بين رفوف الكتب..لقاء العيون

بين رفوف الكتب..لقاء العيون

Rating 0 out of 5.
0 reviews

بين رفوف الكتب.. لقاء العيون 

الفصل الأول

المكتبة كانت صغيرة وسط شارع هادي نادرًا حد يعدي فيه

لكن رغم صغرها كان ليها روح مختلفة

رفوف مليانة كتب قديمة وجديدة وريحة الورق تخليك تحس إنك اتنقلت لعالم تاني

هي كانت بتحب المكان ده من قلبها

بتعتبره بيتها التاني

تقعد بالساعات ترتب العناوين وتلم الغبار عن الأغلفة كأنها بترتب أفكارها هي

في يوم دخل شاب

كان باين عليه في العشرينات

ملامحه هادية وبسيطة لكن فيها حاجة بتشد

عينين واسعة فيها عمق غريب وصوت خطواته أول ما دخل خلاها تبص له من غير قصد

اختار ركن بعيد وقعد هناك وفتح كتابه

طلب قهوة وساب المكان يسكت من حواليه

من اللحظة دي بقى وجوده مرتبط عندها بالهدوء

بقى جزء من تفاصيل المكان

كل مرة يدخل تحس إن الدنيا اتزنت

كأن صوت الشارع برا بينخفض عشان يخلي المكتبة تعيش اللحظة معاه

هي كانت بتراقبه من بعيد من غير ما ياخد باله

أول مرة يمد إيده يقلب صفحة

أول مرة يعدل نضارته الصغيرة اللي على وشه

أول مرة يضحك لنفسه وكأنه لقى جملة شدت قلبه

هي كانت شايفة كل حاجة

وقلبها بيرقص من غير ما يطلب

الفصل الثاني 

في يوم وهو خارج من المكتبة وقع منه كتاب ضخم

من غير ما تفكر جريت بسرعة ورفعته قبل ما هو يمد إيده

اتصدم إنها سبقت وحس بخجل بسيط لما ابتسمت وهي بتسلمه الكتاب

ضحكوا هما الاتنين في نفس اللحظة

ضحكة خفيفة بريئة كسرت الصمت اللي كان بينهم من زمان

لما عينيهم اتقابلت حسّت بدفا غريب بين قلبها وصدرها

هو قال لها شكراً بصوت هادي بس نبرته دخلت جواها

ومن اليوم ده بقى في رابط صغير بينهم

مش كلام كتير

لكن ابتسامة عابرة

نظرة تتكرر

حركة بسيطة تبين إن كل واحد واخد باله من التاني

هي بقت تستناه ييجي كأنها مستنية حدث مهم في يومها

ولو اتأخر تحس إن حاجة ناقصة

تفضل تبص على الباب وتتمنى يفتحه ويدخل

والأغرب إنها حفظت خطواته

وعارفة إنه قبل ما يخرج هيبصلها بابتسامة صغيرة

المكتبة بقت مسرح لحكاية صغيرة بتتخلق من غير ما حد فيهم يعترف بيها

بس جواها كانت عارفة إن اللي بتحسه مش مجرد إعجاب

دي كانت بداية قصة أكبر من اللي توقعت

الفصل الثالث 

الأيام عدت والروابط الصغيرة كبرت من غير ما يحسوا

ساعات وجوده بقت جزء من يومها اللي ما ينفعش يتلغى

هو كمان بقى يلاحظ إنها بتقف دايمًا في نفس المكان وترتب الكتب وهي بترقبه

في يوم سألها عن كتاب معينimage about بين رفوف الكتب..لقاء العيون

أول مرة يقفوا قريب من بعض للدرجة اللي تسمع فيها أنفاسه

قلبها كان بيرتعش وهي بتدور على الكتاب

ولما سلّمته له ابتسم ابتسامة مختلفة

كأنها اعتراف غير مباشر إن في حاجة بتتغيّر بينهم

بعدها لاحظت إنه بيطوّل أكتر في المكتبة

يكتب في كشكول صغير بالساعات

وأحيانًا يسيب الكتاب مفتوح قدامه من غير ما يقرأ

كأنه بس عايز يفضل موجود وهي حواليه

هي بقت تسأل نفسها

هو حاسس بيا زي ما أنا حاسة بيه

ولا أنا اللي عايشة في وهم

الفصل الرابع

في يوم مطير نزلت السماء تغسل الشوارع

الجو كان برد والمكتبة شبه فاضية

هو دخل غرقان هدومه مبلولة

قرب منها وقال ممكن أستنى هنا لحد المطر يخف

وجوده رغم البرد خلاها تحس بدفا غريب

قعدوا يتكلموا لأول مرة كلام طويل

قال إنه بيحب القراءة عشان يهرب من زحمة الحياة

وقال إنه بيحلم يسافر ويشوف العالم

وهي حكت له إنها بتحس بالأمان وسط الكتب

وإنها بتحلم يكون عندها مكتبتها الخاصة يومًا

الكلام جرى بينهم بسهولة

كأنهم يعرفوا بعض من سنين

المطر برا كان موسيقى خلفية لكل جملة بتتقال

والضحك بينهم كسر أي مسافة

اللحظة دي أكدت لها إن اللي جواها بقى أكبر

وعينيه كانت بتقول أكتر من كلامه

الفصل الخامس

بقى ييجي مخصوص عشان يتكلم معاها

المكتبة بقت مكان اللقاء مش مجرد مكان عادي

في يوم وقف قدامها وقال بصراحة

أنا كل يوم ببقى مستني أشوفك هنا

الكلمة وقعت في قلبها زي موسيقى

لكنها ردت بخجل وقالت يمكن علشان بتحب المكتبة

ابتسم وقال يمكن

لكن نظرته فضحت كل حاجة

من اليوم ده في اتفاق غير مكتوب بينهم

مش لازم يقولوا إنهم بيحبوا بعض

كل تفاصيلهم كانت بتقول كده

بس كانوا عارفين إن في حاجز بينهم

اختلاف في الظروف والعائلات

حب شكله ممنوع حتى لو صادق

الفصل السادس “النهايه السعيده”

فجأة بدأ يختفي

بطل ييجي كل يوم زي الأول

وهي كانت قاعدة في المكتبة تستناه

الكرسي في الركن بقى فاضي

بعد غياب طويل رجع

عينيه مرهقة لكن مليانة شوق

قرب منها وقال أنا عارف إن الظروف صعبة

بس أنا مش قادر أبعد

أنا قررت أواجه كل حاجة عشانك

كلمت أهلي وشرحت لهم

يمكن البداية تبقى صعبة

لكن لو إنتي معايا مفيش مستحيل

دموعها اتحولت لضحكة صغيرة

وقالت له أنا طول الوقت مستنياك تقول الكلمة دي

مسك إيدها لأول مرة

والدفا اللي بينهم غطى على كل خوف

ومن اللحظة دي الكرسي اللي في الركن ما بقاش فاضي تاني

بقى شاهد على قصة حب حقيقية اتولدت بين رفوف الكتبimage about بين رفوف الكتب..لقاء العيون

قصة بدأت بصدفة وانتهت بوعد عمر كامل

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

2

followings

1

followings

0

similar articles
-