الظلام العميق في الغابه
في قلب الغابة الكثيفة وبعيدًا عن أعين البشر، كانت تنتشر قصة مخيفة تحكي عن مكان يعرف بـ "الظلام العميق". يقول الأسطورة إنه مكان تسوده الأرواح الشريرة، وأنه لا يجرؤ أحد على دخوله، فكل من جرب الدخول إليه فقد اختفى بدون أثر.
كان هناك شاب شجاع يدعى جيمس، يغامر في استكشاف الأماكن المهجورة و المريبة. لطالما كان يبحث عن تحديات جديدة تجعل قلبه ينبض بالإثارة. وفي إحدى الأيام، سمع جيمس عن "الظلام العميق"، ولم يتردد في التحدي والمغامرة في استكشافه.
وصل جيمس إلى حافة الغابة المظلمة المحاطة بالغموض، ولكنه لم يشعر بالرعب بل بالحماس لاكتشاف الحقيقة وراء الأسطورة. دخل الغابة وسار في الداخل بحذر شديد، كانت الأشجار تتلاشى تحت ظلمة الليل، ولم يكن هناك أي ضوء يسلط النور على الطريق.
بينما كان يتقدم، شعر جيمس بالبرودة تتسلل إلى عظامه، والرياح الباردة تتحرك بحركة غريبة في الأشجار كما لو كانت تحذره من خطر ما. وفجأة، بدأت الأصوات تتصاعد حوله، كانت تأتي من الأعماق، أصوات صراخ وتنفيس أرواح مشوهة، لكن جيمس لم يتوقف، استمر في المشي بدون تردد.
وبعد مضي ساعات من السير في الظلام، بدأت الأشجار تتراجع، وظهرت مساحة فارغة أمامه، تغطيها الضباب الكثيف، وبين الضباب، رأى جيمس هيكلا مظلما يتجسد في البعد. اقترب جيمس ببطء، وعندما وصل إلى الهيكل، اكتشف أنه بئر عميق يمتد إلى الأسفل بدون نهاية واضحة.
بالرغم من الخوف الذي ينبعث من داخل البئر، قرر جيمس النزول إليه لمعرفة ما يختبئ في أعماق "الظلام العميق". حزم حبلًا حول جسده وبدأ في النزول ببطء، كلما اتسعت المسافة بينه وبين السطح، كلما زادت الظلمة والصمت الذي يحيط به.
لكن فجأة، انقطعت الحبال، وجيمس سقط بسرعة في الهاوية المظلمة، لا يستطيع رؤية شيئًا سوى الظلام المحيط به. صوت صراخه اندمج مع صرخات الأشباح الملعونة التي تحيط به، ولم يكن هناك أمل للعودة إلى السطح.
وهكذا، انقضت الساعات، ولم يعد هناك أي أثر لجيمس سوى الهمسات المرعبة التي تتجول في "الظلام العميق"، مكان لا يعود أحد منه على قيد الحياة، مكان لا يأتي إليه إلا من يطلب الهلاك.
