أعشق أن أكون.... كما أنا الآن ...

أعشق أن أكون.... كما أنا الآن ...

0 المراجعات

أعشق أن أكون.... كما أنا الآن ...
غير مرتب المزاج .....
لا أشعر باستقرار ...أو انزعاج ....
مسمر قرب النافذة ..وعيوني تخترق الزجاج ...
وجسدي المنهك يطاوعني ....ولا يقدم احتجاج ...
لأنه يعشق أن يكون ...كما أنا الآن ....
خالي... من كل شيئ ...
ومليئ باللاشئ... من كل الأشياء....
التي أعرفها ...و لا أملكها ...
والتي أملكها ...ولا أعرفها ...
وهذا نتاج ... هذا القلب المبعثر ...
وهذا العقل.. الذي يحتل جمجمتي ...
و هو في طريقه....  ليمنحني صك للجنون ...
حيث يأخذني داوما ...حيث يشاء ...
طوعا ...أدخلني الى مدينة الذكريات  ...
وسلمني لمن رحلوا ...ومن مات ...
فأصبح صمتي ...كصوت الناي ...
به شوق ...وحنين ...
وأنا هادئ ....ولكن حزين ...
أقبل كل الصور ...التي تمر بذاكرتي ...
وأقول لهم ...أنا لست بخير ...
ولكن أعيش ...
داخل هذا العالم ...الذي يعج بالفوضى ...
والناس فيه ...تنتظر بشوق.. المجهول ...
وقلوبهم ...تتغدى بالشك واليقين ...
حتى أصبحت كالحجر ...مع مرور السنين ...
أما أنا ...لقد دخلت فصول العزلة ...
واخترت ذكرياتكم ..منفى وملجأ ....
أحصل فيهما ....على حصتي من الدفئ ....
والأمان ...
ولازلت صديقا وفيا.... لقلمي ....
تجمعنا ...محبة ...وصدق ..ووفاء ...
حيث لاوجود لهم ....وراء الباب ...
لهذا ..أنا انسحبت... ولذي ما يكفي من الأسباب..
وأشهرت في وجه هذا العالم المرتبك ...ورقة الغياب ...
فأصبحت غرفتي الغير المرتبة ...عالمي الخاص ...
ليس بها... لاغدر ..ولا خيانة ..ولا صوت الرصاص ...
ممنوعة ...عن الأغبياء... واللصوص ...
وعن التافهين ...ومن غيروا النصوص ...
لهذا ...وذاك ...
أعشق أن أكون.... كما أنا الآن ...

أسامر الليل ….حيث شعرت أنه...قديم جدا ....
يحمل على كتفيه... ذكريات بالية ...بسيطة وجميلة ..
تتناثر منها موسيقى ...
هادئة ...
صادقة...
وبها صور لمن غادروا المكان ...ناطقة ...
فشعرت بتحول بداخلي ....غريب رائع...
به سكينة ...
لم أشعر بها منذ زمن بعيد ... في هذه المدينة ...
فقمت على عجل ...
أغلقت باب غرفتي ...والنافذة ...
لكي لاتسرق مني ...هذه الليلة القديمة ...
وعدلت كوبين من القهوة ...
لي ...
ولهذا الليل القديم....
الهادئ ...الحكيم ...
فقال لي : 
لقد تغيرت ...
وكبرت جدا ...
حتى ابتسامتك اختفت ...
ماذا جرى ...ويجري ..؟؟
قلت :
انها فوضى الحياة ...
قال : لم أفهم ...
قلت : ولا أنا ...
سوى أنني كنت مرغما ...أن أكون لازلت هنا ...
أمارس الحياة ...وأنام بدون أحلام ...
وأستيقط ...ليمارس الفراغ سلطته علي ...
وأسير في شوارع منهكة ...
بها عابرون ....يمارسون هواية الضجيج ...
هذا ما في الأمر ....
قال : وما السبب ؟
قلت : أصبحت الناس مثل العجب ...
كل جميل فيهم ...غاب وهرب ...
وشارع يفيض ...بقلة الأدب ...
كأننا.... لسنا مسلمين عرب ...
ومن حظي الجميل ...أو عكس ذلك ..
أنني ....لم أصب بالجنون ....
ولا زلت أتذكر... عنوان بيتي ....
لأمارس فيه... طقوس الوجود ...
على مزاجي ...
فقام الليل القديم... من مكانه ...
صامتا ...
متحصرا...
وحضنني بحرارة ...
وغادر ...من حيث لا أدري ...
وأنا دونت هذا اللقاء... على أوراقي ...

::::::::::::::::::::

سلامي

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

1

followers

0

followings

1

مقالات مشابة