قصه روهان وطن ساده الخيول (سيد الخواتم)
تلك الأرض الواقعة بالقرب من منابع نهر أدوين, بين أبعد مناطق جبال الضباب والأجزاء الشمالية من ميركوود. انتقل شعب إيوثيود من أراضٍ في وديان أندوين بين كاروك و غالادين إلى هذ المناطق في أيام الملك إيارنيل الثاني. في الأصل هم أقرباء بيورنينغز وشعب الأطراف الغربية للغابة. ادعى أسلاف إيورل بأنهم ينحدرون بالنسب من ملوك روڤانيون, تلك المملكة التي كانت تقع خلف ميركوود قبل غزوات واينرايدرز. وبالتالي فهم يعتبرون أنفسهم أقرباء لملوك غوندور المنحدرين من إيلداكار. كانوا يفضلون السهول ويحبونها ويبتهجون بالخيول وجميع مآثر الفروسية. لكن في تلك الأيام كان يسكن الكثير من البشر هناك في بطون أودية أندوين. وعلاوة على ذلك تمدد ظلا دول غولدور. فعندما سمعوا بهزيمة الملك الساحر, سعوا إلى مزيدٍ من المساحات في الشمال, فطردوا بقية شعب أنغمار التي كانت على الجانب الشرقي للجبال. لكن في أيام ليود والد إيورل, ازدادت أعدادهم بشكل كبير وأصبحوا مضطربين نوعاً ما في وطنهم.
في عام ألف وخمسمائة وعشرة من العصر الثالث, ظهر تهديد جديد لغوندور, إذ عادت مجموعات ضخمة من الرجال المتوحشين من الشمال الشرقي واجتاحت روڤانيون, وهبطوا من الأراضي البنية وعبروا أندوين على الطوافات. وفي نفس الوقت بالصدفة أو عن طريق التخطيط المسبق, نزل الأوركس من الجبال (حيث كان الأوركس في تلك الفترة قوة عظيمة قبل حربهم مع الأقزام). واجتاز الغزاة كالينارذون, فأرسل كيريون وكيل عرش غوندور آنذاك, طالباً المساعدة من الشمال. بسبب الصداقة الطويلة بين شعب وديان أندوين وشعب غوندور, لكن الرجال في الوادي النهري كانوا قلةً ومتناثرين, وتوانوا في تقديم الدعم لمثل هذه المساعدات. وفي النهاية جاءت الأخبار إلى إيورل عن حاجة غوندور, وعلى الرغم تأخر الوقت على ما يبدو, لكنه انطلق مع جيشٍ عظيمٍ من الخيالة والفرسان.
هكذا جاء ميدان المعركة في سهل كيليبرانت, وهو اسم تلك الأرض الخضراء التي كانت تقع بين سيلڤرلود و ليملايت, حيث كان جيش غوندور الشمالي في خطر, ومهزوم في قطعة أرض مفتوحة, ومقطوعٌ عن امداداته في الجنوب, وكان مدحوراً عبر ليملايت, فتعرض مباشرةً لهجومٍ من جيش الأوركس الذي ضغط عليه باتجاه أندوين. كان الأمل مفقوداً تماماً عندما ظهر الخيالة والفرسان من الشمال وانهالوا على الجزء الخلفي لجيش العدو. فانعكست حظوظ المعركة, فاندحر العدو مقتولاً عبر ليملايت. وحمل عليهم إيورل ورجاله, يطاردونهم ويلاحقونهم حتى كان الخوف الذي سبقهم عظيماً جداً, فقد ألقى اسم فرسان الشمال الرعب بين العدو وأصابهم بحالةٍ من الذعر. وأصبح الفرسان يتصيدونهم بسهولةٍ على سهول كالينارذون.
