفض أن تُكتب؟ وبدأت تسمع صوتًا في الليل يقول لها لا تكتبي النهاية

وفي إحدى الليالي اجتمع الأربعة في المدرسة القديمة وقرروا أن يواجهوا ما يحدث وقال يويا هناك شيء يتسرب من الثقب الأسود وقالت كاوري إنه ليس شيئًا بل كائن وقال شينجي إنه لا يعيش في الزمن بل خارجه وقالت ريكا إنه يريد أن يُكتب لكنه لا يملك صوتًا

وبدأوا يشعرون أن هناك بوابة جديدة تُفتح في المدينة لكنها ليست مرئية بل نفسية وكل من يشعر بالخوف يفتحها دون أن يدري وكل من يشعر بالندم يُغذيها وكل من يشعر بالوحدة يُناديها وبدأت تظهر حالات اختفاء بين الطلاب الجدد واختفاء بين المعلمين وبدأت المدينة تتحدث عن أشباح وعن كوابيس وعن وجوه تظهر في الظلام

وظهر كائن جديد يُدعى "الظل المتسرب" كائن لا يُرى إلا في الانعكاسات ولا يُسمع إلا في الصمت وكل من يقترب منه يشعر أن جسده يُسحب إلى الداخل وأن ذاكرته تُعاد تشكيلها وبدأ الكائن يهاجم الناس في أحلامهم ثم في يقظتهم وبدأت تظهر علامات على أجسادهم تشبه رموز الثقب الأسود

يويا قرر أن يواجه الكائن وقال له أنا أعرفك أنت جزء مني واستخدم قدرته ليرى داخله ورأى مشهدًا من الثقب حيث كان الكائن ينتظر وقال له أنت من تركتني هناك وقال يويا أنا لم أعدك بالخلاص وقال الكائن لكنك عدت وحدك

كاوري استخدمت مرآة قديمة لتعكس الكائن وبدأت المرآة تنزف وقالت له أنتِ أختي التي لم أحمِها وقال الكائن أنا لست أختك بل خوفك منها وقالت كاوري أنا لا أخافها بل أخاف أن أكون مثلها

شينجي جمد الزمن حول الكائن لكنه لم يتوقف بل بدأ يتحرك في اتجاهات غير منطقية وقال له أنت لست في الزمن بل في الندم وقال الكائن أنا ندمك الذي ضحكت عليه وقال شينجي أنا لا أضحك عليك بل أضحك لأعيش

ريكا كتبت اسم الكائن في دفترها فبدأ الدفتر يحترق وقالت له أنت قصة لم تُكتب وقال الكائن أنا قصة لا تُكتب بل تُعاش وقالت ريكا إذًا سأعيشك

وبدأ الكائن يتفكك ثم يتجمع ثم يصرخ ثم يصمت ثم يختفي وظهرت بوابة جديدة في المدرسة لكنها كانت صغيرة جدًا تشبه جرحًا في الجدار وقال لهم الصوت الداخلي هذه هي البوابة الأخيرة من يدخلها لا يعود كما هو بل يعود كما يجب أن يكون

وقال يويا هل نحن مستعدون؟ وقالت كاوري هل نحن كاملون؟ وقال شينجي هل نحن صادقون؟ وقالت ريكا هل نحن حقيقيون؟

ودخلوا البوابة واختفى الضوء


🕯️ الفصل العاشر: قلب الظل

في اليوم التالي لاجتماعهم الأخير بدأ كل شيء يتغير بشكل أسرع من قدرة المدينة على الفهم فالناس بدأوا يختفون دون أثر والسماء أصبحت أكثر ظلمة حتى في وضح النهار والهواء أصبح مشبعًا بصوت لا يُسمع لكنه يُشعر والناجون الأربعة بدأوا يشعرون أن شيئًا ما يتحرك داخلهم ليس خوفًا بل استدعاء وكأن الثقب الأسود لم يُغلق بل فتح بوابة جديدة داخلهم

يويا تيندو بدأ يرى رموزًا على جدران المدينة رموزًا لا يفهمها لكنها تتحرك كلما نظر إليها وبدأ يسمع صوتًا داخليًا يقول له أنت لم تخرج بل انتقلت وقال لنفسه هل نحن داخل الثقب الأسود لكن بشكل آخر؟ وبدأ يرى الناس من حوله يتحولون إلى انعكاسات مشوهة وقال هذا ليس واقعًا بل نسخة منه

