تمساح في بيتي
قصة حقيقية حصلت معي وقمت بكتابتها بعد تعديل في التفاصيل.
كنت في الدوام وعلى طاولتي اوراق متناثرة، اشعر بإرهاق شديد وانا أحاول احفز نفسي بنفسي، وبينما مستوى ادائي للعمل يسير نحو الطريق المنحدرة والمهام تتراكم فوق راسي مهمة تلو الأخرى. فجأة يرن جوالي، اتصال من (الاهل) (البيت) كلها كلمات تؤدي الى وصف تلك المرأة الحنونة (الزوجة).
انا: نعم، هلا
الزوجة: متى سوف ترجع من الدوام، نبرة صوتها تدل أن هناك امر جلل، تخيلت سقوط نيزك بجوار بيتنا.
انا: هل الامور على يرام ؟
هي: توجد مشكلة، عندما تحضر البيت سوف اخبرك، تعال بسرعة لا تتأخر
وفي اقل من الثانية حضرت في بالي شريط قصة حياتي منذ كنت رضيعاً حتى هذه اللحظة.
تذكرت الاحداث التي مررت بها عندما كنت رضيعاً تذكرت الحليب الذي كنت اشربه، تذكرت البامبرز الذي كنت البسه، مروراً بمرحلة الطفولة الى أيام الدراسة وكيف كنت اهرب من فوق الأسوار بعد انتهاء الاختبارات من المدرسة، وكيف كانت تقام مباريات المصارعة الحرة خارج اسوار المدرسة. تذكرت فترة المراهقة والوقوف على الاطلال ورسائل الحب في جوال نوكيا، نعم هناك هفوات خفيفة لكنها لا تستوجب الاستدعاء بهذه الطريقة.
تغلغل الإرهاق في جميع شراييني المفتوحة والمسدودة، ولم يعد كبدي يعمل على مايرام، الخوف داهمني من حيث لا احتسب، وبعد انتهاء الدوام توجهت نحو البيت.
وفي طريقي الى البيت قرأت آية الكرسي والمعوذات وحصنت نفسي وذريتي من كل شر مما برأ وذرأ، ودعوت الله بكل أدعية تفريج الكرب، دعوت لي ولجميع المسلمين بالنصر، وتصدقت على الفقراء والمساكين في طريقي قبل وصولي البيت سائلاً ربي اللطف والسلامة ما يخبئه لي القدر.
وما ان وصلت البيت وفتحت الباب، ابنتي الصغيرة ذات 9 أعوام أتت إلي وعطتني ورقة عليها رسمة تقول: بابا هذا الحيوان مختبئ خلف باب. نظرت الرسمة فاذا هي رسمة تشبه التمساح.
قلت لها: هل انت متاكدة أن هذا الحيوان الذي لم أراه أنا في حياتي يختبئ الان هنا خلف باب الغرفة؟ قالت نعم!! واثناء ذلك حضرت ابنتي الأخرى الصغيرة وهي تؤيد رسمة اختها.
لقد اجتمعت شهادة فتاتين بوجود حيوان مفترس في البيت. عندها تيقنت بأن الأمر حقيقي. صحيح هناك حيوان شرس دخل بيتي لكني حمدت الله بأن المشكلة لا تمت بصلة بفترة طفولتي أو مراهقتي.
سالت ابنتي: طيب أين ماما ؟ ردت: في الغرفة الثانية
ذهبت اليها وسالتها: اش المشكلة؟
قالت وهي تؤشر نحو الغرفة الثانية: شوف هناك خلف الباب.
كان في يدي الورقة التي فيها رسمة التمساح، قلت لها: تمساح خلف الباب.
قالت: في وزغة خلف الباب، اقتلها. وبعدما تقتلها دعني ارى جثتها حتى اتاكد انك قتلتها. ثم ارميها خارجا
هنا اختلطت مشاعري راساً على عقب, مشاعر مسلم كان يعيش لحظات خوف فابدل الله خوفه امناً.
وبعد جميع كل انواع (الشباشب) في البيت وقمنا باعلان حرب شرس ضد (الوزغة) انتهت بانتصارنا الساحق وتم القضاء على الوزغة، وعم الامن والسكون ارجاء البيت وعاش الجميع في وحب ووئام.
خربشات موظف
@employee6455