قصة كريم و عصفوره فرفشة
كان يا ما كان، في زمن ما، في قرية صغيرة تطل على نهر النيل في مصر، عاشت عائلة فقيرة تتكون من أب وأم وطفلين، "كريم" و "هدى". كان كريم فتى ذكياً ومرحاً، يحب اللعب مع أصدقائه في الشارع، بينما كانت هدى فتاة هادئة ومهذبة، تحب مساعدة والدتها في الأعمال المنزلية.
في أحد الأيام، بينما كان كريم يلعب في الشارع، لفت انتباهه شيء لامع على الأرض. اقترب بفضول ليكتشف أنه قطعة نقدية ذهبية! التقطها بفرح وركض مسرعاً إلى المنزل ليخبر والديه. فرح الأب والأم كثيراً، وقرروا استخدام النقود لشراء بعض الطعام لأطفالهم الجائعين.
في اليوم التالي، ذهب كريم مع والدته إلى السوق لشراء بعض الخبز والجبن. بينما كانا يمشيان في السوق، لفت انتباه كريم بائع يبيع عصفورة صغيرًة جميلًة بألوان زاهية. رغب كريم بشدة في الحصول على هذه العصفورة، فطلب من والدته أن تشتريها له.
ترددت الأم في البداية، لكنها لم تستطع مقاومة إلحاح كريم، فوافقت على شراء العصفورة له. اشترطت الأم على كريم أن يهتم بها ويعتني بها جيدًا، فوعدها كريم بكل صدق أنه سيفعل ذلك.
أطلق كريم على العصفورة اسم "فرفشة"، وبدأ يهتم به بكل حب ورعاية. كان يطعمها ويسقيها ويغير لها الماء كل يوم. كان يلعب معها ويحدثها ويغني لها، حتى أصبح كريم وفرفشة صديقين مقربين لا يفترقان.
كان كريم يقضي كل وقته مع فرفشة، يلعبان معاً في الحديقة، ويطيران معاً في سماء القرية. كان كريم يشعر بالسعادة عندما يكون مع فرفشة، وكان يعتبرها أجمل عصفورة في العالم.
في أحد الأيام، بينما كان كريم يلعب مع فرفشة في الحديقة، سقطت فرفشة من على شجرة عالية وكسرت جناحها. حزن كريم كثيراً على صديقته المفضلة، وبدأ يبكي بحزن.
جاءت الأم لترى ما حدث، وعندما علمت بما حدث لفرفشة، حاولت مواسات كريم ووعدته بأنها ستساعد في علاج فرفشة. ذهبت الأم مع كريم إلى الطبيب البيطري، الذي قام بفحص فرفشة وعلاج جناحها المكسور.
أخبر الطبيب البيطري كريم أنه يجب عليه أن يهتم بفرفشة أكثر من ذي قبل، وأن يضعها في قفص حتى تتعافى. اتبع كريم تعليمات الطبيب البيطري بدقة، وبدأ يهتم بفرفشة بعناية فائقة. كان يطعمها ويسقيه ويغير لها الماء كل يوم. كان يلعب معها ويحدثها ويغني لها، حتى لا تشعر بالوحدة أو الملل.
مع مرور الوقت، تعافت فرفشة من إصابتها، وعادت للطيران مرة أخرى. فرح كريم كثيراً، وشعر بالسعادة لعودة صديقته المفضلة.