منذ مجيء الطاعون أصبح عدد شعوب تلك المنطقة قليل, ومعظم من نجا وبقي هناك فقد ذُبح من قبل الإيستيرلينغز. لذلك قام كيريون بمكافأة إيورل وشعبه على مساعدتهم تلك بأن منحهم منطقة كالينارذون بين نهري أندوين و آيزين, قام هؤلاء بإحضار زوجاتهم وأبنائهم ومتاعهم من الشمال واستقروا في تلك الأرض. وسموا تلك الأرض صليب الخيالة, وسموا أنفسهم إيورلينغز. لكن في غوندور كانت أرضهم تُدعى روهان. وشعبها اسمهم الروهيريم ( وهم, سادة الخيل). وأصبح إيورل أول ملك من المارك. واختار لمسكنه تلة خضراء, تقع أمام سفوح الجبال البيضاء التي كانت بمثابة السور الجنوبي لأرضه. هناك عاش الروهيريم بعد ذلك كشعب حُر. تحت حكم ملكي وقوانين خاصة بهم. لكن بتحالفٍ أبدي مع غوندور.
ذُكر الكثير من أسماء السادة والمحاربين, وأسماء الكثيرات من النساء الجميلات الشجاعات في أغاني روهان التي لازالت تُذكر في الشمال. وكما يقولون فإن فرومغار هو اسم الزعيم الذي قاد شعبه إلى إيوثيود, ويقولون بأن ابنه فرام هو من ذبح سكاثا. و سكاثا هو التنين العظيم الذي كان في إيريد ميثرين, وبعد ذلك عاشت الأرض لوقت طويل بسلام دون تلك الديدان الطويلة (التنانين). وهكذا حاز فرام على ثروةٍ كبيرة, لكنه كان على عداء كبير مع الأقزام, الذين ادعوا ملكيتهم لكنز سكاثا. لكن فرام لم يتنازل لهم عن أية قطعة نقديةٍ منه. بل أرسل لهم عوضاً عن ذلك أسنان سكاثا لكي يصنعوا له منها قلادة قائلاً: إن جواهراً مثل هذه من الصعب أن تتطابق مع خزائنكم, لأن نوالها صعب. ويقول البعض بأن الأقزام ذبحوا فرام رداً على تلك الإهانة, وبعدها لم يكن هناك الكثير من الود بين إيوثيود والأقزام.
ليود هو والد إيورل, وكان يروض الخيول البرية, ففي ذلك الزمان كان يتواجد الكثير منها في تلك الأرض. يقال بأنه أمسك ذات مرةٍ بمهرٍ أبيض صغير, نما هذا المهر بسرعة وأصبح حصاناً قوياً جميلاً وفخورا. ولم يتمكن أحد من ترويضه, وعندما تجرأ ليود على امتطاء ظهره, قام بحمله بعيداً, وأخيراً رماه عن ظهره, فاصطدم رأس ليود بصخرةٍ ومات. وهو في الثانية والأربعين من عمره فقط, وابنه الشاب كان بعمر السادسة عشر.
تعهد إيورل أن ينتقم لوالده, وبقي يطارد الحصان لفترة طويلة حتى أخيراً لمحه, فتوقع رفاقه أن يرميه بسهمٍ فيقتله, لكنه عندما اقترب منه وقف إيورل وصاح بصوتٍ جهوري تعال إلى هنا يا مانزبان (هلاك البشر) واحصل لك على اسمٍ جديد! وفي خضم دهشتهم نظر الحصان نحو إيورل وتقدم ووقف أمامه. فقال له إيورل: أسميك فيلاروف, أنت تحب حريتك ولا ألومك على ذلك, لكنك الآن مدينٌ لي بديَّةٍ عظيمة. وعليك أن تتنازل عن حريتك لي حتى نهاية حياتك.
