الساحرة المشعود الشريرة
في إحدى القرى الصغيرة والمنعزلة، كان هناك منزل قديم يعتقد الناس أنه مسكون بالأرواح الشريرة. يقال إن الساحرة القديمة كانت تعيش في هذا المنزل قبل عقود من الزمان، وأنها تركت وراءها لعنة مرعبة.
في ليلة من ليالي الشتاء الباردة والمظلمة، قررت مجموعة من الشباب المغامرين استكشاف هذا المنزل المهجور. ترددت أساطير الساحرة في أذهانهم ولكن الفضول والشجاعة دفعاهم للمضي قدماً.
عندما وصلوا إلى المنزل، وجدوا أبوابه مفتوحة والظلام يلفه من كل جانب. دخلوا بحذر، وسط همسات الرياح وأصوات غريبة تتلون في الهواء. كان الداخل مظلماً تماماً باستثناء الشموع القديمة التي أضاءت ممراته المتهالكة.
في غرفة واحدة، وجدوا كتاباً قديماً مفتوحاً على صفحة تحمل صوراً غريبة ونقوشاً غامضة. حاولوا فهم ما كان مكتوباً ولكن دون جدوى. بدأوا يشعرون بأن الجدران تتحرك حولهم، والأصوات تزداد غموضاً وقوة.
فجأة، ظهرت شخصية ظلامية أمامهم، بعيون متوهجة باللهب وضحكة شريرة تملأ الغرفة. كانت الساحرة قد عادت من عالم الأرواح لتعيش كابوسها في هذا العالم مرة أخرى.
اندفع الشباب إلى الهروب، لكن الأبواب أغلقت بوجههم بقوة، والنوافذ تهتز بشدة. بدأوا يستنجدون بأصوات مكتومة، ويتساءلون عما إذا كانت هذه نهايتهم.
ولكن في لحظة اليأس الكاملة، توقفت الأصوات فجأة، وتلاشت الظلال، وانفتحت الأبواب أمامهم. هربوا بسرعة ولم يلتفتوا إلى الوراء، لكنهم حملوا معهم قصة تحذير للجيل القادم من المغامرة في عوالم الظلام المنسية.
بعد أن فر الشباب من منزل الساحرة بأعجوبة، عادوا إلى القرية وأخبروا الناس بما حدث. تحولت القصة إلى حديث شائع في القرية، وأصبح الجميع يحذر من الاقتراب من المنزل المسكون.
لكن بعض الشباب الجدد، مغرورين بشجاعتهم ولا يؤمنون بالأساطير، قرروا التحدي والذهاب لاستكشاف المنزل أيضًا. لم يكن لديهم أي فكرة عن ما حدث مع الشباب السابقين، وكانوا يعتبرون القصة مجرد خرافة.
عندما وصلوا إلى المنزل، وجدوا نفس الأمور: الأبواب المفتوحة، والظلام المخيف، والشموع المتوهجة. دخلوا بكل ثقة وبدأوا في استكشاف الغرف، دون أن يشعروا بالخطر الذي يحيط بهم.
في إحدى الغرف، وجدوا مجموعة من الكتب القديمة والأدوات السحرية المتهالكة. ابتدأوا في تجميع هذه الأشياء واستكشفوا كل شبر في المنزل بحثًا عن أدلة أو أسرار.
لكن بينما كانوا مشغولين بالبحث، بدأت الأصوات الغريبة تتصاعد من حولهم. كانت همسات مرعبة تملأ الهواء، وظلال غريبة تتحرك في كل مكان. لم يستطعوا إخفاء خوفهم وقلقهم، لكنهم استمروا في البحث، مصرين على معرفة ما يخفيه هذا المنزل.
فجأة، تحركت الأدوات السحرية بأنفسها، وانبثقت أرواح شريرة من جميع الزوايا. بدأت تتجاوز الحدود بين العالم الحقيقي وعالم الأرواح، واقتربت من الشباب بشكل مخيف.
عندها، أدركوا أنهم وقعوا في فخ الساحرة، وأن الأساطير لم تكن مجرد خرافات. حاولوا الهروب، لكن الأبواب والنوافذ أغلقت بقوة، ولم يكن هناك مفر.
وبينما تتصاعد الأحداث، يبقى سؤال محيرًا: هل سينجو هؤلاء الشباب من قبضة الساحرة الشريرة، أم ستكون نهايتهم في عالم الظلام والرعب؟