"بسماستيك الثالث: آخر ملوك الأسرة السادسة والعشرين وهزيمته أمام الغزو الفارسي"
بسماستيك الثالث: آخر ملوك الأسرة السادسة والعشرين

بسماستيك الثالث كان آخر ملك للأسرة السادسة والعشرين، حكم مصر من 526 إلى 522 ق.م. معظم ما هو معروف عن حكمه ذكره المؤرخ اليوناني هيرودوت في القرن الخامس ق.م.
هيرودوت أشار إلى أن بسماستيك حكم لمدة ستة أشهر فقط قبل الغزو الفارسي لبلاده بقيادة قمبيز الثاني ملك فارس. هزم بسماستيك لاحقًا في معركة بيلوسيوم، وانسحب إلى ممفيس حيث أُسر ونُقل إلى سوسة مقيدًا بالسلاسل، وانتحر لاحقًا.

النشأة والخلفية العائلية

نشأ بسماستيك في القرن السادس ق.م. وكان ابن الفرعون احمس الثالث وواحدة من زوجاته، الملكة تنتخيتا. خلف والده كفرعون في 526 ق.م بعد وفاة احمس الثاني الذي حكم لمدة طويلة ومزدهرة، حوالي 44 عامًا. حسب هيرودوت، كان لدى بسماستيك ابن اسمه احمس وزوجة وبنت، لم تذكر أسماءهم في الوثائق التاريخية.

الغزو الفارسي وهزيمة بسماستيك

حكم بسماستيك مصر لمدة ستة أشهر وثمانية أيام فقط. بعد أيام من تتويجه، هطلت الأمطار في طيبة، وهو حدث تاريخي أزعج بعض المصريين الذين اعتقدوا أنه نذير سوء.
أسباب الهزيمة وتأثيرها على مصر
عبر الفرس بقيادة قمبيز صحراء بياو بمساعدة العرب، ودارت معركة مريرة بالقرب من بيلوسيوم، مدينة على الحدود الشرقية لمصر. استعمل الفرس تكتيكات حربية متقدمة مقارنة بالمصريين، واستخدموا قوات مرتزقة من القبائل العربية لزيادة قوتهم. في ربيع 525 ق.م هُزم المصريون في بيلوسيوم، وخانه أحد حلفائه، فانيس هاليكارناسوس، ما أجبر بسماستيك وجيشه على الانسحاب إلى ممفيس. استولى الفرس على المدينة بعد حصار طويل، وأُسر بسماستيك بعد سقوطها بفترة قصيرة.
الأسر والإعدام
أمر قمبيز بإعدام عدد من المواطنين الرئيسيين، ومن بينهم ابن الملك المخلوع. وفق هيرودوت، تم الحكم على ابن بسماستيك و200 من النبلاء المصريين بالإعدام، انتقامًا لمقتل السفير الفارسي و200 من طاقم مركبه. روى هيرودوت أن بسماستيك أظهر عطفه على رجل عجوز فقير كان صديقًا للملك، لكنه أُعدم ابنه. بعد فترة قصيرة، حاول بسماستيك إثارة تمرد بين المصريين، وعندما علم قمبيز بذلك، ذكر هيرودوت أن بسماستيك شرب دم ثور وتوفي على الفور.
أسباب الهزيمة وتأثيرها على مصر
واجه بسماستيك الثالث صعوبات كبيرة في مواجهة الفرس بسبب قصر مدة حكمه وقلة خبرته العسكرية، وضعف التحالفات الداخلية وخيانة بعض الحلفاء المصريين. قبل الغزو، كانت مصر تعاني من اضطرابات سياسية محدودة بين النبلاء، ما جعل الدولة أقل قدرة على مقاومة الغزو الخارجي. بعد سقوط ممفيس، دخلت مصر تحت الحكم الفارسي لأول مرة، مما أنهى استقلال الأسرة السادسة والعشرين وأدى إلى تغييرات كبيرة في الإدارة والاقتصاد والمجتمع المصري، وأصبح الشعب المصري والنبلاء عرضة للسياسات القمعية والاعدام والنفي من قبل الفرس، وكان لذلك أثر طويل المدى على الحياة السياسية والاجتماعية في مصر القديمة.
المصادر
المصدر الرئيسي لمعرفة هذا العصر هو المؤرخ اليوناني هيرودوت، الذي وصف أحداث الغزو الفارسي وأسر وإعدام بسماستيك الثالث في كتابه الثالث.