حكاية من زمن فات -ليلة فى رمسيس
هذه حكاية من زمن فات
منذ قرابة الثمانية عشر عاما ربما او اكثر قليلا ..بت ليلة في احدى الفنادق الرخيصة فى رمسيس لا أذكر اسمها حتى..
كنت اريد غرفة مفردة اريد فضاء ليلتي بأي وسيلة.. حقيقة هى لم تكن غرفة بالمعنى الحرفي بل مجرد ركن في الصالة و قد بنى له حائطين غير مكتملين ولا يصلا حتى للسقف بل وليس لها مصباح منفصل بل كفيك اناره مصباح الصالة … ويوجد بالغرفة سرير وله نفس طول الغرفة أما عرضها فهو ضعف عرض السرير أي المتبقي لك فقط متر تتحرك فيه وايضا يوجد كرسي خشبي!..
وطوال الليل تسمع صوت خرير المياه في الحمام المجاور. .وليلة وعدت!!..
ولكن العجيب أنه حينما انتهت ليلتي ومهمتي وقد حان وقت الرحيل في الصباح وقد كان للغرفة رغم ضيقها نافذتين تطل كل منهما على مشهد عتيق ينتمى للماضي ولكل ما هو قديم كل شيء يعطيك انطباع بكل ما هو
كنت انظر خلال النوافذ ويصعب على نفسى مغادرة المكان! ولو كان لدى هاتف بكاميرا وقتها قطعا كنت سألتقط صور لى داخل الغرفة وفيديوهات أيضا
كنت اشعر كأنى ارتبطت بالمكان رغم انها مجرد ليلة ورغم انه مكان يدعوا للرثاء ولا شيء فيه يجعلك تشتاق له اصلا ربما كان حتى بصيصاً من الحزن فأنا سأغادر هذا المكان للأبد.. فلا يحتمل أبدا ان ازوره مرة اخرى فراق أبدى!!..هذا المكان ؟!! ايوه ..الم ابت فيه ليله؟) امر عجيب ام أنا الشخص الغريب!؟.
الارتباط بالإمكان وهذا يحدث دايما مع كل مكان تغادره حتى لو تعلم سلفا أن وجودك فيه بشكل مؤقت.. التعلق والارتباط بالأماكن والأشخاص أو الذكريات..
ولو أن بالنسبة للأخيرين ربما يكون التعلق منطقي للبعض من الناس ان نتعلق بالأشخاص او الذكريات لأنها غالبا ترتبط بالأشخاص ايضا فنتعلق بكل ما هو حي!
اما الغريب ان تتعلق بالجمادات بالأشياء. بالأماكن مهما قصرت المدة او قلت جوده واهمية المكان.
التعلق اكبر داء.. من لا يتعلق بشيء لا يعانى.. كلما كنت بليدا كانت حياتك اسهل. او ربما يسمون من لا يتعلق بشيء انسان عملي ..
لكن لا احد يختار طبيعته.. لا احد يختار بلاؤه. لا احد منا يختار