من سبك نفرو إلى أحمس الأول: ملامح التحول السياسي في مصر القديمة

من سبك نفرو إلى أحمس الأول: ملامح التحول السياسي في مصر القديمة

تقييم 5 من 5.
1 المراجعات

الفترة الانتقالية الثانية في مصر القديمة

image about من سبك نفرو إلى أحمس الأول: ملامح التحول السياسي في مصر القديمة

كانت الفترة الانتقالية الثانية في مصر القديمة وقتًا من التفكك وعدم الاستقرار السياسي، حيث جاءت بين نهاية المملكة الوسطى وظهور المملكة الحديثة. شهدت هذه الفترة انقسام مصر إلى سلالات محلية متنافسة، خاصة في الأسرة 13 والأسرة 16. كما شهدت هذه الفترة حكم الهكسوس لمصر السفلى، المعروف بتأثير عاصمتهم التي أُسست في أواريس.


انهيار المملكة الوسطى

استمر انهيار المملكة الوسطى بنهاية الأسرة 12 بعد وفاة الملكة سبك نفرو. عدم وجود وريث شرعي أدى إلى ضعف السلطة المركزية، مما ساهم في تأسيس الأسرة الثالثة عشرة، بالرغم من استمرار الحكم في إتجتاوي. واجهت هذه الأسرة صعوبات متزايدة في الحفاظ على السيطرة على مصر.
ذكر المؤرخ البيزنطي جورج سينسيلوس أن الأسرة 13 كان لديها ستّون حاكمًا، حكموا لمدة تقارب 453 عامًا. ومع ذلك فإن الخلافة السريعة وعدم الاستقرار الداخلي قلّص نفوذهم تدريجيًا.

image about من سبك نفرو إلى أحمس الأول: ملامح التحول السياسي في مصر القديمة

الهجرة إلى طيبة وصعود الأسرة الرابعة عشرة

حدث تحول مهم عندما انتقلت الأسرة الثالثة عشرة إلى طيبة، من المحتمل في عهد مير نفر إي. ربما بدأ هذا التحرك نتيجة غزو شرق الدلتا ومنطقة ممفيس من قبل مجموعة كنعانية ثقافتها مرتبطة بالعصر البرونزي الأوسط في مناطق الشرق.
بينما يرى بعض الباحثين أن هذا يمثل بداية الفترة الانتقالية الثانية، فإن آخرين مثل ريهولت وسكر رفضوا هذا، مشيرين إلى الأدلة التي تدل على أن الأسرة 13 استمرت في الحكم في ممفيس.
وفي نفس الوقت، برزت الأسرة 14 في دلتا النيل، وكانت عاصمتها في أكسويز. تكونت هذه الأسرة من حكام من أصول كنعانية، واستمر حكمها لفترات زمنية متفاوتة حسب المصادر القديمة المختلفة.


الهكسوس والأسرة 15

image about من سبك نفرو إلى أحمس الأول: ملامح التحول السياسي في مصر القديمة

الجانب الأكثر وضوحًا في الفترة الانتقالية الثانية كان صعود الهكسوس الذين أسسوا الأسرة 15. استقر الهكسوس في البداية في دلتا النيل.
اعتبر مانثو المصري الهكسوس غزاة، وتشير الأبحاث الحديثة إلى أن وجودهم في مصر ربما نتج عن هجرة تدريجية وليس غزوًا عسكريًا مفاجئًا.
حكام الهكسوس، وخاصة ساليتيس، حكموا من أواريس وسيطروا على مصر السفلى. تسجل قائمة تورين ستة ملوك للهكسوس، وكان آخرهم خامودي.
احتفظ الهكسوس بعناصر ثقافية مميزة مثل الممارسات الدينية الكنعانية والتكنولوجيا العسكرية، بما فيها العربة الحربية التي أثرت لاحقًا على أساليب الحرب المصرية.


أبيدوس والأسرة 16

بينما سيطر الهكسوس على الشمال، ظهرت الأسرة 16 في طيبة التي حكمت مصر العليا.
قدمت مصادر مثل مانثو روايات متضاربة، حيث تصور الأسرة 16 أحيانًا كحكام طيبة وأحيانًا تحت سيطرة الهكسوس.
واجهت طيبة ضغوطًا مستمرة من الهكسوس، كما أدت المجاعة والصعوبات الاقتصادية إلى إضعاف الأسرة 16 وانهيارها.
كما ظهرت أسرة صغيرة حاكمة حول أبيدوس، لكنها لم تستمر طويلًا واندمجت في النهاية داخل النفوذ الطيبي.
رغم عدم الاستقرار، ساهمت هذه التطورات في تعزيز البنية العسكرية والإدارية التي مهدت لصعود مصر لاحقًا.


الأسرة 17 وحرب التحرير

image about من سبك نفرو إلى أحمس الأول: ملامح التحول السياسي في مصر القديمة

بعد سقوط الأسرة 16، برزت الأسرة 17 في طيبة. شهدت هذه الفترة جهودًا لتحرير مصر من حكم الهكسوس واستعادة الاستقلال.
في البداية حافظ حكام الأسرة 17 على سلام هش مع الهكسوس، لكن بدأ سقنن رع تاعا الثاني الأعمال العسكرية ضدهم، وتابعها كاموس.
أما الطرد النهائي للهكسوس فقد تحقق في عهد أحمس الأول الذي حاصر واحتل أواريس بنجاح، منهياً الفترة الانتقالية الثانية وبادئًا المملكة الحديثة.


بداية المملكة الحديثة

image about من سبك نفرو إلى أحمس الأول: ملامح التحول السياسي في مصر القديمة

مع هزيمة الهكسوس، أسس أحمس الأول الأسرة 18 وأعاد الوحدة المصرية تحت سلطة مركزية قوية. نفّذ إصلاحات عسكرية ووسع نفوذ مصر خارج حدودها التقليدية.
يمثل هذا بداية عصر جديد من الازدهار والتوسع العسكري والإنجازات المعمارية التي اشتهرت بها المملكة الحديثة.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

50

متابعهم

32

متابعهم

92

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.