أحمس الأول: مؤسس الأسرة الثامنة عشرة وطارد الهكسوس
أحمس الأول

كان ملكًا مصريًا قديمًا حكم من 1540 إلى 1514 ق.م، وكان مشهورًا بأنه مؤسس الأسرة الثامنة عشرة في مصر القديمة.
يُنسب إليه طرد الهكسوس، الأسرة الحاكمة من أصول آسيوية، من أرض مصر.
ومن مآثره الأخرى حملاته العسكرية الناجحة في أماكن مثل فلسطين وشمال النوبة.
كان ملكًا ذا نفوذ كبير، خدم مصر القديمة وبنى أسسها لعصر جديد، عصر المملكة الجديدة، وهو عصر الهيمنة الإقليمية والرخاء الذي لم يُرَ مثله من قبل.
معنى اسم أحمس
في مصر القديمة، اسمه يعني "يولد القمر"، إذ كان الاسم مرتبطًا بالقمر.
عائلته
ينحدر أحمس الأول من عائلة ذات نفوذ في مدينة طيبة بمصر العليا.
وُلد لأبيه سقنن رع تاعا وأمه إياح حتب. كانت العائلة الملكية المصرية القديمة نموذجية، حيث كان للملوك العديد من الزوجات والأبناء.
قيل إن والديه كانا إخوة، وكان زواج المحارم ظاهرة شائعة بين العائلات الملكية المصرية القديمة.
كان لأحمس شقيق أكبر يُدعى كاموس والعديد من الأخوات.
تزوّج أحمس إحدى شقيقاته وتُدعى أحمس نفرتاري، وعندما أصبح أحمس الأول فرعونًا، كانت هي الزوجة الملكية الرئيسية.
أنجب منها عددًا من الأبناء والبنات، منهم: ميريت آمون، سن آمون، أحمس عنخ، أمنحتب الأول، رع موس.
بعد وفاة ابنته الوريثة الأولى أحمس عنخ، أصبح أمنحتب الأول ولي العهد.
الحكم
توفي والده، حاكم طيبة سقنن رع تاعا، عندما كان أحمس يبلغ من العمر ثلاث سنوات، فانتقل التاج إلى شقيقه الأكبر كاموس، الذي حكم حوالي سبع سنوات.
كشف فحص مومياء أحمس الأول عن أنه توفي في الثلاثينات من عمره.
وحسب المؤرخ المصري مانيتون (حوالي 300 ق.م)، حكم أحمس الأول نحو خمسة وعشرين عامًا، مما يعني أنه ورث العرش من شقيقه كاموس في سن العاشرة.
كانت والدته إياح حتب وصية على العرش خلال سنوات حكمه الأولى.
وبفضل دعم والدته الكامل، تمكن أحمس الأول من السيطرة على طيبة وبدأ في طرد الهكسوس من مصر، بدءًا من عاصمتهم أواريس.
ربما بدأت الثورة ضد الهكسوس في عهد والده سقنن رع، الذي قُتل في المعركة. ثم تابع شقيقه كاموس القتال ضد ملك الهكسوس المعروف باسم أبو فيس، وحقق مكاسب كبيرة في مصر السفلى. وبعد وفاته، استكمل أحمس الأول الجهود حتى طرد الهكسوس نهائيًا من مصر.
الإنجازات البارزة لأحمس الأول
بالإضافة إلى كونه مؤسس الأسرة الثامنة عشرة وملك أعاد توحيد مصر، حقق أحمس الأول العديد من الإنجازات لشعبه، منها:
افتتاح مناجم ذهب غنية في جنوب مصر.
توسيع النفوذ المصري في النوبة وتأمين حدود مصر بشكل كامل.
إنشاء جهاز إداري قوي في جميع مناطق البلاد، حيث رفع المشرفون تقاريرهم إليه أو إلى وزيره مباشرة.
كرم قادته وزعماءه الذين حاربوا بجانبه، وكافأ المخلصين له من جنرالات وسياسيين وأفراد العائلة الملكية.
خصص جزءًا كبيرًا من الغنائم والأسرى للطبقة العسكرية.
افتتح مناجم النحاس في سيناء، وزاد من الفرص التجارية مع المدن المجاورة.
شهد عهده تطورًا في فن صناعة الزجاج، حيث عُثر على حبات زجاجية تحمل اسمه واسم خلفه أمنحتب الأول.