كاوري هوجو كانت تحاول أن تستخدم المرايا لتفهم ما يحدث لكنها بدأت ترى وجوهًا لا تخصها وجوهًا تبكي ثم تضحك ثم تختفي وبدأت تشعر أن المرايا أصبحت بوابات لا يمكن إغلاقها وقالت هل أنا أفتحها أم هي تفتحني؟ وبدأت ترى نفسها في أماكن لم تزرها وقالت هل أنا أعيش حياتي أم حياة أخرى؟

شينجي كاواي كان يضحك ثم يصمت ثم يختفي ثم يعود وبدأ يشعر أن الزمن حوله لا يتحرك بل يتكرر وقال هل نحن في حلقة؟ وبدأ يرى نفسه وهو يتحدث ثم يرى نفسه وهو يراقب نفسه وقال هل أنا أنا؟ وبدأ يشعر أن كل لحظة تحمل احتمالًا للانفجار

ريكا مينامي كانت تكتب لكنها بدأت تلاحظ أن الكلمات تُكتب قبل أن تفكر بها وقالت هل أنا أكتب أم يُكتب عني؟ وبدأت تسمع صوتًا في الورق يقول لها لا تكتبي النهاية بل البداية وقالت هل القصة تكتب نفسها؟ وبدأت ترى أن كل كلمة تحمل وجهًا وكل وجه يحمل قصة

وفي تلك الليلة اجتمع الأربعة في المدرسة القديمة التي أصبحت الآن خرابًا حيًا وقال لهم يويا هناك شيء يتحرك داخلنا وقالت كاوري إنه ليس شيئًا بل ظل وقال شينجي إنه لا يعيش في الزمن بل في الذاكرة وقالت ريكا إنه يريد أن يُكتب لكنه لا يملك يدًا

وظهر أمامهم كائن يُدعى "قلب الظل" كائن لا يحمل شكلًا بل يحمل شعورًا كل من ينظر إليه يرى أكثر لحظة ندم في حياته وكل من يسمعه يسمع أكثر كلمة أراد أن يقولها ولم يقلها وكل من يلمسه يشعر أنه يُعاد تشكيله من الداخل وقال لهم أنتم لم تخرجوا بل عدتم إلى نقطة البداية

وقال يويا هل نحن داخل الثقب الأسود؟ وقال الكائن أنتم داخل أنفسكم وقالت كاوري هل يمكننا الخروج؟ وقال الكائن لا يمكن الخروج بل يمكن التحول وقال شينجي هل نتحول إلى ماذا؟ وقال الكائن إلى ما كنتم تخافون أن تكونوه وقالت ريكا هل يمكننا أن نكتب النهاية؟ وقال الكائن النهاية لا تُكتب بل تُعاش

وبدأ الكائن يقترب منهم وكل منهم بدأ يرى نفسه في شكل مختلف يويا رأى نفسه كقائد لكنه يحمل وجهًا بلا ملامح كاوري رأت نفسها كمرآة لكنها لا تعكس شيئًا شينجي رأى نفسه كساعة مكسورة تتحرك بلا اتجاه ريكا رأت نفسها ككتاب فارغ لا يحمل عنوانًا

وقال لهم الكائن لتخرجوا عليكم أن تواجهوا أنفسكم لا كما تريدون بل كما أنتم وقال يويا أنا لا أخاف أن أكون بلا ملامح بل أخاف أن أكون بلا معنى وقالت كاوري أنا لا أخاف أن أكون مرآة بل أن أكون انعكاسًا لغيري وقال شينجي أنا لا أخاف أن أكون ساعة مكسورة بل أن أكون زمنًا لا يُذكر وقالت ريكا أنا لا أخاف أن أكون كتابًا فارغًا بل أن أكون قصة لا تُقرأ

وبدأ الكائن يتفكك ثم يتجمع ثم يصرخ ثم يصمت ثم يختفي وظهرت بوابة جديدة لكنها لم تكن في الجدار بل في داخلهم وكل منهم شعر أن قلبه ينبض بشكل مختلف وكأن البوابة تُفتح من الداخل وقال لهم الصوت الداخلي من يعبر الآن لا يعود كما هو بل كما يجب أن يكون

وقال يويا أنا مستعد وقالت كاوري أنا حقيقية وقال شينجي أنا صادق وقالت ريكا أنا كاملة