بعد ذلك اعتلاه إيورل وخضع فيلاروف له. ركب إيورل على ظهر فيلاروف إلى المنزل بدون لجامٍ أو سرج, وهكذا كان ركوبه له على الدوام فيما بعد. كان الحصان يفهم كل الكلام الذي يقوله البشر, لكنه لم يسمح لأي رجل غير إيورل بامتطاء ظهره. وعلى فيلاروف كان إيورل راكباً عندما أتي إلى سهل كيليبرانت. لأن هذا الحصان كان ذو عمرٍ طويل مثل البشر, وهكذا كان أحفاده وكل سلالته من بعد. وهذه هي سلالة خيل مياراس, التي لم تحمل إلّا ملك المارك أو أبناءه فقط, حتى زمن شادوفاكس. يقول البشر عنهم بأنهم من سلالات خيل بيما (بيما هو واحد من الڤالار والذي يدعوه إيلدار أورومي). وقد جُلبت آباءهم من الغرب عبر البحر.
من بين ملوك المارك من إيورل حتى ثيودين يقال الكثير عن هيلم هامرهاند, فقد كان رجلاً متجهماً وذو قوةٍ عظيمة. يقال في ذلك الوقت كان هناك رجلٌ يدعى فريكا الذي ادعى بأنه ينتسب إلى الملك فرياواين, على الرغم من أنه كما كان يقول الكثير من الناس يرجع بنسبه أكثر إلى دماء دونليندش, فقد كان شعره أسود, وعاش غنياً مترفاً وقوياً, فقد كان يملك أراضٍ واسعة على جانبي نهر أدورن , وهناك قرب منابعه بنى لنفسه معقلاً ولم يكن يهتم كثيراً بالملك. بل كان هيلم مرتاباً منه, لكن الملك دعاه إلى مجلسه, فجاء إليه عندما رضي واقتنع.
إلى إحدى هذه المجالس ركب فريكا مع الكثير من رجاله, وطلب يد ابنة هيلم لابنه وولف, لكن هيلم قال له: لقد سمنت كثيراً منذ آخر مرةٍ كنت فيها هنا, لكن على الأغلب هذا بدانة على ما أعتقد, فضحك الرجال لهذه الكلمات, لأن فريكا كان عظيم البطن.
فغضب فريكا كثيراً ولعن الملك ثم قال له: كان الملوك القدامى يركعون على ركبهم إذا رفضوا عرض أعضاء الهيئة. فأجابه هيلم: تعال ولا تغضب! إن أمر زواج ابنك شيء ضئيل, دع هيلم و فريكا يتفقان على ذلك في وقت لاحق, أما الآن فلدى الملك ومجلسه مسائل بحاجة للنظر فيها.
وعندما انتهى المجلس, وقف هيلم ووضع يده الكبيرة على كتف فريكا وقال له: الملك لا يسمح بالعراك في منزله. لكن في الخارج فالبشر أحرار, وأجبر فريكا على السير أمامه من إيدوراس إلى الميدان, وقال لرجال فريكا الذين خرجوا إلى هناك. ابتعدوا! فلا نريد أن يسمعنا أحد! سنذهب ونتحدث في مسألة خاصةٍ بمفردنا, اذهبوا وتحدثوا مع رجالي. فنظر هؤلاء الرجال ورأوا بأن رجال الملك وأصدقاءه يفوقنهم عدداً, فرجعوا إلى الوراء.
وبعد أن أصبحا لوخدهما قال الملك: الآن يا دونليندينغ, لا يوجد أمامك سوى هيلم الأعزل لوحده لكي تتعامل معه, لكنك كنت قد قلت الكثير بخصوص ذلك من قبل, والآن جاء دوري بالكلام يا فريكا, لقد كبرت حماقتك مع كبر بطنك. تتحدث عن الهيئة! فإذا كان هيلم يكره الهيئة المنحرفة التي تطعنه بالظهر, فإنه سوف يكسرها هكذا! ووجه لكمةً إلى فريكا بقيضة يده, فأوقعه أرضاً مع ذهوله التام مما جرى وعلى إثرها فارق فريكا الحياة فيما بعد.
