القصر الاسود جزء "2"

القصر الاسود جزء "2"

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

القصر الأسود الجزء الثاني 

اليوم الموعود 

ها أنا الآن أتوقُّ  بشوق "كطفل ينتظر أول يوم في العيد ليرتدي ملابسه الجديدة". أفتح نافذتي كل يوم وأنتظر شروق الشمس ونزول تلك السلاسل الذهبية اللامعة على تلك الجدران السوداء الفخمة. كانت أمنيتي أن أدخل إليه وأحقق رغبتي وأكتشف: “هل انا أتمنى أن أرى ما خلف تلك الجدران، أم تلك رغبة الفضول لاكتشافه؟”

اليوم أكملتُ ثلاثين يوماً في هذه المدينة، وأنا أعمل وأسكن في مكان آمن. وفي يوم ممطر، صحوتُ كي أذهب إلى عملي المعتاد لدى تلك المرأة، لأجد الرجل الطيب الذي أسكن معه يرتدي قميصاً أبيض ويحمل حقيبة سوداء. كان الرجل يقف عند الباب ويتحدث بصوت منخفض أكاد أسمع صوته. اقتربتُ: "إلى أين تذهب؟ ما هذا؟" لا أعرف ماذا أقول له. للحظة أفكر: هل سيذهب ويتركني في بيته؟ هل مات الرجل وأنا أرى خياله؟ ماذا يحدث؟ لا أفهم، فقد كنت نائماً وصحوت فتوهمت... لا لا! يبدو أنني لا أحلم. تقدم نحوي خطوة، وعند وصوله بقربي همس بصوت منخفض: "يا بني لا تقلق، سأعود غداً". دون أن يوضح لي أين ولماذا هو ذاهب. عندما قال "بني" أحسست بطمأنينة بعد أن فكرت أنه سيذهب وسيتوجب علي أن أخرج من منزله.

ذهب وتركني دون أن يخاف، لقد ائتمَنني الرجل على بيته. ذهبت إلى العمل ومضى اليوم.

العاصفة الليلية

كالمعتاد أعود إلى المنزل لأفتح النافذة وأنظر إلى ذلك المنظر الخلاب المدهش، ذلك القصر الأسود. وأنا أجلس بمفردي أفكر: هل سيعود صاحب البيت اليوم أم سيَتأخر؟ وأنا أنتظر غلبني النوم ونمت، لأصحو على صوت المطر والرعد. سيدخل المطر من الفتحات في المطبخ، فكرت أن أقفل النوافذ.

كانت هناك رياح مصاحبة لذلك المطر. كنت أحاول أن أغلق النوافذ ولكن الرياح قوية جداً. أول ما خطر بعقلي أن أضع شيئاً ثقيلاً ليصد الرياح ويمنعها من فتح النوافذ.

الصندوق السري

تقدمت إلى المطبخ وأنا أبحث عن شيء ثقيل لأقفل به النافذة. كان في ذلك المطبخ عديد من الأدوات التي يمكنني استخدامها للإقفال، ولكن ما لفت نظري هو ذلك الصندوق الذي يشبه صندوق الكنز الذي أراه في أفلام القراصنة.

توجهت إليه وحاولت أن أحمله. أمسكت به ورفعت يدي لأعلاه لأحمله ولكنه كان ثقيلاً جداً لم أستطع حمله. ولكنني حاولت حتى تحرك من مكانه. عندما تحرك رأيت شيئاً يلمع من تحته. مددت يدي لألمسه. بعد أن لامست أصابعي ذلك الشيء كان باردا جداً، أظنه زجاجاً أو مادة حديدية وبرد بسبب برودة الطقس.

الضيف المتسلل

لم أحمله بعد ولكن سمعت صوت قرع الباب. كان صوت القرع عالياً جداً. فكرت أن أحدهم يلجأ من المطر.

تركته من يدي مسرعاً إلى الباب. "نعم، من هناك؟" وعندما فتحته لم أجد أحداً. خرجت لأنظر ربما تأخرت لأفتحه. صرخت بصوت عال: “نعم، من هناك؟”

لم أستطع الرؤية بسبب المطر ولكنني أظنه شخصاً يركض. ركض باتجاه ذلك القصر.

المطاردة نحو المجهول

ركضت وراءه وأنا أصرخ: "لا، أوقفه! لااا تذهب! توقّف! انتَ توقّف!" حتى وصل إليه ودخل. كنت خائفاً جداً على الرغم من أني كنت أتمنى الذهاب إليه، ولكن المطر كان شديداً وكان المنظر مخيفاً. دخل ذلك الشخص ولم أستطع إيقافه. وقفت أمام ذلك القصر ونظرت إلى بوابة حديقته وكان الرعب يسيطر على قلبي، لم أتجرأ على الدخول.

وعدت أدراجي. تبللت ثيابي كثيراً بسبب المطر.

الاختفاء الغامض

الآن بعد أن رجعت تذكرت أن أقفل النافذة وعدت إلى ذلك الصندوق، ولم أجد ذلك الشيء الذي كان يلمع تحته.

وزاد الخوف في قلبي. ربما كنت أتخيل ولم يكن هناك شيء. أنا أطمئن نفسي لكي لا أخاف. كل الأحداث وكل هذه المدينة غريبة جداً، لذلك أحسست بالخوف عندما لم أجده تحت الصندوق. حملت الصندوق ووضعته لأقفل النافذة، وبعد إقفالها ذهبت لأنام.

اتهامات صامتة

صباح جميل ومشرق جداً بعد تلك الأمطار الغزيرة. صحوت مبكراً للذهاب إلى عملي. خرجت من باب المنزل وأنا في طريقي. كنت أسمع بعضهم يتحدث عن دخول رجل إلى ذلك المنزل. كانوا ينظرون إلي بنظرة استفهام: "لماذا دخلت إلى هناك؟" فأنا الشخص القريب في تلك المدينة. الكل كان ينظر إلي وفي نظراتهم تلك الأسئلة: لماذا؟ وكيف؟ فعلتُ ذلك؟

لم يوجهني أحد ولكن تلك النظرات كانت واضحة جداً

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

3

متابعهم

0

متابعهم

1

مقالات مشابة
-