فيلا يعقوب: غموض و إثارة - حلقة ٩

فيلا يعقوب: غموض و إثارة - حلقة ٩

0 المراجعات

كان الأمر بالنسبة له لم يكن وليد لحظة أو يوم او أسبوع أو حتي شهر أو سنة لا، فلقد ظل حامد يفكر في الأمر منذ سنواتٍ عديدة، فلقد كان يحلم بتجارة تضاعف أمواله، و ترك تجارة الخضار و الفاكهة التي لم تعد تناسبه علي حد قوله، فلقد ورثها عن أبيه و أعمامه رغماً عنه، و كان دائماً ما يشعر أنه لابد و أن يكون في مكان غير ذلك، رغم ما تدره عليه تلك التجارة من أموال كثيرة، و لاسيما أنه في أوائل 
الأربعينات من عمره و لم يتزوج بعد، فقد كان واثقاً أنه سيحقق يوماً ما حلمه المكون من رقم عدد أصفاره تترواح ما بين ال ٦ و ال ٩، و يمحو من حياته لقب تاجر الذي لازمه طوال عمره مستبدلاً إياه برجل أعمال، و يتزوج من أمرأة مثل مادونا و ....
سيل من الأفكار دار في رأسه و هو يجلس مستلقياً علي فراشه مُمنياً نفسه بسرعة تحقيق ذلك الحلم الذي سهر يفكر فيه و يخطط له جيداً و علي إستعداد لدفع كل غالي و ثمين من أجل تحقيقه ....

______________________________________________   

 في تمام الرابعة فجراً دق جرس الهاتف في فيلا رجل الأعمال محمد رشوان، حيث كان الأخير جالساً في حجرة مكتبه، و كان علي وشك الإنتهاء من بعض الأمور الخاصة بأعماله، حينما أخرجه عن تركيزه جرس الهاتف الذي دق في ذلك التوقيت المتأخر، فعقد حاجبيه بشئ من الغضب و هو يرفع السماعة مُجيباً:
محمد بيه رشوان .... مين معايا؟
أتاه صوت المعلم حامد علي الجانب الأخر قائلاً:
حامد معاك يا باشا .. معلش إني بكلمك في وقت متأخر كدة سامحني و ....
قاطعه محمد بغضب:
أخلص يا حامد و أدخل في الموضوع .. عايز إيه؟
تردد حامد و إبتلع ريقه بصعوبة بالغة و هو يجيب:
أبداً يا باشا كنت عايز أقولك إننا جاهزين و كل حاجة واقفة علي المعاد اللي حضرتك هتحدده.
صمت محمد رشوان لبضع ثواني مرت كالدهر علي حامد الذي خُيل إليه أن محمد لم يسمعه فقال:
محمد باشا .. سامعني.
نظر محمد رشوان إلي ساعته ثم أجاب:
سامعك سامعك .. تمام، استني مني تليفون بكرا هقولك فيه علي كل حاجة، بس أهم حاجة تكون مالي إيدك من الناس دي.
أجابه حامد بسرعة:
طبعاً يا باشا مالي إيدي أمال إيه، ما تقلقش سعادتك أنا أضمنهم برقبتي ....
أخذ محمد نفساً عميقاً، محاولاً السيطرة علي إنفعالاته قبل أن يقول:
تمام يا حامد .. مع السلامة انتا دلوقتي و ....
قالها و أنهي المكالمة واضعاً سماعة الهاتف في مكانها دون   أن ينتظر حرفاً إضافياً، و أخذ يقلب في بعض الأوراق التي أمامه و يفكر كثيراً فيما هو آتٍ و ما هو مقدم عليه حتي استسلم في النهاية لنوم عميق كان يحتاجه بشدة لكثرة ما كان يشعر به من إرهاقٍ و تعب.

______________________________________________

  " إتقتل .. قصدك إتقتل .... "
قالها المقدم هشام و هو يقف بجوار جثة العسكري التي تم نقلها إلي المشرحة و معه كل من الرائد حسام و الطبيب الشرعي الذي قام بفحص الجثة و الذي أثارت مقولة هشام دهشته فألتفت إليه حيث إرتفع حاجباه في دهشة بالغة و هو يقول:
و عرفت منين يعني يا باشا؟!
أنا معاك إن دا لسة تقرير أولي من خلال الفحص الظاهري للجثة  و إن التشريح ممكن يظهر مفاجآت في الحالات اللي زي دي، بس حضرتك إزي حكمت إنها جريمة قتل؟! رغم إننا لسة ما شرحناش الجثة!..

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

460

followers

613

followings

116

مقالات مشابة