روكي والمدينة المنسية ( مغامرات كلب وحيد في عالم مهجور )
كان هناك كلب يُدعى روكى ، كان كلبًا كبيرًا وشجاعًا. عاش روكى في مدينة كبيرة مزدحمة يعيش فيها الكثير من البشر، ولكن في ليلة من الليالي، حدث شيء غير عادي. انتشرت في المدينة شائعات عن وجود فيروس خطير ينتقل بين البشر وبالفعل مات الكثير منهم. لذا قرر الجميع مغادرة المدينة والبحث عن مأوى آمن.نظرًا للخطر الذي كان يشكله هذا الفيروس،
لكن روكى لم يرحل مع الآخرين وظل وحيداً فى المدينة . فلم يكن هناك أحد يرعاه أو يهتم به، لذا اضطر أن يبقى في المدينة الخالية من البشر. كان روكى يعلم أنه يجب أن يكون حذرًا، ففيروس البشر قد يكون خطيرًا على الحيوانات أيضًا. ومع ذلك، فإن الشجاعة والفضول دفعاه لاستكشاف المدينة بمفرده.
تجول روكى وحيداً في الشوارع المظلمة والمهجورة، وكل ما رآه هو المباني المهجورة والمتاجر المغلقة. كانت الأنوار مطفأة، والصمت الذي يخيم في الهواء يعزز الشعور بالوحدة. ومع ذلك، لم يشعر روكى بالخوف. ولكنه كان يشعر بالحزن بعض الشيء لأنه لم يعد هناك أصدقاء يلعب معهم أو أشخاص يحتضنونه.
في إحدى الليالي، انتشرت رائحة تجذب انتباه روكى . اتبع الرائحة ووصل إلى مطعم مهجور. وبحذر تسلل إلى الداخل واكتشف أن هناك كمية كبيرة من الطعام المتبقي. كانت هذه فرصته الذهبية ليأكل من الطعام الذي قد يكون الوحيد المتاح له في المدينة.
بينما كان روكى يأكل، سمع صوتًا غريبًا يقترب نحو المطعم. وتحرك ليتعرف على صاحب الصوت فرأى قطة صغيرة , خائفة وهزيلة.. كانت تائهة تبحث عن الطعام ، وبدت وكأنها لم تأكل منذ فترة طويلة. شعر روكى بالشفقة تجاهها وقرر أن يساعدها.
اقترب روكى من القطة بهدوء، وحاول أن يهدئها بلطف. بعد بضع دقائق من التعامل اللطيف، تمكّن روكى من يكسب ثقة القطة. وأكد لها انه لن يتركها وحدها في المدينة وأنه سيحملها ويوفر لها الحماية والرعاية. قرر روكى أن يتولى مسؤولية حماية القطة وأن يكون لها صديقًا ورفيقًا. واطلق عليها اسم كاتى
مع مرور الوقت، نمت الصداقة بين روكى و كاتى.
كانا يستكشفان المدينة معًا، يتجولان في الشوارع الهادئة ويستمتعان باللحظات المشتركة. اكتشفا أماكن جديدة واكتشفا أشياء غير متوقعة في البيئة المحيطة بهما.
على مدار الأسابيع القليلة التي قضياها معًا، تعلم روكى و كاتى كيفية الاعتماد على بعضهما البعض والبقاء قويين في الظروف القاسية. تبادلا الحنان والراحة في لحظات الوحدة والشجاعة في مواجهة التحديات التي قابلتهما.
ولكن الحياة في المدينة الخالية من البشر لم تكن سهلة. بدأت الموارد تنضب تدريجيًا، وكان من الصعب العثور على الطعام والماء. تصاعدت الصعوبات مع مرور الوقت، مما جعل روكى و كاتى يعيشان في حالة من الجوع والإرهاق.
ومع ذلك، لم يفقدوا الأمل. استمروا في البحث عن طعام وماء، وفى ظل هذه الظروف الصعبة ، ظهرت مجموعة من الحيوانات الأخرى في المدينة الخالية من البشر. انضم روكى و كاتى إلى هذه المجموعة وأصبحوا عائلة صغيرة متماسكة.
تعاون الجميع للبحث عن الموارد وحماية بعضهم البعض من الخطر. أصبحت المدينة المهجورة موطنًا لهم، وعلى الرغم من قسوتها وتحدياتها، وجدوا السعادة في وجود بعضهم البعض.
قام روكى بتنظيم جولات استكشافية للمدينة، حيث قاد الحيوانات إلى اماكن جديدة عثروا فيها على الموارد الضرورية مثل الماء النقي والطعام البري. وقاموا بتوزيع هذه الموارد بشكل عادل فيما بينهم، مما ساعدهم على البقاء والاستمرار.
بدأت الحيوانات في التكيف مع الحياة الجديدة. و أنشأوا نظامًا للحماية، حيث قام روكى بتعيين حراس ليتجولوا في المدينة ويحافظوا على الأمن والأمان. وكانت كاتى ببصرها الحاد، تلعب دورًا مهمًا في الكشف عن أي خطر قد يهدد الحيوانات.
وانتشرت العصافير تغرد فوق الأشجار والفراشات بالرقص في الحدائق المزهرة ، وعاشت كل الحيوانات فى محبة وسلام في المدينة الخالية من البشر. فتعاونوا معًا للحفاظ على جمال المدينة ونظافتها