درس الأرنب في الصداقة

درس الأرنب في الصداقة

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

🐻‍❄️  الأرنب الصغير وعلبة الألوان السحرية

في غابة الياسمين الخضراء، حيث تلألأ الندى على أوراق الشجر، عاش أرنب صغير اسمه "نبيل". كان نبيل أرنباً ذكياً ومحباً للرسم، لكنه كان ضعيفاً في مقاومة إغراءات أصدقائه، خاصة الثعلب "ماكر" والقرد "شقي". في صباح أحد الأيام المشمسة، أحضر نبيل علبة ألوان جديدة ولامعة كأنها قوس قزح صغير. أخبرته أمه أنها غالية الثمن وعليه أن يحافظ عليها. كان نبيل متحمساً جداً لدرجة أنه لم ينتظر، بل ذهب إلى مكان لعبهم المعتاد عند شجرة البلوط الضخمة ليتباهى بها. عندما رآها ماكر وشقي، لمعت عيونهما بخبث. قال ماكر بنبرة خادعة: "يا نبيل، هذه ألوان رائعة! هل يمكن أن نجربها قليلاً؟ لدينا مسابقة رسم سرية وغداً سنعلن الفائز." تذكر نبيل تحذير أمه، لكنه لم يستطع أن يرفض، فماكر وشقي هما أصدقاؤه. وافق نبيل بخجل على أن يستعيرهما ماكر ليوم واحد فقط، مع وعد بأن يعيدهما إليه في الصباح التالي سليمتين. شعر نبيل بوخز خفيف في قلبه، لكنه طمأن نفسه بأن أصدقاءه لن يخذلوه أبداً.


🦊  كسر الوعد والإخفاء

في اليوم التالي، انتظر نبيل عند شجرة البلوط وهو يحمل لوحته الفارغة، ينتظر بفارغ الصبر علبة الألوان لكي يبدأ برسم غروب الشمس الذي شاهده بالأمس. مرت الساعة تلو الساعة، ولم يظهر ماكر أو شقي. شعر نبيل بالقلق، فتحرك مسرعاً نحو كهف ماكر. وجد ماكر جالساً في الداخل، وفي يده إحدى أقلام نبيل الحمراء، وهو يرسم على جدار الكهف، بينما كان شقي يضحك بصوت عالٍ. "أين الألوان يا ماكر؟ لقد تأخرت كثيراً!" سأل نبيل بلهفة. بدا ماكر متفاجئاً، ثم قال ببرود: "أي ألوان؟ لا أعرف عن أي ألوان تتحدث." تجمد الدم في عروق نبيل. صرخ شقي بضحكة خبيثة: "يا له من أرنب سخيف! هل تظن أننا سنعيد علبة ألوان جديدة كهذه؟ لقد ضاعت في الوحل!" شعر نبيل بالغضب والحزن معاً، لكنه رأى بوضوح علبته المكسورة جزئياً ملقاة في زاوية الكهف. لقد كذبوا عليه، ليس هذا فحسب، بل كسروا علبته الثمينة. أدرك نبيل أن صداقتهما كانت مبنية على المصلحة والكذب.


🐒الشعور بالذنب والاعتراف المر

عاد نبيل إلى منزله وهو يبكي بحرقة. لم يكن يبكي على الألوان بقدر ما كان يبكي على خداع أصدقائه. عندما رأته أمه حزيناً، سألته بقلق: "ماذا حدث يا بني؟ أين علبة الألوان الجديدة؟" تذكر نبيل إمكانية الكذب، وأن يقول إنها ضاعت منه في طريقه، لكن صورة الكذب الذي رآه في عيني ماكر وشقي جعلته يرتجف. قرر أن يقول الحقيقة، مهما كانت صعبة. اعترف نبيل لأمه بكل شيء: عن الوعد، عن الكسر، وعن الكذب الذي تعرض له. تنهدت الأم بحزن، وقالت: "يا نبيل، الكذب يلد الكذب. والأصدقاء الذين يبنون علاقتهم على الكذب والطمع ليسوا أصدقاء حقيقيين. لكنك كنت شجاعاً عندما اعترفت بالخطأ." شعر نبيل بالارتياح لقول الحقيقة، رغم أنه كان حزيناً. نتيجة لكسره الوعد الذي قطعه لأمه، فقد قررت الأم أن يعوض ثمن الألوان الجديدة بالعمل في حديقة المنزل لأسبوع كامل، ليتعلم قيمة الشيء الذي يمتلكه.


