ضوء يسطع من الظلمة

ضوء يسطع من الظلمة

0 reviews

ضوء يسطع من الظلمة 

في قرية صغيرة في أعلى الجبال الباردة، كانت تعيش فتاة صغيرة مع جدها وجدتها في كوخ صغير متواضع ، كانت الفتاة قد خسرت والديها منذ سنة من قبل رجال ملثمين هجموا على القرية وعاثوا فيها فسادً ، سرقوا ما سرقوا وقتلوا من قتلوا ، لم تنس الفتاة ابداً وجه والديها الملطخين بالدماء , فأصبحت صامتة هادئة لا تتكلم ، لم تستطع ترك ذكرياتها جانبا والمضي قدماً ، كيف لا وهي الفتاة البالغة من العمر عشر سنوات لا تعرف احداً غير جديها.

كانت  أيلا  كل يوم تصعد لأعلى تلة ،وتنادي عليهما لعلهما يسمعانها ويأخذانها اليهما ، دون جدوى كانت تحدق يومياً بالسماء متمنية أجنحة تمكنها من الطيران بعيدا، منطلقة في السماء لأعلى ما تستطيع لعلها تجد من تبحث عنهما ،وفجأة يرجعها صوت جدتها المنادي بحثاً عنها الى واقعها لتسقط ببئر أحزانها وخوفها الذي صنعته لنفسها ولم تستطع الخروج منه.

مضت الأيام والشهور وكبرت الفتاة على أحزانها ، فبينما يراها البعض من أجمل الجميلات بما اتسمت به من طول فارع وقوام رشيق ، وشعر أسود طويل وعينان خضراوان , سحرت بجمالها قلوب شبان كثر كانوا قد لمحوها في السوق أو الطريق وهي الفتاة التي لم تبلغ بعد السادسة عشر من عمرها ، ولكنها لم تعطي أي اهتمام لأي كان لأنها كانت باردة القلب كبرودة الصيف ، حاقدة على الشباب حقد لا يعرف طريقه ؛ بينما يراها  البعض فتاة مدللة متكبرة لا تحادث ولا تصادق احداً.

في أحد الايام بينما كانت أيلا كعادتها في السوق تجلب لجديها المسنين بعض الأغراض،  لمحت بعض الفتية ينظرون إليها نظرة غريبة حاولت الهروب والابتعاد عنهم قدر ما تستطيع ولكنهم ظلوا يراقبونها عن بعد ، حاولت الهروب والركض بأزقة القرية المتشعبة ولكنهم كانوا يجدونها في كل مرة حتى فقدت الأمل بالهروب منهم ، فقررت مواجهتهم ، ولكنها لم تستطع  وحاولوا الامساك بها وجرها معهم وهي تقاومهم بدون فائدة، استسلمت لهم وهم يقتادوها بعيداَ عن القرية  موقنة بأن نهايتها كوالديها على يد قطاع طرق أشرار ، فمنذ الصغر فقدت رغبتها بالحياة ولم تجد ما يشجعها على الاستمرار لذلك لم تجد هذا الأمر بغريب ؛ لذلك انتظرت قدرها بكل رضا أملة أن ينتهي عذابها في هذا اليوم البشع ، ولكن ما يحرق قلبها هو جديها المسنين اللذين يحبانها حباً شديداً، ورغم ذلك لم تظهر لهما أي محبة ، فتمنت لو أنها تشكرهما على ما قدموه لها ، لو تستطع أن تضمهما ولو قليلاً وتخبرهما انها ذاهبة لملاقاة والديها برضا وتسليم.

كانت الأفكار تذهب وتأتي غير مبالية بمن حولها لأنها قررت أن ترمي بنفسها من أعلى أي تلة تجدها في أثناء المسير ، لتهرب من واقعا المؤلم الذي دفنت فيه نفسها ومن أيدي الاشرار الذين يقتادوها لوجهة لا تعرف مصيرها في نهايته .......

للقصة بقية...........

 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

6

followers

2

followings

4

similar articles