قصة رعب: صراخ الأرواح في المقابر
قصة رعب: صراخ الأرواح في المقابر
في أعماق الليل المظلم، تنبعث أصوات الصراخ المرعبة من المقابر القديمة، مليئة بالأرواح المفقودة. يعود تاريخ هذه القصة المرعبة إلى زمن بعيد، عندما كانت المقابر تعج بالحياة والأرواح المهمشة.
كانت مقابر قرية "ويستفيل" هي موضع الحديث والخوف بين السكان المحليين، حيث يُقال إنها تعج بالأرواح الغاضبة التي تبحث عن الانتقام. وفي إحدى الليالي الظلماء، انطلقت مجموعة من الشباب المغامرين إلى المقبرة، متعمدين استكشاف أسرارها المظلمة.
من بين هؤلاء الشباب كانت "سارة"، الفتاة الجريئة ذات الروح المغامرة والتي لطالما كانت مهتمة بالأساطير والقصص الغامضة. برفقتها كان "جون"، الشاب الشجاع الذي لم يخشَ المواجهة مع المجهول. وكان "مايكل"، الشاب المتهور الذي لم يهتم بالخطر ويسعى لإثبات شجاعته.
عندما وصلوا إلى المقبرة، وجدوا أنفسهم محاطين بأجواء من الخوف والغموض، حيث كانت الأشجار تتلوح في الهواء والأصوات المرعبة تتصاعد من الأعماق. لكن رغم ذلك، قرروا المضي قدمًا في رحلتهم، مصممين على كشف أسرار المقبرة المظلمة.
وبينما كانوا يتجولون بين القبور القديمة والأنقاض المتهالكة، بدأوا يشعرون بالتوتر والرعب يتسلل إلى قلوبهم. وفجأة، سمعوا صراخًا مرعبًا يصدر من أعماق المقبرة، صوت يجعل الشعر يقف على نهاياته والقلوب تنبض بسرعة.
دخلوا المقبره.وبينما كانوا يقتربون بحذر، شاهدوا شخصًا مظلمًا ينهض من داخل القبر، وبدت ملامحه مشوهة بفعل الرعب والغضب. كانت أعينه تلمع بالضوء الساطع الذي لامس الليل المظلم، ووجهه المشوه كان ينبعث منه طاقة شريرة لا تقاوم.
بينما كان الشباب يحاولون فهم ما يحدث، بادر الشخص المظلم إلى التحدث بصوت مخيف يصدح في أرجاء المقبرة المهجورة. "أيها الجريئون الذين أتيتم إلى موطني الأخير، لقد قٌتلت بلا رحمة في بيتي، وما تزال روحي تصرخ بالانتقام!".
عندما سمع الشباب هذه الكلمات المرعبة، هزتهم رعشة من الخوف، ولكن الفضول دفعهم للاستمرار في التواجد هناك. فما إن اقتربوا أكثر من القبر حتى شاهدوا صورة مخيفة تظهر على جدران المقبره، صورة للرجل الذي قتل في بيته، وهو يرفع يده باتجاههم، وجسده يتمايل بلا هدف.
أثناء تأملهم في هذه الرؤية المرعبة، شعروا بتجمد الدم في عروقهم، وعندما حاولوا الهرب، وجدوا أنفسهم محاصرين في مواجهة المخلوق الشرير.
بينما كان الشباب يحاولون التفكير في خطة للهرب، زادت الأصوات المرعبة في المقبرة، وبدأت الأرواح تتجاوز حدود الظلام وتقترب بسرعة متزايدة. بدا وكأن الهواء نفسه يتحول إلى شيء مظلم وملتهب، يحيط بهم ويمنعهم من التحرك.
في لحظة من الفزع، قرر الشباب الهروب والبحث عن مخرج من هذا الكابوس المرعب. بينما كانوا يركضون بسرعة نحو المخرج الوحيد المتاح، شعروا بأنفسهم يُسحبون إلى داخل الأرض بقوة خارقة.ولكنهم قد فقدوا وعيهم.
وفيما بعد، عندما استعادوا وعيهم، وجدوا أنفسهم ملقين في الخارج على الأرض ويحيط بهم الظلام التام. لم يعد هناك أي علامة على الأرواح.
