قصه رعب الفتاه و الجدار
منزل الفتاة مكون من طابقين ، الطابق الأول به مطبخ بتصميم حديث ، غرفة ضيوف ، غرفة معيشة وغرفة طعام مع طاولة كبيرة جدا كأن الملك جلس عليها لتناول الطعام ، وحمام أنيق وفاخر ، في الحالة الأصلية لا يزال مقنعًا. أما الطابق الثاني فهو يحتوي على ثلاث غرف ، ولكل منها حمام خاص بها ، وغرفة صغيرة ولكن جميلة جدًا على السطح ، حيث أن سقفها مصنوع من الزجاج ، وربما يحب المالك مشاهدة النجوم في السماء ؛ أما بالنسبة المنزل الحديقة ومساحتها الكبيرة ، تحتوي الحديقة الأمامية على زهرتين كاملتين ولكن يجب تقليمهما والعناية بهما من أجل منظرهما ، والآخر به شجرة كبيرة في الخلف يبدو أنها تعيش أطول من المنزل ، مع أرجوحة لطيفة معلقة عليها ، ومكان لوضع سيارتك وبحيرة جميلة للاستحمام والشرب.
بدأت الدراسة وكل شيء روتيني كعادته، جعلت الفتاة في كل شرف المنزل قفصا به عصافير، وكان المنظر ما أروعه يضفي إحساس الراحة النفسية مما انعكس على مذاكرتها وتحصليها السريع للمعلومات في أوقات قياسية؛ وكانت هنالك بالمنزل غرفة صغيرة تحتوي على أدوات تصليح ومعدات من ذلك القبيل، كانت الفتاة تريد استغلال تلك الغرفة وأن تجعلها مملكتها الصغيرة، ولكنها أجلت تنفيذ الفكرة إلى إجازة منتصف العام الدراسي حتى لا تشغلها عن دراستها.
وأخيرا اتت الإجازة التي انتظرتها الفتاة لتفعل بها ما تحب وأثناء تجهيز وإصلاح الغرفة وجدت الفتاة على الحائط الخلفي اشكال رسومات غريبة ومخيفة في
في نفس الوقت لها أثر سيء على من يراها، هناك آثارا للدماء وخربشة أصابع ولكنها خطرت ببالها فكرة فقررت تصويرها ووضعها على موقعها الاجتماعي لإخافة بعض من أصدقاءها، وبعد فترة تناست الموضوع تماما، بدأت الدراسة وكانت صديقتها تاتي اليها للمذاكرة معا وإن تأخر الوقت عليهما تنام معها في غرفتها التي تطلق عليها مسمى “مملكتي الخاصه ”؛ وبيوم من الأيام بعد الانتهاء من المذاكرة رغبت الفتاة في مشاهدة فيلم رعب، وأثناء مشاهدته أخذت الفتاة وصديقتها يضحكان بطريقة هيستيرية ويطلقان النكات المضحكة على من يخافون من أفلام مماثلة، وفجأة سمعت الفتاة صوت قادما من البحيرة التي أمام الغرفة، فتماسكت وتظاهرت بالشجاعة لتجد مصدر الصوت، وخرجت برفقة صديقتها وحينها تخيلت الفتاة “مالكة المنزل” أن هناك شخص ما بالبحيرة ولكن عندما وجهت ضوء الكشاف الكهربائي إليه لم ترى شيئا سوى غصن شجرة ثم دخلت الغرفة ونامت هي وصديقتها.
وفي الصباح ذهبت الفتاة لكلية كعادتها برفقة صديقتها، وعندما رجعت وجدت أباها يخبرها بأنها لم تلاحظ وجود قطة ميتة بجوار باب غرفتها، فدخلت الفتاة غرفتها ولم تلقي بالا حيث أنها تملك الكثير من العمل الشاق للجامعة، قضت الفتاة ساعات طوال وحل الليل ولم تنهي بعد العمل، فقررت الذهاب إلى المطبخ لإحضار فنجان قهوة لإنهاء ما تبقى، ولكن أثناء عودتها من المنزل رأت شخصا عند البحيرة فاعتقدت أنه والدها وذهبت إليه لتسأله عن سبب بقائه في تلك الساعة المتأخرة وحيدا، ولكنها لم تجد أباها بل وجدت شخصا محروقا ملامحه متداخلة ودامية لم ترى من وجهه سوى عينيه الجاحظتين فأغمي عليها.
واستيقضت الفتاة ووجدت نفسها في حجرة نوم والدها ويسألها عن السبب فحكت له ما حدث ولكنه أرجعه إلى إرهاقها بالشغل ، ومن بعدها اصبحت الفتاة تراه كلما أغمضت عينيها وذهبت في النوم لتستيقظ من ألم ما تراه في المنام وتجد آثار الحروق في جسدها؛ قررت الفتاة ألا تنام مره اخرى وانشغلت مع صديقتها على مواقع التواصل الاجتماعي، وفي مرة وجدت رجل يدعي قراءة المخطوطات الغريبة فتذكرت الكلمات الغريبة فأرسلتها له وعلى الفور طلب منها مقابلته لضرورة الأمر، وعندما التقيا قصت عليه كل ما حدث معها، وعندما سألها عن صديقتها أخبرته بأن لها يومين لم ترها فقرر الرجل الذهاب إليها لأنها في خطر، وبالفعل حينما وصلا اشتما رائحة حريق ووجدا صديقتها محترقة بالنيران، فاتصل الرجل بسيارة الإسعاف وحينما همت الفتاة بمصاحبة صديقتها منعها مخبرا إياها أن عليهما مهمة واجبة لإنقاذها وإنقاذ صديقتها.
جاء والده فلم يجد الابن وعلم بما حدث معه من الأشخاص قساة القلب، فقرر استرجاع ابنه المفقود فعمد إلى كتابة تلك الأشياء الغريبة على جدار الغرفة والتي قرأتها الفتاة فقامت باستدعاء تلك الروح لتظهر من جديد، فحالما مات الوالد ذهبت الروح، وأصبح المنزل لا يقرب عليه أحد لاعتقاد كل من حوله أنه مسكون بالأرواح إلى أن استأجره والدها، ومن بعدها استفاقت الفتاة ليسألها الرجل مباشرة عن مكان جثمانه فأشارت إلى البحيرة ولكنه للأسف لا يسبح بالماء والفتاة تخاف من أن تراه من جديد بذلك المنظر البشع، وفي النهاية تمالكت نفسها واستجمعت قواها ونزلت للماء فوجدته وقامت بسحبه، ودفنه الرجل ومن بعدها عادت الحياة لطبيعتها كأن شيئا لم يكن.