🦉 الحكمة من البومة العجوز

في أثناء عمل نبيل في الحديقة، مرّت البومة العجوز "حكيمة"، وهي أذكى كائنات الغابة. لاحظت البومة حزن نبيل وسألته عن السبب. قصّ عليها نبيل القصة بأكملها. ابتسمت حكيمة بحكمة وقالت: "يا بني، الحياة مثل علبة الألوان. فيها كل الألوان، بعضها زاهٍ وجميل مثل الصدق، وبعضها داكن ومُتلف مثل الكذب والطمع. الأصدقاء الذين يحاولون سرقة أو تدمير ألوانك الزاهية لا يستحقون أن يكونوا في لوحتك. الصديق الحقيقي هو من يساعدك على إضافة ألوان جديدة، لا أن يسرق ألوانك القديمة." أدرك نبيل أن الصداقة ليست مجرد اللعب معاً، بل هي الثقة والاحترام والأمانة. شكر نبيل البومة على نصيحتها القيمة، وقرر أن يبدأ رحلة البحث عن أصدقاء يحملون صفات الصدق والشجاعة.


🚪 مواجهة الصديق وإغلاق الباب

في اليوم التالي، ذهب نبيل إلى ماكر وشقي. لم يكن خائفاً هذه المرة، بل كان قوياً بحقيقة موقفه. نظر إليهما بهدوء وقال: "أنتما لستما أصدقائي. الأصدقاء لا يكذبون ولا يسرقون ولا يخونون الثقة. لقد كذبتم عليّ وكسرتم علبة الألوان، والأهم أنكما كسرتم ثقتي." حاول ماكر وشقي أن يضحكا أو يسخرا منه كالمعتاد، لكن نظرات نبيل الجدية جعلتهما يشعران بالخجل. قال ماكر محاولاً التبرير: "لكننا كنا نمزح..." قاطعه نبيل بحزم: "المزاح لا يكسر قلوب الآخرين ولا ممتلكاتهم. أتمنى لكما أن تجدا طريقكما إلى الصدق، لكنني سأبحث عن أصدقاء آخرين." ابتعد نبيل عنهما تاركاً إياهما في صمت محرج. كانت هذه خطوة صعبة، لكنها خطوة نحو حماية نفسه وقلبه من الأشخاص "الفاسدين" الذين يحاولون استغلاله.image about درس الأرنب في الصداقة

 

🌈  أصدقاء جدد وبداية صادقة

بعد أيام قليلة، وبينما كان نبيل يعمل في حديقة المنزل ليجمع ثمن علبة الألوان، قابل سنجاباً صغيراً لطيفاً اسمه "بندق" وغزالة رقيقة اسمها "ريما". رأت ريما وبندق نبيل وهو يعمل بجد، فسألاه عن السبب. عندما قصّ نبيل القصة كاملة بصدق، شعرا بالإعجاب بشجاعته. عرض بندق أن يساعده في حفر الأرض، وقالت ريما إنها ستشاركه بعض بذور الزهور الجميلة ليزرعها في الحديقة. لم يطلبوا منه شيئاً بالمقابل، بل كانوا سعداء بمساعدته. شعر نبيل بفرحة حقيقية. أدرك نبيل الفرق الشاسع بين الصداقة الحقيقية والصداقة المزيفة. لقد تعلم أن الصداقة ليست عن عدد الأصدقاء، بل عن صدقهم وأمانتهم. استطاع نبيل شراء علبة ألوان جديدة، وبدأ برسم أجمل اللوحات مع بندق وريما، الذين أصبحوا أصدقاءه الأوفياء. تعلم نبيل الدرس الأهم: اختر أصدقاءك بقلبك، لكن احكم عليهم بأفعالهم.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
Mohamed تقييم 4.94 من 5.
المقالات

56

متابعهم

11

متابعهم

2

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.