بعدها أعلن الملك بأن أبناء فريكا وخواص أقربائهم, هم من أعداء الملك, بعد ذلك هربوا وفي الحال أرسل هيلم خلفهم الكثير من الخيالة إلى الحدود الغربية.
بعد هذه الحادثة بثلاث سنوات أي في عام 2758 أتت مشاكل كبيرة على روهان, ولم تأتهم مساعدة من غوندور, لأنها كانت تهاجم من قبل ثلاثة أساطيل من القراصنة وكانت الحرب على كل سواحلها. وفي نفس الوقت تعرضت روهان للغزو مرةً أخرى من الشرق. فرأى دونليندينغز بأن فرصتهم قد حانت, جاءوا عبر آيزين ونزلوا من آيسنغارد, وعُرف بالحال أن زعيمهم كان وولف, وكانت معهم قوة كبيرة لانضمام أعداء غوندور لهم من منابع ليفنوي وآيزين.
هُزم الروهيريم واحتُلت أرضهم, والذين نجوا من القتل أو العبودية هربوا إلى أودية الجبال. تراجع هيلم مع خسارته الكبيرة لمعابر آيزين, واتخذ له ملجأً في هورنبورغ والوادي الذي خلفهُ (وهو الحصن المعروف باسم هيلمس ديب) هناك كان محاصراً. احتل وولف إيدوراس وجلس في ميدوسيلد ودعا نفسه الملك. هناك سقط هاليث بن هيلم وهو يدافع عن الأبواب.
بعد فترةٍ وجيزةٍ حل الشتاء الطويل, وبقيت روهان تحت الثلوج لما يقرب من خمسة أشهر. (من تشرين الثاني عام 2758 حتى آذار عام 2759). وعانى الروهيريم وأعداؤهم على حدٍ سواء من شدة البرد, استمرت المجاعة لفترةٍ أطول. وفي هيلمس ديب كانت المجاعة كبيرة بعد منتصف الشتاء. وبدأوا من اليأس بالوقوف ضد مجلس الملك. لذلك خرج ابنه الأصغر هاما مع مجموعة من الرجال بغارة خارج هيلمس ديب, لكن الجميع فُقدوا في الثلج. بعد ذلك أصبح هيلم شرساً وهزيلاً بسبب المجاعة والحزن. لكن الرهبة منه لوحدها كانت تعادل قيمة دفاع عدد كبير من الرجال عن الحصن. خرج هيلم بنفسه ذات ليلةٍ من القلعة يرتدي عباءةً بيضاء, وراح يتجول مثل غول الثلج بين معسكر أعدائه, فذبح الكثير من الرجال بيديه. كان يُعتقد بأنه لا يحمل سلاحاً, ولا تأثير للسلاح عليه. قال دونليندينغز بأنه عندما لم يكن يجد الطعام كان يأكل البشر. وقد عاشت تلك الحكاية طويلاً في دونلاند. كان هيلم يحمل بوقاً عظيماً, وكان صوت بوقه يعتبر كإشارةٍ قبل هجومه أو ضربته التي كان يوجهها لأعدائه, حينما كان صوت البوق يتردد عميقاً في الوديان والجبال, كان الرعب والهلع يقع على قلوب أعدائه, فبدل أن يتجمعوا للقضاء عليه كانوا يهربون بعيداً إلى المعسكر.
في إحدى الليالي سمع الرجال صوت البوق, لكن هيلم لم يأتِ, وفي الصباح طلعت شمسٌ باهتة, وكانت أول شمس تظهر منذ أيامٍ طويلة, فرأوا هيئةً بيضاء مازالت تقف لوحدها عند الحاجز, ولم يتجرأ أحد من دونليندينغز من الاقتراب منه. هناك كان يقف هيلم ميتاً كالحجر, وركبتيه غير محنيتان. ومع ذلك يقول البشر بأن صوت البوق مازال يُسمع عميقاً في بعض الأوقات, ولازال طيف هيلم يمشي بين أعداء روهان ويقضي على البشر بالخوف.
