ربيع باهت وأحزان قلب مضطرب

ربيع باهت وأحزان قلب مضطرب

0 المراجعات

في هذا الدجى العاتم والبرد القارص .. اراوغ الٳنكسار..  ثمة خواء صاخب في حياتي وقلبا خاويا لا يشعر بشيء .. 

ذاك القلب الٲكثر حسرة..

ٲرى ٲنه لا جدوى من حديثي لمحاولات لشرح ما بداخل الروح ما ٳن تنطفي …

ٲنطفىء على مهل .. 

غائمة بالدمع لكني لا ٲمطر .. 

اتعايش بشكل صامت مع كل شيء يستدعي الصراخ ..

حالة من الٳنطفاء الغريب … كٲن داخلي شيء تلاشى..  

الٲلم فيّ يتصاعد كمد البحر ..

تمضي الأيام وأنا أردد قد تكون أيام عابرة لكنها لم تكن كذلك … 

مجبرة على تجاوز هذه الليالي بمفردي …

لم يكن أي طريق يؤدي إلى السعادة ..

إنا من كانت تعكف الطريق عنوة لذلك المسار لكن دون دون جدوى…

يخنقني الغروب … ويقتلني سواد الليل… 

أغمض عيناي في محاولة للنوم لكن ثقلها يضغط على صدري مما يجعلني منتبةً مشدودةً لها مثل وتر …

نبت على إمنياتي الشيب … وفائض قلق يجعلني أتكور في سكونٍ غريب … 

أبحث عن أجوبة تنهي شعوري بالحيرة لكن قلبي صُلب ولم يأتيني الجواب …

مع كل هذا التشتت وهيبة شعوري الفذ يتناولني الحزن …

وما زلت بتأنٍ أرفع أثرهم من الأماكن والحديث..

أنا بحاجة لهدنة بيني وبين هذه البلاد التي أنهكتني وبيني وبين المدينة التي أسكنها في حين لا تشبه المدينة التي تسكنني … وبيني وبين الأصدقاء اللذين لا يهبونا دافعا قويا لمواجهة الصعاب … 

وبين ذلك المنزل حيث نعيش على أطلال ألآمنا متناسين الحان الكمان الحزينة كل يوم.

فأين ما ذهبت يصاحبني شعورٌ بعدم الإنتماء إليهم…

أيام رمادية خانقة كما الدخان وإرتطام مؤلمٌ بالخيبة … وأحلامٌ تقف بالمنتصف… 

دائرةٌ حول ذاتي لذاتي … إلى ماضيّ… 

كتمانٌ يؤرقني .. ساعاتٌ باهتةٌ وضياعٌ تام .. 

مُضيٌ بالتنهدات وطريقٌ مليء بالكبت والمواراة .

ووحشة مربكة .. 

من الشاق جداً بعد هذه المعاناة أن لا يبدي صاحب هذه الحياة أي ردة فعل سوى بكاء عالقٌ في الحنجرة.. وغرقٌ في التفكير وتظاهرٌ بالنجاة..

تراكمات في الداخل واضطراباتٍ أشبه بالإنفجارات الكونية تحدث..  

وكل ما يخيفني أن ابدو خاويةً وأن لا يتبقى بيني وبين الغرق سوى بضع تنهداتٍ وقليلٌ من الحسرة .. 

مهددةٌ بالإنتهاء وفقدان كل احتمالات العودة..  

أتساءل ما بي وصلت إلى هذه الحالة التي حقاً لا أُحسد عليها .. إحساسٌ بالضياع..

أكتب هذا وأنا في قبري المسمى غرفتي..  عاجزةً عن التنفس من شدة الألم..  ولإحتياجي لمحادثة أي شخص ..

عندما أجلس وحيدةً تقتلني هذه الوحدة بكل بطءٍ وهدوء ولا أجد ونيس وما ينصب فوق رأسي من الأفكار التي تتحول الى سموم مع كل دقيقة تمر..

حتى لساني لطول فترة عدم التحرك بدأ يثقل كأن ألف جبلٍ فوقه فأتحول كالمجنونة إلى محادثة نفسي ورسم عوالم من خيالي في محاولة يائسة إلى التسلية والتفريج عن النفس حتى يتحول هذا الأمر إلى مرض يصعب التخلص منه …

إنه لآحساس قاتل أن تمضي أيام وشهور وأنا في أمسّ الحاجة لجليسٍ أحادثه وأشكي له..

