جحا وحماره العجيب

جحا وحماره العجيب

0 المراجعات

جحا وحماره العجيب:

كان جحا، ذلك الرجل الفطن ذو النكتة الحاضرة، يمتلك حمارًا عجيبًا يُدعى "فرفور". لم يكن فرفور حمارًا عاديًا، بل كان يتمتع بذكاء فريد وروح مرحة، مما جعله رفيقًا لا غنى عنه لجحا. عاش جحا وفرفور مغامراتٍ لا حصر لها، واجهوا خلالها مختلف المواقف المضحكة والمُحيرة.

في أحد الأيام، قرر جحا الذهاب إلى السوق لبيع بعض المنتجات. ركب جحا على ظهر فرفور، بينما كان ابنه الصغير يمشي خلفهما. وفجأة، توقف فرفور عن السير دون سبب واضح. حاول جحا دفعه بكل قوته، لكن دون جدوى. نظر جحا يمينًا ويسارًا، فوجد مجموعة من الناس يضحكون عليه. سألهم جحا عن سبب ضحكهم، فأجاب أحدهم: "ألم ترَ أن ابنك يمشي خلف الحمار بينما أنت تركب على ظهره؟ أليس هذا عيبًا؟"

نظر جحا إلى ابنه، ثم نزل عن ظهر فرفور وطلب من ابنه أن يركب. مشى جحا خلف فرفور، بينما كان ابنه يركبه. وفجأة، توقف فرفور مرة أخرى. نظر جحا يمينًا ويسارًا، فوجد نفس مجموعة الناس يضحكون عليه. سألهم جحا عن سبب ضحكهم هذه المرة، فأجاب أحدهم: "ألم ترَ أنك تمشي خلف الحمار بينما ابنك يركبه؟ أليس هذا عيبًا أيضًا؟"

ابتسم جحا، ثم قال: "يا أيها الناس، مهما فعلتُ، فسوف تجدون ما تُعيبون به. سأركب فرفور مع ابني، ونرى ماذا ستقولون." ركب جحا وابنه على ظهر فرفور، وبدأوا بالسير. وفجأة، توقف فرفور مرة أخرى. نظر جحا يمينًا ويسارًا، فوجد نفس مجموعة الناس يضحكون عليه. سألهم جحا عن سبب ضحكهم هذه المرة، فأجاب أحدهم: "ألم ترَ أنك وابنك تركبان على ظهر حمارٍ واحد؟ أليس هذا عيبًا أيضًا؟"

هزّ جحا رأسه، ثم قال: "يا أيها الناس، أنتم لا تُرضون أبدًا. سأنزل أنا وابني عن ظهر فرفور، ونرى ماذا ستقولون." نزل جحا وابنه عن ظهر فرفور، وبدأوا بالسير خلفه. وفجأة، توقف فرفور مرة أخرى. نظر جحا يمينًا ويسارًا، فوجد نفس مجموعة الناس يضحكون عليه. سألهم جحا عن سبب ضحكهم هذه المرة، فأجاب أحدهم: "ألم ترَ أنك وابنك تمشيان خلف حمارٍ فارغ؟ أليس هذا عيبًا أيضًا؟"

نظر جحا إلى فرفور، ثم نظر إلى ابنه، وضحك قائلاً: "يا فرفور، لقد صدّق الناس ما قالهُ هؤلاء. لقد أصبحنا عيبًا حتى ونحن نمشي خلفك فارغًا. ماذا سنفعل الآن؟"

نظر فرفور إلى جحا، ثم هزّ رأسه، وكأنّه يُشاركه الضحك. وفجأة، بدأ فرفور بالمشي دون أن يُصدر أي صوت. نظر الناس إلى فرفور باحترام، وتوقفوا عن الضحك على جحا.

من خلال هذه القصة، نتعلم أنّ جحا كان رجلًا ذكيًا وذا روح مرحة، لا يُعير اهتمامًا لآراء الناس السلبية. كما نتعلم أنّ فرفور كان حمارًا ذكيًا ومُطيعًا، يُشارك جحا أفراحه وأحزانه. وتُظهر لنا هذه القصة أيضًا أنّ السعادة لا تأتي من إرضاء الناس، بل من الرضا بالقليل والعيش ببساطة. 

 الناشر :

                  رضا جمعة

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

65

followers

28

followings

29

مقالات مشابة