بعد انقضاء الشتاء مباشرةً نزل فريالاف بن هيلد أخت هيلم, خارجاً من دونهارو, فهرب من أمامه الكثيرين. وبمجموعة صغيرةٍ من الرجال اليائسين فاجأوا وولف في ميدوسيلد وقتلوه. واستعادوا إيدوراس. كانت هناك فيضانات كبيرة بعد ذوبان الثلوج, وأصبحت وديان إنتواش عبارة عن مستنقعات كبيرة. فمات الكثير من الغزاة الشرقيين أو انسحبوا. وفي ذلك الوقت جاءت أخيراً مساعدة غوندور, عبر طرق الجبال من الجانبين الشرقي والغربي. وقبل نهاية عام 2759 تم إنهاء وجود دونليندينغز هناك وطردوهم حتى من آيسنغارد. بعدها أصبح فريالاف ملك روهان.
جُلبت جثة هيلم من هورنبورغ ودُفنت في التلة التاسعة. وفيما بعد أصبحت زهور سيمبلميني البيضاء تنمو أكثر سماكة وكثافة, وبدت التلة وكأنها مغطاة بالثلج. وعندما مات فريالاف بدأ حكم سلالة جديدة من التلال.
ضعف الروهيريم بشدة بسبب الحرب والمجاعة, وفقدوا الكثير من قطعان الماشية والخيول. وكان ذلك جيداً فلم يتهددهم أي خطر لعدة سنوات. ولم يتعافوا ويستعيدوا قوتهم حتى زمن الملك فولكواين.
كان سارومان من بين الحاضرين لحفل تتويج فريالاف, وكان قد أحضر معه الهدايا وتحدث وأثنى كثيراً على شجاعة الروهيريم, وقد اعتقد الكل بأنه ضيف مُرحبٌ به, بعد فترةٍ وجيزة من تولية السكن في آيسنغارد, لهذا أعطاه بيرين كيل غوندور إذناً بذلك, لأن غوندور تدعي بأن آيسنغارد تعتبر كحصنٍ لمملكتهم, وليست جزءً من روهان. أيضاً أعطى بيرين لسارومان مفاتيح حصن أورثانك, ذلك البرج الذي لم يستطع أي عدو إيذاءه أو الدخول إليه.
وبهذه الطريقة بدأ سارومان يتصرف كسيدٍ للبشر, ففي البداية شغل آيسنغارد كنائبٍ للوكيل وحارسٍ للبرج. لكن فريالاف كان مسروراً من عمل بيرين هذا, بان تكون آيسنغارد في يد صديقٍ قوي ومخلص. بدا سارومان كصديق لفترة طويلة, وربما في البداية كان صادقاً في ذلك, على الرغم من أنه بعد ذلك, قلة من كانوا يشكون بأن سارومان ذهب إلى آيسنغارد على أمل إيجاد حجر الأورثانك الباقي هناك, بهدف بناء قوةٍ خاصة به. وبلا شك! بعد آخر جلسة للمجلس الأبيض عام 2953 بدأت تصاميمه نحو روهان, على الرغم من أنه أخفى مخططاته الشريرة. ثم أخذ آيسنغارد لنفسه وبدأ بجعلها مكاناً محروساً بالقوة والخوف. كما لو أنها كانت ندّاً لبرج باراد دور, ومن ثم اجتذب كل أصدقائه وأعوانه وخدمه من الذين يكرهون غوندور وروهان, سواءً كانوا من البشر أو بقية المخلوقات الأكثر شراً وعداوة.
ملوك المارك - السلالة الأولى
1- إيورل الشاب, 2485-2545, وسمي كذلك لأنه خلف والده وهو لا يزال شاباً صغيراً, وبقي شعره أصفر ومن ثم أصبح ضارباً إلى الحمرة في آخر أيامه. والتي كانت قصيرةً بسبب تجدد هجوم إيسترلينغز, حيث سقط إيورل في معركة القفر. ورفعوا فوق قبره التلة الأولى, ثم وضعوا جثة حصانه فيلاروف هناك أيضاً.
