مغامرة دورا لتل النجوم
الاستعداد للمغامرة والهدف الثمين
كان صباحاً مشمساً ومثالياً للمغامرات في الغابة الاستوائية، حيث كانت دورا، مستكشفة الغابة الشجاعة، تجلس في بيتها الصغير بجانب صديقها القرد بوتس. كانا يخططان لرحلة مهمة جداً: الذهاب إلى قمة تل النجوم المتلألئة لجمع بذور زهرة سحرية نادرة يحتاجها جد دورا لزراعتها في حديقته. هذه الزهرة السحرية كانت تفتّح مرة واحدة في السنة فقط، ولهذا كان الوقت ثميناً. فتحت دورا حقيبتها الوردية ونظرت إلى الخريطة وسألتها: "يا خريطتي الحكيمة، أين هو تل النجوم المتلألئة؟" أجابت الخريطة بصوتها المبهج: "عليكِ عبور نهر التماسيح اللطيفة ثم المرور عبر كهف الصدى العجيب، وبعدها تصلان إلى التل!" شعر بوتس بحماس بالغ وقفز عالياً، لكن دورا تذكرت شيئاً مهماً قد يعرقل مهمتهما، وهو الثعلب المحتال.
خطر وشيك: ظهور الثعلب سويبر
بمجرد أن بدأت دورا وبوتس في السير نحو النهر، سمعا صوتاً خافتاً قادماً من بين الشجيرات. لقد كان صوت خطوات خفيفة متسللة. همست دورا لبوتس: "يا بوتس، هل تسمع ذلك؟ أظن أنه سويبر! يجب أن نكون حذرين جداً لكيلا يسرق بذور الزهرة النادرة قبل أن نصل إليها". لم يكد كلام دورا ينتهي حتى قفز الثعلب الأحمر سويبر من خلف شجرة مانجو كبيرة. كان يرتدي قناعه الأزرق وعيناه تلمعان بمكر. ضحك سويبر ضحكته المعهودة: "أوه لا! دورا وبوتس! تبدوان وكأن لديكما شيئاً ثميناً اليوم لأخذه!" مد سويبر يده المخالبية محاولاً انتزاع الحقيبة من ظهر دورا، لكن دورا كانت سريعة وتراجعت بخطوة، بينما أمسك بوتس بيد سويبر للحظة.
عبور نهر التماسيح اللطيفة وتكتيك الإلهاء
كان الطريق إلى النهر مليئاً بالعقبات، ولكن دورا وبوتس كانا مستعدين. عندما وصلا إلى نهر التماسيح اللطيفة، وجدا أن الجسر الخشبي مكسور، وكانت التماسيح تستلقي على ضفتي النهر. لحسن الحظ، كانت التماسيح ودودة ولطيفة جداً. صرخت دورا: "نحن بحاجة للمساعدة لعبور النهر! من منكم يمكنه مساعدتنا؟" رفعت التماسيح رؤوسها مبتسمة، ثم تقدم تمساح كبير أزرق ووافق على أن يحملهما على ظهره. استغل سويبر هذه اللحظة، فقفز على الضفة الأخرى للنهر قبل أن يعبرا، وهتف: "سأذهب من هذا الطريق لأسبقكما وأسرق الأغراض!" لكن دورا كانت أذكى. عندما كان سويبر على وشك الانطلاق، صاحت دورا وبوتس معاً بأعلى صوت: "سويبر، لا تسرق! سويبر، لا تسرق! سويبر، لا تسرق!" وكما يحدث دائماً، توقف سويبر، حك رأسه بخجل، وقال: "يا للأسف!" ثم انطلق بعيداً بخطوات سريعة.
تخطي كهف الصدى العجيب ومتابعة سويبر
بعد عبور النهر بسلام، واصلت دورا وبوتس طريقهما نحو كهف الصدى العجيب. كان الكهف مظلماً ومخيفاً، ولكنهما تذكرا أنه مليء بالبلورات المضيئة. وقبل أن يدخلا، رأت دورا آثار أقدام الثعلب سويبر على الأرض الموحلة، مما يعني أنه كان في الكهف قبل لحظات! استخدما مصباح دورا اليدوي للمشي بين الصخور المتلألئة. فجأة، سمعا صوتاً يقول: "هل تحبون البلورات؟" لقد كان سويبر، يحاول إرباكهما بصوت خافت آتٍ من جهات مختلفة بسبب الصدى. لكن دورا تذكرت ما علمتها إياه الخريطة: "في كهف الصدى، يجب أن تتحدث بهدوء، وإلا سيضللك الصوت." همست دورا: "بوتس، لا ترد عليه! يجب أن نتبع أضواء البلورات المضيئة الصغيرة." نجحت الخطة، واستمرا في المسير نحو مخرج الكهف، بينما كان سويبر يضحك ضحكات متعددة في أنحاء الكهف الفارغة.
الوصول إلى التل والمواجهة النهائية
خرجت دورا وبوتس من الكهف، وها هما يريان تل النجوم المتلألئة أمامهما! لكن، يا للهول! كان سويبر ينتظرهما عند مدخل التل، ممسكاً بيده كيس شبيه بالكيس الذي يحمل فيه جد دورا بذور الزهور. صاح سويبر بانتصار: "لقد سبقتكما! وهذه البذور كلها ملكي الآن!" صعدت دورا وبوتس مسرعين نحو سويبر، ونظرت دورا إلى الكيس الذي يحمله. لاحظت أن البذور في كيس سويبر كانت كبيرة ولامعة، وليست البذور الصغيرة غير اللامعة التي كانت في حاجة إليها. ضحكت دورا وقالت له: "يا سويبر، هذه ليست البذور السحرية! هذه مجرد حبوب فاصوليا لامعة! البذور السحرية توجد في قمة التل عند النجمة الذهبية!" شعر سويبر بالإحباط الشديد لضياع جهده.

إنجاز المهمة والدرس المستفاد
شعر سويبر بالإحراج، رمى كيس الفاصوليا، وبدأ بالانزلاق نحو أسفل التل بخجل. نظر إلى دورا وبوتس وهم يصعدان بسرعة. صرخت دورا وبوتس للمرة الأخيرة: "سويبر، لا تسرق!" قال سويبر بهدوء: "يا للأسف." واختفى بين الشجيرات. وصلت دورا وبوتس إلى قمة تل النجوم المتلألئة، وهناك وجدا شجيرة صغيرة تحمل بذور الزهرة السحرية، التي كانت تتلألأ حقاً مثل النجوم. جمعت دورا البذور بعناية في كيس خاص ووضعته في حقيبتها. ضحك بوتس فرحاً وقال: "لقد نجحنا يا دورا! لقد وصلنا وفزنا على سويبر!" قالت دورا بابتسامة حكيمة: "بالتعاون، والذكاء، وعدم اليأس، يمكننا التغلب على أي عقبة، حتى لو كان الثعلب المحتال سويبر!" عادت دورا وبوتس إلى المنزل وهما يحملان البذور، جاهزين لمساعدة جد دورا.