
«أميرة» تكسر المألوف بفن الهدايا اليدوية
«أميرة» تكسر المألوف بفن الهدايا اليدوية
لعلك تعتقد أن «أميرة هشام»، 26 عاما، من دمنهور، تصنع مجسمات بلاستيكية زاهية الألوان تحاكي الطبيعة والطعام؛ لكنها في الحقيقة غيرت مفهوم الهدية كليًا، وعدلت طُرق التعبير عن الحب على طريقتها الخاصة، وكل هذا عن طريق الصدفة!
بدأ الأمر بمنتصف يناير 2023، وتحديدًا بعد حفل زفاف ابنة عمتها «رُفيدة» -والتي تعتبرها أكثر من كونها أختًا لها- عندما أرادت زيارتها وإهدائها هدية مميزة من صنع يديها، ولم تجد أمثل من فكرة صناعة الشموع المعطرة منزليًا؛ لتترك أثر طيب على قلبها. لكن «أميرة» لم تكن تعي ماذا يُخبئُ لها القدر في تلك الزيارة.
ردود فعل ”حلوة أوي!“
”وقت ما روحت كانوا قرايبها هناك وقالولي تحفة بجد واعمليه مشروع وكبريه“، أما عن «رُفيدة» فتوَّجت تلك اللحظة بـ”تحفة يا أميرة!“ و”ما شاء الله الرائحة بتاعتها قوية أوي“.

ولم تقتصر ردود الفعل على «رُفيدة» وأقربائها فقط، بل كانت للأسرة نصيب من التشجيع والثناء على تجربتها الأولى، ”والدي بالأخص كان أكتر حد شجعني في موضوع الشموع.. يعني قالي دي حاجة حلوة أوي وشكلها مميز وكملي فيها.“؛ مما شجعها في النهاية على اتخاذ المزيد من الخطوات للتعلم وتطوير مهاراتها عبر الانترنت، وإنشاء متجرها الإلكتروني لبيع منتجاتها الخاصة.
”من الجميل إنك تهدي حد بتحبه حاجة بيحبها، بس الأجمل إنك تحط لمستك الخاصة فيها كذكرى جميلة منك متتنسيش.“
لتطلق العنان لمخيلتها وتفكر خارج الصندوق في تصميم شموعٍ بأذواقٍ مختلفة تناسب الجميع؛ فكانت بدايتها مجموعة شموع لمحبي النباتات، ثم شموع مستوحاة من الأجواء البحرية -والتي هي الأقرب لقلبها- ولم تنسى محبي الطعام والقهوة فصنعت شمعة على شكل «دوناتس» وأُخرى برائحة القهوة، وآخرهم شمعة على شكل «فستان» لمحبي الأزياء العصرية.

ولم تكتفي «أميرة» بعمل تصميماتها الخاصة فقط والتي تتراوح مدة تنفيذها من 10 دقائق إلى يومٍ كامل حسب تفاصيل كل شمعة؛ وإنما وفرت تنفيذ لتصاميم الشموع حسب الطلب لتترك للعملاء حرية اختيارهم لشكلهم بأسعار في المتناول.
ماذا عن الخامات؟
لعل ما يجمع جاذبية تلك التصاميم الفريدة هي الألوان، والخامات المستخدمة لصناعة تلك الشموع التي للوهلة الأولى لن تصدق أنها يدوية الصنع!
ففي البداية كانت «أميرة» تستخدم شموعًا ملونة جاهزة، ولكنها كانت مكلفة ومُحددةً لأفكارها، لذا لجأت لاستخدام الشمع الخام وإضافة اللون عليه بعدها؛ فاستخدمت ألوان الحوائط كبداية ولكنها لم تكن صحية أو الأكثر جاذبية من وجهة نظرها، فلجأت لألوان «ميكا»، وهي عبارة عن مساحيق تلوين على هيئة بودرة، تستخرج من صخور معدنية، وهي غير سامة وذات لونٍ زاهي، فكانت الأمثل لها.
أما عن العطور، فهو الجزء الأكبر من الهدية الذي ينال إعجاب الصغير والكبير -بحسب قولها- والسر هو وضعها كمية أكبر من المعتاد في الشمعة؛ مما يميز شموعها المنزلية عن نظيرتها الصناعية برائحة قوية تدوم طويلاً.

وكالعادة تحت شعارها ”معمول بـِ حُب“، أحبت «أميرة» أن تمتلك مجموعتها الخاصة من العطور التي تُفضلها لإضافة لمستها الخاصة على شموعها، لتركز بحثها على أجدد الأنواع؛ ”في عطر اسمه عود عماني بحبه أوي.. واسكاندل واسكيب.. بحب الخوخ.. عطر اللبان ده لطيف أوي بردو.. والتوت.. يعني دي أغلب اللي أنا كأميرة لو حد قالي اختاري أنتِ على مزاجك هتيجي دي في دماغي علطول يعني.“، لكنها لم تُهمِل ذوق العميل في هذا أيضًا لتوفر خدمة «حسب الطلب» لاختياره لنوع العطر؛ إيمانًا منها بأن الجميع يستحق هدية مميزة مصنوعة بكل حُب.