رواية أطفال الغبار الأزرق الفصل الثاني قدرات غير مألوفة

رواية أطفال الغبار الأزرق الفصل الثاني قدرات غير مألوفة

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

رواية أطفال الغبار الأزرق الفصل الثاني قدرات غير مألوفة

image about رواية أطفال الغبار الأزرق الفصل الثاني قدرات غير مألوفة

الفصل 2: قدرات غير مألوفة

صباح ما بعد الاكتشاف

استيقظ الأطفال في صباح اليوم التالي بعد مغامرتهم الأولى في المبنى المهجور. شعور غريب ملأ الهواء، وكأن الغبار الأزرق لم يكتفِ بالبقاء في المدينة فقط، بل تسلل معهم إلى منازلهم، يراقبهم من الزوايا والفتحات الصغيرة.

ليان جلست على سريرها، تلمس الوسادة بعناية، ثم رفعت يدها ببطء:

"هل… هل يمكن أن أرى الغبار يتحرك من حولي؟"

رامي، وهو يربت على الطاولة بيده، لاحظ أن القلم بدأ يتحرك دون أن يلمسه:

"واو… لقد فعلتها ثانية! لا أصدق! لم ألمس القلم!"

هالة، التي كانت تخفي وجهها خلف شعرها، تنهدت بعمق وقالت:

"أنا… أستطيع سماع أصوات صغيرة… كأن الكائنات تختبئ حولنا… تتحدث معي…"

كريم، الذي بدأ يرسم أشكال الغبار الأزرق على دفتره، قال بهدوء:

"إذا كان ما نشعر به حقيقيًا… فإن الغبار يغيرنا جسديًا وربما نفسيًا. علينا أن نراقب أنفسنا."


اكتشاف قدرة هالة

في الخارج، عند شرفة المنزل المهجور، بدأت هالة تلاحظ أشياء غريبة: طيور صغيرة، حشرات، وحتى أشجار تهتز بطريقة غريبة رغم غياب الرياح.

همست هالة:

"مرحبًا… هل تسمعونني؟"

وفجأة، شعرت برد فعل: الأوراق تهتز أكثر، الحشرات تقترب، وكأنها تستمع لها.

ليان اقتربت بدهشة:

"هالة… أنتِ… تستطيعين التحدث إلى الكائنات؟"

هالة خفضت عينيها:

"لا أعلم… أستطيع سماعها، وفهم ما تحاول قوله. إنها… تقول لنا أشياء… عن المدينة… عن الغبار."

رامي، الذي عادةً ما يكون سريع الحركة والاندفاع، شعر بشيء من الرهبة:

"أظن أننا أصبحنا… مختلفين… بشكل… كبير."

كريم أدار دفتره وقال بحذر:

"إذا كانت هالة تستطيع التواصل مع الكائنات… فإن هذا يعني أن الغبار ليس مجرد مادة عادية. إنه نوع من الطاقة أو… شيء حي."


ردود الأفعال المختلفة

بينما كانوا يجلسون على الأرض، بدأت ردود أفعال الأطفال تظهر بشكل أوضح:

ليان: الفضول يملؤها، عيناها تتلألأ، وكأنها ترى العالم للمرة الأولى بشكل مختلف.

"أريد أن أستكشف أكثر… كل شيء يبدو وكأنه ينبض بالحياة!"

رامي: مزيج من الحماس والخوف، يتحرك بعصبية من حجر إلى آخر، يحاول التحكم بما حوله.

"إذا استطعنا فعل هذا… يمكننا… يمكننا اللعب بالقوى!"

هالة: تردد وخوف مختلط بفضول، تتحدث بهدوء للكائنات الصغيرة حولها.

"أنا… لا أعرف إذا كان هذا جيدًا أم سيء…"

كريم: العقل المنطقي يسيطر عليه، يكتب ملاحظات، يحاول تفسير كل شيء علميًا.

"علينا تسجيل كل شيء… كل حركة، كل تفاعل… ربما نجد نمطًا يوضح ما يحدث."

كانت الغرفة مليئة بالطاقة الغريبة، وكأن كل جزء من الغبار الأزرق كان يراقبهم ويختبرهم.


أول تجربة جماعية

قررت ليان أن يختبروا قدراتهم معًا. جمعت الأطفال في فناء المنزل المهجور، حيث الضوء الخافت والغبار المعلق في الهواء يعطي شعورًا بالغموض.

ليان رفعت يدها نحو حجر كبير:

"لنرى إذا استطعنا التحكم بما حولنا… معًا!"

رامي ركز، وحرك الحجر عن بعد قليلاً، بينما هالة تهمس للكائنات الصغيرة لتقرب نفسها من الحركة. الحجر ارتفع في الهواء تدريجيًا، ثم اهتز قليلاً قبل أن يسقط برفق على الأرض.

هالة، بابتسامة صغيرة:

"إنه يعمل… إذا تعاوننا…"

كريم وضع دفتره على الأرض، يراقب:

"النتيجة واضحة: قدراتنا تتفاعل مع بعضها البعض. التعاون يضاعف التأثير."

رامي صرخ بحماس:

"واو! هذا ممتع! لنلعب أكثر!"

لكن هالة تراجعت خطوة:

"انتظروا… هناك شيء غريب في الهواء… أشعر بوجود مراقب… كأن الغبار يراقبنا."

ليان شعرت بقشعريرة تمر في جسدها:

"ربما… المدينة نفسها تعرف أننا هنا…"


لحظة إدراك الغبار

بينما الأطفال يتأملون القوى الجديدة، بدأ الغبار الأزرق يتلألأ حولهم، وكأنه يرسل إشارة مبهمة، أضواء صغيرة تتحرك كأنها تراقب ردود أفعالهم.

ليان همست:

"الغبار… ليس مجرد تراب… إنه شيء أكبر… شيء حي."

رامي نظر حوله بعينين مفتوحتين:

"إذن… مغامرتنا بدأت للتو… وربما لم نكتشف حتى جزء صغير من قدراتنا."

هالة نظرت إلى السماء، وكأنها تستمع إلى همسات خفية:

"أعتقد أن المدينة تخفي أسرارًا كثيرة… والغبار سيقودنا إليها… إذا استطعنا فهمه."

كريم غمغم:

"يجب أن نكون حذرين… القوة الكبيرة دائمًا تأتي مع مسؤولية كبيرة."

وهكذا، مع أول بوادر القدرات غير المألوفة، بدأ الأطفال يدركون أن الغبار الأزرق قد منحهم شيئًا يفوق خيالهم… وأن المغامرة الحقيقية لم تبدأ بعد.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

15

متابعهم

9

متابعهم

11

مقالات مشابة
-