2- بريغو, 2512 – 2570, هو من طرد العدو من القفر, وبعدها روهان لم تتعرض للهجوم لعدة سنوات, وفي عام 2569 أكمل القاعة الكبيرة في ميدوسيلد. تعهد ابنه بالدور بأن يسلك مسارات الموتى لكنه لم يعد, وتوفي بريغو من الحزن في السنة التالية.
3- ألدور الشيخ, 2544 – 2645, كان الابن الثاني لبريغو, وأصبح يعرف باسم الشيخ لأنه عمَّر طويلاً, وحكم كملك مدة خمسةٍ وسبعين عاماً. وفي زمانه ازداد الروهيريم, فطردوا أو كبحوا آخر سكان دونليندش المتبقين على الجانب الشرقي لنهر آيزين. واستعمر هاروديل والكثير غيرها من أودية الجبال. لم يقل الكثير عن أعمال الملوك الثلاثة الذين خلفوه, لأن روهان كانت في وقتهم تنعم بالسلام والازدهار.
4- فريا, 2570 – 2659, كان هو الصبي الأكبر لكن ترتيبه الرابع بين أبناء ألدور, وكان كبيراً بالفعل عندما أصبح ملكاً.
5- فرياواين, 2594 – 2680.
6- غولدواين, 2619 – 2699.
7- ديور, 2644 – 2718, في ذلك الوقت غالباً ما كان دونليندينغز يشنون غاراتٍ على آيزين. وفي عام 2710 احتلوا دائرة آيسنغارد المهجورة, ولم يستطع الروهيريم طردهم منها.
8- غرام, 2668 – 2741.
9- هيلم هامرهاند, 2691 – 2759, في نهاية عهدة عانت روهان وخسرت الكثير بسبب الغزوات والشتاء الطويل. مات هيلم وأبناءه هاليث و هاما, ومن ثم أصبح فريالاف ابن أخت هيلم ملكاً على روهان.
ملوك المارك – السلالة الثانية
10- فريالاف هيلدسون, 2726 – 2798, في هذا الوقت جاء سارومان إلى آيسنغارد. التي كانت محكومةً من قبل دونليندينغز, وفي البداية استفاد الروهيريم من صداقته وخاصةً في أيام المجاعة والضعف التي تبعتها.
11- بريتّا, 2752 – 2842, كان شعبه يسميه ليوفا لأنه كان محبوباً من قبل الجميع. وكان كريماً باسطاً يده للجميع ومساعدة المحتاجين. في زمانه حدثت الحرب مع الأوركس الذين طُردوا من الشمال في سعيهم للجوء في الجبال البيضاء. وعندما مات كان يُعتقد بأنه قد تم طرد جميع الأوركس من هناك, لكن ذلك لم يحدث.
12- والدا, 2750 – 2851, حكم كملك لمدة تسع سنواتٍ فقط, لأنه قُتل هو وجميع صحبته عندما حاصرهم الأوركس, الذين كانوا قد استولوا على الممرات الجبلية من دونهارو.
13- فولكا, 2804 – 2864, كان صيّاداً عظيماً, لكنه تعهد بعدم صيد أي وحشٍ بري طالما بقي هناك أوركيٌّ واحد في روهان. وأخيراً عندما تم العثور على آخر أوركي وقتله. خرج إلى الصيد في غابة فيرين لمطاردة خنزير إيڤيرهولت الكبير. وبالنهاية تمكن من قتل الخنزير لكن كان قد تلقى طعناتٍ من ناب الخنزير وهي التي أودت بحياته فيما بعد.