بينما كان الشباب يلتفتون حولهم في الظلام، بدأوا يسمعون أصواتًا مبتعدة تتجه نحوهم، وهي تتكاثر وتقترب ببطء. وفي لحظة من الدهشة والخوف، ظهرت شخصية مظلمة في الظلام، وكانت تبدو وكأنها شبح متجسد.
"من أنت؟"، صرخ جون بصوت مرتجف.
الشخصية المظلمة أجابت بصوت مهزوز: "أنا صاحب هذه المقبرة... أو كنت فيها على الأقل. وأنتم؟ ما الذي تفعلون هنا؟".
سارة، الفتاة الشجاعة، قدمت إجابة: "نحن لم نكن نعرف أن هذه المقبرة مليئة بالأرواح . أردنا فقط القليل من المغامرة، لكننا أدركنا أننا ارتكبنا خطأ كبيرًا".
تراجعت الشخصية المظلمة إلى الوراء قليلاً، وبدت ملامح الحزن والأسف تتسلل إلى وجهها المخيف. "أنا أعلم ما حدث هنا،" قالت بصوت هامس، "أنا قاتل ذلك الرجل... صاحب المقبرة".
استغرب الشباب، وتبادلوا نظرات مندهشة. "لكن لماذا؟ ومن كان هذا الرجل؟"، سألت سارة بفضول.
"هذا الرجل،" أجابت الشخصية المظلمة بحزن، "كان جاري القديم، ولكنه كان أيضًا قاتلًا بارد القلب. قتل زوجتي البريئة في بيتي، دون رحمة أو شفقة. وبعد ذلك، قام بدفنها هنا في المقبرة، حيث بدأت روحها الغاضبة تصرخ بالانتقام. ولكني لم أستطع تحمل ذلك، فقررت أن أنهي هذا الجحيم بيدي".
الشباب صدموا من القصة، وأدركوا أنهم قد وقعوا في وسط قصة أكثر رعبًا مما كانوا يتوقعون. تراجعوا خلفًا، مشعرين بالرعب والتوتر يتسلل إلى قلوبهم، وهم يفكرون في كيفية الهروب من هذا الكابوس الذي يتحول إلى حقيقة.
فجأة، تعالت أصوات الصراخ من حولهم، وظهرت أشباح أخرى من بين الأشجار المعتمة. كانت أصواتهم تعلو وتتراقص في الهواء المظلم، مما جعل الشباب يشعرون بالرعب يسري في عروقهم.
وفي تلك اللحظة المرعبة، اندلعت نيران مشتعلة من حول الشخصية المظلمة، مما أنار المكان بشكل مفاجئ وكشف عن وجهها المتشوه. كانت عيناها تلمعان بالغضب والحزن، ووجهها مليء بالنُدب والعلامات التي تحمل أثرًا لسنوات العذاب والقتال.
"أنا أسفة على كل ما حدث هنا"، قالت الشخصية المظلمة بصوت يملؤه الأسف والندم، "ولكن الآن يجب عليكم الرحيل. هذا المكان ليس آمنًا بالنسبة لكم، والأرواح لن تتوقف عن البحث عن الانتقام".
من غير المعقول أن يبقى الشباب في هذا المكان الملعون لفترة أطول، لذا قرروا الانصراف على الفور. ركضوا بسرعة نحو الخارج، وقدموا الوعد لأنفسهم بعدم العودة مرة أخرى إلى هذا الصرح المرعب.
وبينما تركوا المقبرة وراءهم، استمر صراخ الأرواح في الهواء، يذكرهم بالخطر الذي لا يزال يتربص في زوايا الظلام. ومع كل خطوة يأخذونها، تشتد الرغبة في البعد عن هذا الكابوس المظلم والعودة إلى عالم الأنوار والأمان.
منذ ذلك الحين ، قرر الشباب ألا يعودوا إلى مقبرة "ويستفيل" مرة أخرى، وأن يحذروا الآخرين من الاقتراب من هذا الصرح الملعون. وحتى الآن، لا يزال الصراخ المرعب لأرواح المقبرة يتردد في أذهانهم، يذكرهم دائمًا بأن الظلام يحمل أسرارًا لا ينبغي الاقتراب منها.