رواية أطفال الغبار الأزرق الفصل الاول الغبار الأزرق يظهر

رواية أطفال الغبار الأزرق الفصل الاول الغبار الأزرق يظهر

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

رواية أطفال الغبار الأزرق الفصل الاول الغبار الأزرق يظهر


image about رواية أطفال الغبار الأزرق الفصل الاول الغبار الأزرق يظهر

الفصل 1: الغبار الأزرق يظهر

صباح هادئ على أطراف المدينة المهجورة

كانت الشمس تتسلل بين المباني المتهدمة، ترسل أشعتها الخافتة عبر النوافذ المكسورة لتغمر الشوارع بصوت خافت من الضوء والظل. على أطراف المدينة المهجورة، كانت مجموعة من الأطفال تلعب، كما لو أن هذه المدينة القديمة كانت ملعبهم الخاص.

ليان، ذات الشعر الأسود المموج، كانت تقف على تل صغير من الحطام، تراقب الطرقات الخالية بعينين فضوليتين:

"هل لاحظتم كيف تبدو المدينة اليوم مختلفة؟ الغبار… يبدو أكثر كثافة."

رامي، الذي كان يقفز فوق حافة جدار متهدم، رد بابتسامة:

"كأنكِ ترى أشياء غير موجودة. إنه نفس المكان الذي نلعب فيه كل يوم!"

هالة، خجولة كما هي دائمًا، أمسكت بحافة حقيبتها الصغيرة، نظرت حولها بحذر:

"لكنني شعرت… بشيء غريب في الهواء… شعرت أن الغبار يتحرك."

كريم، الذي كان يحمل دفتر ملاحظاته، قال بعقلانية:

"حركته ليست حقيقية. إنه مجرد ضوء الشمس ينعكس على الغبار."

ولكن ليان لم تستطع أن تهدأ. كان هناك شيء في الجو، شيء صغير لكنه حقيقي، يهمس في صمت المدينة: دعونا نكتشف… دعونا نلعب…


أول لمسة للغبار

قرر الأطفال الاقتراب من مبنى نصف محطم، أحد الأماكن التي لم يجرؤوا على استكشافها بالكامل من قبل.

ليان مدّت يدها ولمست طبقة الغبار الأزرق الرقيقة على جدار المبنى. فور لمسه، شعرت بوخز خفيف امتد من أصابعها إلى كوعها، وكأن شيء ما يراقبها من الداخل.

"أ… أشعر بشيء… كأنه يلسع أصابعي!" قالت ليان باندهاش.

رامي اقترب، وابتسامة سخرية على وجهه:

"ستفعلين شيئًا خطيرًا يا ليان! ربما يعضك الغبار!"

لكن هالة شعرت أيضًا بشيء غريب:

"ليان… ليس وحدك… أنا أشعر… بشيء يتحرك حولي."

كريم، الذي كان يمسح الغبار بعناية بين أصابعه، شعر بتغيّر طفيف في قوته الجسدية:

"الغبار… يغير شعورنا… شيئًا غريبًا يحدث."

ليان، وهي تنظر إلى يدها، لاحظت أن الغبار يبدو وكأنه يتوهج قليلاً تحت جلدها. لم تستطع تفسير ما يحدث، لكنها شعرت أن قدراتها بدأت تتغير.


اكتشاف القدرات الأولى

بينما كانوا يتقدمون في المبنى المتهدم، حدث شيء غريب.

رامي، الذي كان يحاول رفع حجر صغير من الأرض، لمسه الحجر عن بُعد، وكأنه انجذب إلى يده بمغناطيس خفي. صرخ بدهشة:

"واو… لقد… لقد تحرك! لم ألمسه!"

هالة نظرت حولها بخوف وفضول:

"المدينة… الغبار… هل يمنحنا قدرات؟"

ليان، وهي تركز على الظلام داخل المبنى، لاحظت شيئًا مذهلاً: رغم غياب الضوء، كانت ترى تفاصيل الغرفة وكأنها مضاءة بمصباح خفي.

"أنا… أرى كل شيء… حتى في الظلام!" همست ليان بدهشة.

كريم، الذي يحاول تحليل الظواهر بعقلانية، أخذ نفسًا عميقًا:

"يبدو أننا… تغيرنا بسبب الغبار… لكن كيف ولماذا؟"


الفضول والخوف

الأطفال توقفوا للحظة، كل منهم يشعر بمزيج من الفضول والخوف. المبنى كان هادئًا، لكن الهواء الممتلئ بالغبار الأزرق كان يلمع، وكأنه يدعوهم للمزيد من الاستكشاف.

هالة همست:

"هل نظل هنا؟ أم نعود قبل أن يحدث شيء آخر؟"

رامي، الذي شعر بالقدرة الجديدة في يده، قال بحماس:

"لا! علينا أن نرى إلى أين يقودنا هذا الغبار… أليس هذا ما كنا نبحث عنه دائمًا؟"

ليان أمسكت يد هالة وقالت بثقة:

"صحيح… لن نعرف إلا إذا اكتشفنا المزيد."

وكريم، بعد تردد قصير، وضع دفتره تحت إبطه وقال:

"حسنًا… لنكن حذرين، لكن لنترك الفضول يقودنا."


بوادر المغامرة

وبينما الأطفال يتقدمون داخل المبنى، بدأ الغبار الأزرق يتلألأ أكثر، وكأن المدينة نفسها تستيقظ. أصوات خافتة، أشبه بالهمسات، بدأت تنتشر في الهواء:

"اكتشفوا… اكتشفوا…"

الأطفال شعروا لأول مرة بأنهم جزء من شيء أكبر من أنفسهم. شيء غامض، مليء بالمخاطر والاكتشافات، بدأ يربطهم بالغبار الأزرق والمدينة المهجورة.

وهكذا، كانت أول خطوة نحو رحلة أطفال الغبار الأزرق، رحلة ستكشف لهم قدراتهم، أسرار المدينة، وربما… مصيرهم.

تابعونا للفصل القادم
 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

15

متابعهم

9

متابعهم

11

مقالات مشابة
-