الجزء الثاني (يوميات مدرسية)................

الجزء الثاني (يوميات مدرسية)................

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات
image about الجزء الثاني (يوميات مدرسية)................

بدأ يوم جديد من أيام المدرسة مع علياء حيث كانت المفاجأة .. لم تكن الصدمة في الطابور الصباحي بل كانت داخل الفصل .. حين وزعت المعلمة أوراق الإختبارات الشهرية ….نظرت علياء إلى ورقتها...... فتجمد قلبها لحظة.......فقد كانت درجاتها ضعيفة  جدا في الحساب والمواد الاجتماعية على عكس تفوقها المعتاد في اللغات والعلوم........ لم تكن المسألة سهلة عليها فأخذت تفكر كيف يمكنها أن تحصل على توقيع ولي الأمر على ورق الاختبار بدون معرفة والدها.......

قالت علياء في نفسها : يمكن أن أعطي الورق لأمي حتى توقع عليها ولا تخبر أبي .. فأمي لن تغضب إذا قلت لها أن كل الفصل راسب في الحساب والمواد الاجتماعية ،وهي كدبة بيضاء .. وسأعدها إني سأعوض ذلك الشهر القادم…

 

غياب ماري ….

ولكن ماذا عن ماري .. أين هي .. لماذا لم تأتي؟ شعرت علياء بحزن مضاعف نتيجة غياب ماري ...... ذهبت علياء إلى زميلتها آيات التي كانت تسكن قريبا من ماري تسأل عنها .. 

قالت آيات : ماري ذهبت إلى جدتها منذ يوم الخميس وقالت أنها ستمكث عندها إلى يوم الاثنين وستعود غدا للمدرسة .. 

علياء : أجمل فكرة قامت بها ماري أن تذهب إلى جدتها .. كنت أتمنى أن أذهب إلى جدتي أنا أيضا …….ولكني فضلت أن آتي لأعرف نتيجة الامتحان ولكن النتيجة سيئة جدا.. 

آيات : لا عليك يا علياء ... إن شاء الله الشهر القادم تحصلين على درجات أفضل... ويمكنك الاستعانة بمدرس خصوصي لمساعدتك ... ..

علياء : فكرة جيدة سأقولها لأمي.... شكرا آيات...

عادت علياء مع والدتها إلى المنزل بعد يوم دراسي ثقيل .. ومجرد أن وصلوا المنزل ظهر القلق والحزن على وجه علياء وأخذت تبكي بشدة ... فسألتها أمها عن سبب الحزن وهي تربط على رأسها: حبيبتي علياء ... لماذا تبكين ؟

الشهادة الابتدائية …….

علياء: أنا رسبت يا أمي في الحساب والمواد الاجتماعية وميس منى تطلب توقيع ولي الأمر على أوراق الاختبارات.. إذاعرف أبي سيخاصمني ويحرمني من المصروف......

ماما : لا عليك ... أنا سأوقع لك على ورق الاختبار حبيبتي .. لا تبك حبيبتي ولا تخافي ... ولكن عليك أن تذاكري وتعوضي ذلك الشهر القادم .. 

علياء :زميلتي اقترحت علي أن آخذ درس خصوصي.. 

ماما سامية : يمكننا أن نتحدث مع بابا للتواصل مع أحد المدرسين المتميزين .. 

علياء :ولكن ماذا نقول لبابا إذا سألنا عن السبب ؟

ماما سامية: السبب إنك في المرحلة الابتدائية... إنها شهادة مهمة ...هل نسيت يا علياء؟.. ومعنى ذلك إنك في مرحلة انتقالية هامة .. 

علياء :ياه يا ماما يا حبيبتي .. فكرة جميلة .. بهذا لن يشعر أبي بأي شيء .. ربنا يخليك يا أمي ... ... 

مر اليوم على خير ولم يحدث ما يعكر صفوه ...فقد عادت (هنا ) هي الأخرى من الجامعة وعرفت الخطة التي أعدتها ماما وعلياء..... وقد أيدتهم الرأي في ضرورة الكتمان....

هنا: هيا يا علياء ....هيا يا أمي عليكم الآن أن تأخذوا قسطا من النوم وكذلك أنا حتى نستقبل بابا غدا في هدوء ولا يظهر علينا أي قلق أو إجهاد ... تصبحون على خير..…

علياء في طريق المدرسة …..

في صباح اليوم التالي استيقظت علياء على صوت والدها يشق السكون.... جرت علياء مسرعة إليه بشغف وقالت: صباح الخير يا والدي ... 

 بابا : صباح النور يا علياء  ... هيا اسرعي للصلاة والإفطار حتى آخذك للمدرسة ...

علياء: حاضر يا والدي.....

سارت علياء مع  والدها إلى المدرسة صامتة.... كانت تفكر في ورقة الاختبار المطوية داخل حقيبتها..... وفي توقيع والدتها الذي أنقذها مؤقتا من غضب أبيها شعرت علياء بشيء غريب في صدرها..... لم تكن سعيدة تماما، ولم تكن خائفة تماما.....تساءلت في نفسها...................…

هل ما فعلته كان صوابا؟ وهل الهروب من المشكلة حل، أم أن المواجهة هي الطريق الأصعب والأصدق؟ وقفت علياء أمام بوابة المدرسة، تنفست بعمق، وقالت في سرها...... ربما لا يكون الامتحان الأصعب هو امتحان الحساب...... بل امتحان الصدق والشجاعة....

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
عزة عبد القادر تقييم 5 من 5.
المقالات

9

متابعهم

6

متابعهم

10

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.