تبدأ إمبراطوريتي الجسدية ومملكتي الروحية مع مرور الوقت بالتمرد والعصيان حتى يصير كل شيءٍ داخلي يتصرف على هواه..

أقسم بأني لا أبالغ في هذا بل هو ما يحدث معي..

فعندما أريد الجلوس أنهض وعندما أريد النوم أسهر وإن أردت أن أبكي أضحك..

وإن أردت أن أتكلم أتحول إلى خرساء بليدة..

إنعدمت تقريباً ولم أعد أعرف ماذا يجب ..

لا أستطيع حتى أن أبكي على نفسي وأصبحت ذليلة مهينة..

أنا في بئرٍ لا قاع له مظلمٌ كظلمة أفكاري في مثل هذه الليالي التي لا عدد لها عندي..

أنا لا أقدر على شيءٍ حتى الإبتسامة..  فما يحدث لي بسبب حساسيتي المفرطة وما يتدفق من رقة بداخلي وذاك الإحتياج المؤلم بداخلي إلى الحنان والإهتمام..

كل هذا أفحمني إلى ما لا يُحمد حمله..

حالتي هي حالة ضعف وعدم قدرة لمواجهة ومقاومة هذا التدفق بداخلي ..

إن مقالي من دواعي هذا الصدر المحزون..  وكفيضه الملآن ..

أحزاني أراها لا تذهب بهمٍ أستريح منه إلا رجعت بهمٍ ألتوي إليه..

وفي أحزاني إضطراراً… وآهٍ لهذا القلب الذي أحمله..

فهو مثار الألم..

أعرف موضع كل شيءٍ إلا نفسي ..

فما أدري أهو من الوضاعة أم من السوء?

فيا قلبي ما انت منهما?

لقد تعذبت بك طويلاً وتقلدت منك بليّتي.. تنغز نغزاتك في صميم الروح وغزا كوخز الإبر..

ولا تضرب عروقي التي تستسقي منك الإ على ألم تأتيني به..

جُلّ ما يرجوه هذا القلب المسكين كلمة حب فتسكن عواصفه وتنام براكينه وتخمد أوجاعه..

ها أنا ذا أجلس وحيدة لكتاب الأشواق وفي يدي القلم ومعانيك مني قريبة تكاد تُحس وتلمس على تباعد ما بيننا لأن كل مافيك فيّ..

هذه عيناك من وراء البعد تلقي عليّ نظرات إستفهامها فتدع كل ما حولي من الأشياء مسائل تطلب جوابها في حضورك ومرآك لا غير ..

وبذلك يهفو إليك القلب بأشواقٍ لا تزال تتوافى فلا تبرح أن تتجدد .. فهي لا تهدأ ولا تسكن ..

وكأن غيابك سلب الأشياء في نفسي حالة عقلية كما سلبني حالة قلبية..

إنها لوحوشٌ من الأحزان ثائرة فكل راجفة من رواجف الصدر كأنها من حرّ الشوق ضربة مخلب على القلب ..

الشوق!

ما الشوق? !

إلا صاعقة تنشئها كهرباء الحب في سحاب الدم .. يمور ويظطرب ويصدم بعضه بعضاً من الغليان فيرجف فيه حنين الرعد القلبي ويتردد صوته آه آه آه..

والآن ألقت عيناك الساحرة عليّ نظرة إستفهامٍ أخرى بالصبابة ورقة الشوق..

وأحسست بروحي كالغصن المخضر أثقله الزهر .. وتسلم النسيم ودائع الجنة من نفاحاتها عليك ..

وأشعر بالقلم في يدي وكأن له شأناً مع الكلمات التي أكتبها عن وإليك ..

فهو يخطها حرفاً حرفا ويقلبها كذلك حرفاً حرفا ..

وأشعر بالقرطاس وكأنه قد علم أنه سيتحمل أشواقي وأسرار قلبي فلا يعود..

صحيفة ورق تموج بالألفاظ بل صحيفة صدر ملأها جوٌ من التنهد .. آه آه آه .. 

وحيد عليك اتلظى..  وحبيبي يجهل حالاتي ..

أشكي يا ليل أتسمعني..  إرحم في جوفك صرخاتي

عذبني يا ليل فؤادي.. إحكي يا ليل معاناتي ..

إحكي شوقي للقائهم..  آهٍ من يمسح دمعاتي.. 

 

 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

2

متابعين

2

متابعهم

3

مقالات مشابة