طريق القمة يبدأ بدرجة واحدة

طريق القمة يبدأ بدرجة واحدة

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

 إعلان التحدّي

وصل “سيف” إلى المبنى الذي سيجري فيه أهم اختبار في حياته، وهو يعلم أن اليوم قد يكون نقطة تحوّل. وقف أمام المصعد الذي كان عليه أن يصعد به للطابق الخامس عشر. لكن لحظة… لافتة حمراء كبيرة كُتب عليها: “المصعد خارج الخدمة.”
لم يتضايق، بل ابتسم بطريقة غريبة، كأنه سمع نداءً سريًا يقول له:
“إن كنت تريد النجاح… فأثبت قدرتك على الوصول إليه.”

 

 القرار الذي يغيّر كل شيء

بينما اختار معظم الحضور الانتظار، كان سيف الوحيد الذي حدّق في السلالم الممتدة كأنها جبل شاهق. شعر أن السلم يختبره:
هل أنت مستعد للجهد؟ للعرق؟ للتعب؟
رفع حقيبته، شدّ قبضته، وقال بحماس يخرج من أعماقه:
“مافيش مصعد؟ تمام… أنا هطلع برجلي، ودرجة درجة.”
وانطلق.

 

 بداية الصعود… حرارة التحدي

مع أول عشرات الدرجات، كانت الأمور سهلة، لكنه أدرك بسرعة أن الطريق طويل جدًا. تزايدت حرارة جسمه، وتسارعت أنفاسه، وبدأ يسمع صوت خطواته يتردد في السلم الفارغ.
ومع كل خطوة، كان يفكر:
“ده مش مجرد سلم… ده اختبار لقوتي الحقيقية.”
كأنه يسمع الحياة تُهمس له:
“إن كنت تريد القمة… فأرِني إصرارك.”

 

صداع الإرهاق… وحضور الأمل

عند الدور السادس، شعر بإرهاق شديد. جلس لدقائق ومسح العرق عن جبينه. فجأة رأى موظفًا نازلًا من الأعلى وهو يقول له بابتسامة:
“ما توقفش! أنا طلعت السلم ده سنين… والقمة بتستاهل.”
كانت جملة بسيطة لكنها ضربت قلبه مثل شرارة.
نهض مرة أخرى بقوة أكبر، كأنه شحن طاقته من كلام الرجل، وتابع الصعود بخطوات ثابتة ومليئة بالإصرار.

 

لحظة المواجهة مع النفس

عند الدور العاشر، بدأت الحرب الحقيقية:
التعب يزداد… النفس يضيق… وعضلاته تحترق.
هنا سمع صوتًا داخليًا يهمس ليُسقِطه:
“ما تكملش… كفاية لحد هنا.”
لكنه رد على نفسه بصوت مرتفع:
“أنا مبكملش علشان الطريق سهل… مبكمل علشان الحلم كبير!”
واستمر.
كل درجة كان يصعدها أصبحت معركة… وكل دور كان انتصارًا صغيرًا.

 

 أضواء القمة

عند الدرجة الأخيرة قبل الطابق الخامس عشر، شعر وكأنه يعبر خط نهاية سباق شاق. دفع الباب بقوة، ودخل إلى الطابق العلوي وهو يلهث لكنه مبتسم.
شعر بقشعريرة، ليس بسبب التعب… بل بسبب إحساس عظيم:
لقد صعد بقدميه طريقًا كان بإمكانه أن ينتظره جاهزًا. لكنه اختار أن يصنع الطريق بنفسه.

image about طريق القمة يبدأ بدرجة واحدة
 

 حكمة المحارب

دخل القاعة وهو مرفوع الرأس. لم تكن القمة مجرد طابق… كانت إثباتًا لقوة الإرادة.
جلس أمام اللجنة وقال قبل أن يبدأ:
“أنا وصلت هنا بالسُلّم… وده أثبتلي إن النجاح مش مكان، النجاح رحلة.”
ومنذ ذلك اليوم أصبح شعاره:
“إذا كان مصعد النجاح معطّلًا… فأنا أصعد بالسُلّم دون شكوى، لأن كل درجة تصنع منّي بطلًا أقوى.” 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
Mohamed تقييم 4.96 من 5.
المقالات

64

متابعهم

14

متابعهم

3

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.