ودخلوا البوابة واختفى الضوء


🔥 الفصل الحادي عشر: التحول الأخير

بدأت الأرض تحت أقدامهم تتنفس من جديد لكن هذه المرة لم تكن نبضات بل كانت صرخات مكتومة تصعد من تحت المدينة وكأن كل من اختفى يهمس من الأعماق وكل من نجا يسمع تلك الهمسات دون أن يفهمها وظهرت من السماء دوائر سوداء صغيرة تتحرك ببطء لكنها لا تسقط بل تراقب وكل دائرة تحمل عينًا وكل عين تنظر إلى أحد الناجين وكأنها تنتظر القرار الأخير

يويا تيندو كان يرى تلك الدوائر تتحرك حوله لكنه لم يشعر بالخوف بل بالمسؤولية وقال لنفسه أنا من عبر البوابة وأنا من يجب أن يغلقها وبدأ يرى مشاهد من المستقبل حيث المدينة تنهار والناس يتحولون إلى ظلال وقال إن لم نتحرك الآن سنصبح نحن البوابة

كاوري هوجو كانت ترى المرايا تتكسر من تلقاء نفسها وكل مرآة تنزف ضوءًا أسود وكل ضوء يحمل وجهًا من وجوهها التي دفنتها وقالت هل أنا من فتح هذه العوالم؟ وبدأت تشعر أن المرايا لم تعد تعكس بل تخلق وقالت إن لم أواجه نفسي الآن سأصبح انعكاسًا لا يُغلق

شينجي كاواي كان يضحك ثم يصمت ثم يختفي ثم يعود لكنه بدأ يشعر أن الزمن حوله لا يتحرك بل يتفكك وقال هل نحن في نهاية الزمن؟ وبدأ يرى نفسه في كل لحظة عاشها وكأنها تتكرر بلا توقف وقال إن لم أوقف هذا الآن سأصبح صدى لا يُسكت

ريكا مينامي كانت تكتب لكنها بدأت ترى الكلمات تتحول إلى رموز والرموز تتحول إلى كائنات والكائنات تتحرك في الورق ثم تخرج منه وقالت هل أنا أكتب العالم أم هو يكتبني؟ وقالت إن لم أكتب النهاية الآن ستكتبني القصة كما تريد

وفي تلك اللحظة ظهر كائن ضخم يُدعى "الراوي الأصلي" كائن لا يحمل جسدًا بل يحمل صوتًا وكل صوت يحمل قصة وكل قصة تحمل قرارًا وقال لهم أنتم الآن في لحظة التحول من يختار أن يغلق البوابة عليه أن يضحي ومن يختار أن يفتحها عليه أن يتحمل ومن لا يختار يُكتب كما يُراد له

وقال يويا أنا أختار أن أكون الحارس وقالت كاوري أنا أختار أن أكون المرآة الصادقة وقال شينجي أنا أختار أن أكون الزمن الحر وقالت ريكا أنا أختار أن أكون القلم الذي لا يكذب

وبدأ الراوي الأصلي يتفكك ثم يتجمع ثم يصرخ ثم يصمت ثم يختفي وظهرت بوابة ضخمة في السماء لكنها لم تكن سوداء بل كانت تحمل كل الألوان وكل لون يتحرك بشكل مختلف وكل حركة تحمل شعورًا مختلفًا وقال لهم الصوت الداخلي هذه هي البوابة الحقيقية من يعبرها لا يعود كما هو بل كما يجب أن يكون

وقال يويا أنا مستعد وقالت كاوري أنا حقيقية وقال شينجي أنا صادق وقالت ريكا أنا كاملة

ودخلوا البوابة واختفى الضوء

لكن في تلك اللحظة بدأت المدينة تتغير المرايا توقفت عن النزيف الزمن عاد للتحرك الكلمات أصبحت واضحة والناس بدأوا يشعرون أن شيئًا ما انتهى وشيئًا آخر بدأ

وظهر الأربعة في وسط المدينة لكنهم لم يكونوا كما كانوا يويا كان يحمل عينًا ترى ما لا يُرى كاوري كانت تحمل مرآة لا تعكس بل تكشف شينجي كان يحمل ساعة لا تقيس الزمن بل تصنعه ريكا كانت تحمل كتابًا لا يُقرأ بل يُشعر

وقال لهم الناس هل أنتم من أغلق البوابة؟ وقال يويا نحن من اخترنا وقالت كاوري نحن من واجهنا وقال شينجي نحن من تحولنا وقالت ريكا نحن من كتبنا النهاية