14- فولكواين, 2830 – 2903, استعاد الروهيريم قوتهم عندما أصبح ملكاً, واستعاد الحدود الغربية (بين أدورن و آيزين) التي كانت قد احتلتها شعوب دونليندينغز, حيث تلقت روهان مساعدةً عظيمةً من غوندور في تلك الأيام العصيبة. ومن ثم عندما سمع بأن هارادريم يهاجمون غوندور بقوةٍ كبيرة, أرسل مجموعةً كبيرة من الرجال لمساعدة الوكيل, وكان يتمنى أن يقودهم بنفسه. لكنه نُصح بالعدول عن ذلك, وأرسل ولديه التوأم فولكريد و فاستريد (المولودان عام 2858), على رأس تلك المجموعة. لكنهما سقطا بجانب بعضهما في معركة إيثيلين عام 2885. لكن تورين الثاني من غوندور كان قد أرسل إلى فولكواين كميةً كبيرةً من الذهب كديَّة لهما.
15- فينغيل, 2870 – 2953, كان الابن الثالث والرابع من بين أبناء فولكواين. لا يذكر بالثناء لأنه كان جشعاً للطعام وللذهب, وكان على خلافٍ مع أكثر القادة, حتى مع ابنه الوحيد ثينغيل الذى أتاه بعد ابنتين, فقام ثينغيل بمغادرة روهان عندما أصبح رجلاً وعاش لمدة طويلة في غوندور. وفاز بشرف الخدمة عند تورغون.
16- ثينغيل, 2905 – 2980, لم يتزوج إلى في سنِّ متأخرة, وفي عام 2943 تزوج موروين من لوسارناخ في غوندور, التي كانت تصغره بسبعة عشر عاماً, وقد ولدت له في غوندور ثلاثة أبناء, والثاني بينهم كان ثيودين, وهو الذكر الوحيد بينهم, وعندما مات فينغيل, استدعاه الروهيريم, فعاد غير راغب في ذلك لكنه أثبت بأنه كان ملكاً خيِّراً وحكيماً. على الرغم من أنه كان يستخدم لغة غوندور في بيته وقد اعتقد غالبية البشر بأن ذلك ليس بالأمر الجيد. وولدت له موروين ابنتان أخريان في روهان, والأخيرة ثيودوين كانت جميلةً جداً. على الرغم من أنها جاءت في وقتٍ متأخر في عام 2963, وقد كانت غاليةً على قلب أخيها كثيراً. وبعد فترةٍ وجيزةٍ على عودة ثينغيل, أعلن سارومان عن نفسه بأنه سيد آيسنغارد, وبدأ يجلب المتاعب إلى روهان بالتعدي على حدودها ودعم أعدائها.
17- ثيودين, 2948 – 3019, وهو الذي يُدعى ثيودين إيدينوي في سجلات وتقاليد روهان, لأنه سقط تحت نوبات سحر وخداع سارومان, لكنه شُفي من قبل غاندالف, وفي آخر سنةٍ من حياته قاد الرجال إلى تحقيق النصر العظيم في هورنبورغ, وبعد فترةٍ وجيزة إلى نصرٍ آخر في حقول بيلينور, وهي أعظم معركة في ذلك العصر. وسقط أمام أبواب موندبورغ. ودُفن لفترة وجيزةٍ في الأرض التي ولد بها بين قبور ملوك غوندور. ومن ثم نُقلت جُثته لترتاح في التلة الثامنة لسلالته في إيدوراس. وبعدها بدأ حُكم سلالةٍ جديدة.