شيد معابد ومبانٍ رائعة، من أبرزها الصرح المقدس في أبيدوس.
أعاد توحيد مصر مرة أخرى، مؤسسًا نظام حكمٍ مستقر سمح بازدهار لم يسبق له مثيل.
هرم أحمس الأول
لم يكن ملوك المملكة الجنوبية حريصين على البناء قرب هرم أحمس الأول بسبب تعرض المنطقة للفيضانات.
كان المنحدر في المنطقة موقعًا كبيرًا لدفن فراعنة المملكة الجديدة.
انحنى هرم أحمس الكبير لعبادة الإله رع، ومع تزايد عبادة آمون، لم تعد هناك حاجة ملحة لبناء المعابد الجنائزية والأهرامات الضخمة.
اختار ملوك المملكة الجديدة وادي الملوك لدفن مومياواتهم بعيدًا عن سارقي القبور، وهو ما يفسر وجود العديد من الملوك في هذا الوادي.
حقائق عن هرم أحمس الأول
اكتُشف الهرم عام 1899، وأُعيد الكشف عنه بشكل أفضل عام 1993.
تقع أنقاضه بالقرب من قبر جدة والدته تيتشري.
تُظهر النقوش أحمس الأول وهو يقدم القرابين لها.
يُعتبر آخر هرم يشكل جزءًا من مجمع جنائزي ملكي.
وفاة أحمس الأول
يقال إنه توفي في العام الخامس والعشرين من حكمه، وخلفه على العرش ابنه أمنحتب الأول.
ومن المحتمل أنه شارك ابنه الحكم في سنواته الأخيرة.
المومياء
كُشفت مومياء أحمس الأول في خبيئة الدير البحري عام 1881، بالقرب من معبد الملكة حتشبسوت.
قام عالم المصريات الفرنسي غاستون ماسبيرو بفحص المومياء، التي كانت ملفوفة بكفن يحمل اسم أحمس الأول بالهيروغليفية.
أظهرت الفحوص أن المومياء نُقلت من مكان دفنها الأصلي وأُعيد تكفينها، ربما في الأسرة الحادية والعشرين.
عُثر على اسم الملك بينجم الثاني من الأسرة الحادية والعشرين على لفائف مومياء أحمس، مما يؤكد إعادة دفنها.
أظهرت الفحوص آثار سرقة المقبرة، مثل كسر في الأنف وتمزق في الرقبة.
وُجدت مومياوات فراعنة آخرين إلى جانبه، منهم أمنحتب الأول، تحتمس الأول، تحتمس الثاني، تحتمس الثالث، رمسيس الأول.
طول أحمس الأول
أظهرت الفحوص أن طوله حوالي 1.63 مترًا، وهو طول متوسط.
كانت ملامحه تشبه ملامح الملك سقنن رع تاعا، مما يعزز فرضية أنه والده أو جده.
عمر أحمس الأول عند وفاته
وفقًا للمؤرخ مانيتون، حكم أحمس الأول حوالي 25 عامًا (من 1550 إلى 1525 ق.م).
قيل أيضًا إنه ادعى ملكيته على جزيرة كريت أو جزء منها.
يُعتقد أن هذا الادعاء نابع من كتابات مانيتون وبعض المقتنيات التي تعود إلى عصر أحمس الأول.
الإدارة في عهد أحمس الأول
عيّن أحمس المشرفين والمسؤولين لإدارة الأقاليم المصرية، وكان يُطلق على بعضهم "ابن الملك".
كان هؤلاء يرفعون تقاريرهم إلى الوزير أو إلى الملك نفسه، حيث كان في مصر وزيران: أحدهما لمصر العليا والآخر لمصر السفلى.
كما انتشرت في عهده المدارس والبيروقراطية لتعليم جيل جديد من الإداريين والكهنة.
أحمس نفرتاري
تزوّج أحمس من شقيقته أحمس نفرتاري وجعلها زوجة ملكية عظيمة.
حصلت على تكريمٍ كبير ومكانة تبجيل، ربما لا تقل عن مكانة أحمس نفسه.
لقد مُنحت اللقب "زوجة الإله آمون"، ولذلك كانت مكانتها ونفوذها عظيمين إلى درجة أنه تم اعتبارها إلهة بعد وفاتها.