وانتهى الفصل لكن القصة لم تنتهِ لأن كل من عبر البوابة أصبح بداية لعالم جديد


🌌 الفصل الثاني عشر: ما بعد الضوء

مرت أيام قليلة منذ عبورهم البوابة الأخيرة لكن المدينة لم تعد كما كانت فالناس بدأوا يشعرون أن شيئًا ما تغير في الهواء في الضوء في الوقت نفسه لم يكن هناك وحوش ولا ظلال ولا ثقوب سوداء لكن كل شيء كان يحمل أثرًا خفيًا وكأن العالم نفسه يتنفس بطريقة مختلفة وكل من نجا من الثقب الأسود أصبح يرى العالم من زاوية لا يراها الآخرون

يويا تيندو كان يمشي في الشوارع لكنه لم يكن يبحث عن شيء بل كان يراقب كيف يتحرك الناس كيف يتحدثون كيف يضحكون وكان يرى في كل حركة احتمالًا وفي كل كلمة بابًا وقال لنفسه نحن لم نغلق البوابة بل غيرنا اتجاهها وبدأ يشعر أن عينه التي ترى المستقبل لم تعد ترى الكوارث بل الاحتمالات وقال أنا لا أريد أن أكون منقذًا بل مرشدًا

كاوري هوجو كانت تجلس أمام مرآة مكسورة لكنها لم تكن تحاول إصلاحها بل كانت تراقب كيف تعكس الضوء وكيف تكسر الصورة وقالت لنفسها أنا لا أريد أن أكون كاملة بل صادقة وبدأت تستخدم المرايا لتساعد الآخرين على رؤية أنفسهم لا كما يريدون بل كما هم وقالت أنا لا أريد أن أخفي شيئًا بعد الآن

شينجي كاواي كان يضحك في الفصل لكنه لم يكن يهرب بل كان يشارك وكان يقول للطلاب كل لحظة تحمل احتمالًا للانهيار لكن أيضًا احتمالًا للنجاة وقال أنا لا أريد أن أكون مهرجًا بل مرآة للزمن وبدأ يعلمهم كيف يواجهون أنفسهم بالضحك لا بالهروب وقال أنا لا أريد أن أكرر نفسي بل أن أتحرر منها

ريكا مينامي كانت تكتب لكنها لم تكن تكتب قصة بل كانت تكتب شعورًا وكانت تقول كل كلمة تحمل وجهًا وكل وجه يحمل قصة وكل قصة تحمل ألمًا وقالت أنا لا أريد أن أكتب النهاية بل أن أكتب ما بعدها وبدأت تنشر قصصًا قصيرة عن طلاب لم يُذكروا عن لحظات لم تُعاش عن ظلال لم تُفهم وقالت أنا لا أريد أن أكون كاتبة بل شاهدة

وفي إحدى الليالي اجتمع الأربعة في المدرسة القديمة التي أصبحت الآن نصبًا تذكاريًا للحدث وقال لهم يويا هل تشعرون أن شيئًا ما لا يزال يتحرك؟ وقالت كاوري نعم لكنه ليس خوفًا بل نبض وقال شينجي إنه ليس ظلًا بل صدى وقالت ريكا إنه ليس نهاية بل بداية

وظهر أمامهم كائن صغير يشبه نقطة ضوء لكنه كان يتحرك ببطء وقال لهم أنا آخر ما تبقى من الثقب الأسود أنا ليس تهديدًا بل سؤال وقال لهم هل أنتم مستعدون لأن تنسوا؟ وقال يويا لا نريد أن ننسى بل أن نتذكر دون ألم وقالت كاوري لا نريد أن نهرب بل أن نواجه دون خوف وقال شينجي لا نريد أن نضحك بل أن نعيش بصدق وقالت ريكا لا نريد أن نكتب النهاية بل أن نكتب ما بعدها

واختفى الكائن وبدأت المدرسة تضيء من الداخل وكأنها تتنفس من جديد وبدأ الناس يزورونها لا ليخافوا بل ليتأملوا وبدأ الأطفال يسألون عن القصة وبدأ المعلمون يروونها لا كخرافة بل كحقيقة رمزية وبدأت المدينة تتغير ليس في شكلها بل في روحها

وفي آخر مشهد وقف الأربعة أمام لوحة تحمل أسماء من سقطوا وقال يويا نحن لا ننسى وقالت كاوري نحن لا نخفي وقال شينجي نحن لا نهرب وقالت ريكا نحن لا نصمت

وانتهت الرواية لكن بدأت الحكاية

 

 

 

 

 

 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

4

followings

2

followings

4

similar articles
-