ملوك المارك – السلالة الثالثة
في عام 2989 تزوجت ثيودوين من إيوموند من إيستفولد, قائد فرسان المارك. ولد ابنه إيومير عام 2991, وولدت أخته إيووين في عام 2995. في الوقت الذي ظهر فيه ساورون من جديد, ووصلت ظلال موردور إلى أبعد من روهان. وبدأ الأوركس بالهجوم على المناطق الشرقية وذبح وسرقة الخيول. ونزل آخرون من جبال الضباب. فقد كان الكثير من أوروك هاي في خدمة سارومان. على الرغم من أنهم كانوا يشكون به منذ فترةٍ طويلة. وكانت مهمة إيوموند الرئيسية على الحدود الشرقية, وكان عاشقاً للخيول وكارهاً للأوركس. فعندما وصلته الأخبار عن غاراتهم وذبحهم وسرقتهم للخيول, اشتعل غضباً وهجم عليهم بشكلٍ أرعن مع مجموعة قليلة من الفرسان. وفيها كان مقتله عام 3002, لأنه طارد عصابةً صغيرةً من الأوركس على حدود إميان مويل, لكنه تفاجأ بوجود قوة كبيرةٍ تنتظره هناك على الصخور.
مرضت ثيودوين من شدة حزنها على مقتل زوجها, وماتت بعد بقليل. فقام الملك بأخذ أولادها إلى بيته, واصفاً اياهما بأنهما ابنه وابنته. أما ثيودين فقد كان عنده ولد واحد اسمه ثيودريد, والذي كان في الرابعة والعشرين من عمره عندما توفيت الملكة إيلفهيلد أثناء الولادة. وبعدها لم يتزوج ثيودين ثانيةً. كبر إيومير و إيووين في إيدوراس, وشاهدا الظل المظلم في قاعات ثيودين. كان إيومير كثير الشبه بآبائه, أما إيووين فقد كانت نحيلةً وطويلة, مع الشرف والفخر الذي ورثته عن الجنوبيين من موروين من لوسارناخ, والذين كان الروهيريم يسمونهم ستيلشيين.
إيومير أيدييغ, ولد عام 2991 من العصر الثالث, وتوفي عام 63 من العصر الرابع. كان لا يزال شاباً عندما استلم قيادة المارك عام 3017, وأخذ مكان والده في المهمات على التخوم الشرقية. أثناء حرب الخاتم سقط ثيودريد في معركة ضد سارومان على معابر آيزين, وقبل وفاته على حقول بيلينور سمى ثيودين إيومير كوريثٍ للعرش وناداه بالملك. وفي ذلك اليوم اكتسبت إيووين شهرة عظيمة, لأنها خاضت تلك المعركة, حيث ركبت متنكرةً, وعُرفت فيما بعد في المارك بالسيدة ذات الترس .
أصبح إيومير ملكاً عظيماً, ولكونه شاباً عندما خلف ثيودين فقد حكم لمدة ستين سنة, ومدة حكمة هي الأطول بعد مدة حكم ألدور الشيخ. وفي حرب الخاتم كانت علاقة صداقته مع الملك إليسار, ومع إمراهيل من دول أمروث, وكان يذهب كثيراً إلى غوندور. وفي العام الأخير من العصر الثالث تزوج من لوثيريال بنت إمراهيل, وحكم بعده ابنه إيلفواين الجميل.
في أيام إيومير عاش رجال المارك بالسلام الذي كانوا يتمنونه. وازداد الشعب في السهول والوديان, وتضاعفت أعداد خيولهم. وفي غوندور و أرنور كان الحكم للملك إليسار. وكان إليسار هو الملك على كل أراضي العالم القديم باستثناء روهان. لأن الملك إليسار جدد عهد كيريون وأعطاه إيومير أيضاً عهد إيورل, وفي أغلب الأحيان استطاع الوفاء بهذا العهد. على الرغم من غياب ساورون ونهايته إلا أن الشرور والكراهية التي خلقها لم تنتهي بعد, وكان لملك الغرب الكثير من الأعداء الذين لم يخضعوا بعد قبل أن تنمو الشجرة البيضاء بسلام. وفي أي حرب ذهب فيها الملك إليسار كان الملك إيومير معه, من ما وراء بحر رون وحتى الحقول البعيدة في الجنوب كان يسمع هدير رعد فرسان المارك, والحصان الأبيض يطير على المروج الخضراء مثل الريح. حتى كبر إيومير وتقدم في السن