سمورة والبالونة المسحورة ... رحلة الإثارة في عالم الخيال
فى يوم جميل مشرق ، حيث كانت السماء صافية والشمس تضئ الشوارع بأشعتها الذهبية. ، كان هناك طفل صغير يدعى ( سمورة ) يقف أمام منزلهم فى أحد الأزقة الضيقة .
فجأة، انتبه ( سمورة ) إلى شيء غريب يتطاير أمامه. كانت بالونة ملونة ترقص بخفة وسط الهواء.. ولكن سرعان ما ارتفعت هذه البالونة وأخذت تتباعد شيئًا فشيئًا حتى اختفت خلف المباني والبيوت القريبة. فحزن ( سمورة ) لإختفائها ولكن بعد لحظات قليلة ، ظهرت البالونة من جديد وهى تتطاير بين البيوت فوق أحد الأزقة الضيقة .
كان ( سمورة ) مبهوراً بمنظر البالونة الملونة المتحررة والمنطلقة بين البيوت ، لم يتمالك نفسه من الإثارة والفضول ، فقام بمطاردة البالونة عبر الأزقة.
تتبع ( سمورة ) البالونة بسرعة، وهو يشعر بالسعادة والفرح وهو يلاحقها. تطايرت البالونة فوق رؤوس الناس وفوق الأسواق، ولكنها لم تتوقف أبدًا. استمرت في الارتفاع والهبوط بشكل مجنون، وكأنها تتجاوز كل حاجز يمنعها من الهروب.
عندما دخل ( سمورة ) إلى أحد الأزقة الضيقة، شعر باليأس. كان يعلم أنه ليس بإمكانه الوصول إلى البالونة، فقد كانت تحلق عالياً في السماء. وقرر الرجوع الى منزله حزيناً ولكن حدثت المفاجأة،
ظهرت البالونة أمام ( سمورة ) ووقفت أمامه واصبحت فى متناول يده ، ( سمورة ) بفرح مد يده وامسك البالونة من خيط قصير كان متدلى منها واغمض عينه من فرط سعادته
وبدأت البالونة ترتفع مرة أخرى إلى أعلى ولكن هذه المرة وهى تحمل ( سمورة ) الذى افتح عينيه بفرح ودهشة حينما رأى نفسه يطير في السماء، ممسكاً بالبالونة في رحلة خيالية.
استمرت البالونة في الطيران عبر أفق المدينة، و( سمورة ) يمسكها بفرح وحماس. مرت البالونة فوق البحر بلونه الأزرق الجميل والحقول الخضراء. تأمل ( سمورة ) في جمال المناظر الطبيعية وهو يحلق في السماء الواسعة، وهو يمر فى كل لحظة بتجربة فريدة ومثيرة بالنسبة له. وهو يشاهد هذه المناظر الخلابة المدهشة تتكشف أمام أعينه.
رأى السحبً تتشكل بأشكال غريبة ومذهلة، كأنما فنان ضخم يقوم بالرسم على لوحة السماء السحرية . كانت السحب تتحول من شكل إلى شكل آخر، متلونة بألوان عجيبة ، وتمتزج بأشعة الشمس المتساقطة.
وبينما كان ( سمورة ) يستمتع بجمال هذه المناظر، بدأت الطيور بالظهور في السماء، تحلق بحرية وجمال فوق رأسه، كأنها ترقص في سعادة بالحرية التي تتمتع بها. كانت الطيور تغني أناشيدها، و( سمورة ) يستمع إلى ألحانها الرائعة التي تملأ السماء بالفرح والسعادة.
وفي لحظة، وبينما كانت الشمس تبدأ بالغروب، اشتعلت السماء بألوان ساحرة وجميلة، كأنها لوحة فنية تم إنشاؤها خصيصًا لإبهاره. كان اللون الأحمر يمتزج بالبرتقالي والأصفر، مما أضفى جوًا من الرومانسية والسحر على الرحلة.
لكن بينما كان يستمتع بجمال هذه اللحظات الساحرة، لم ينتبه إلى أنه يقترب ببطء من عاصفة قوية. بدأت الرياح فى الهبوب والسماء بالتحول إلى لونٍ رمادي مظلم، وبدأ البرق بالتوهج في الأفق، يعلن وصول العاصفة.
شعر ( سمورة ) بالقلق يتسلل إلى قلبه، ولكنه لم يفقد الأمل. بدأ يحاول التفكير في الطرق التي يمكن أن يتعامل بها مع هذا الموقف الصعب. حاول أن يستمتع باللحظات الأخيرة من هذا الجمال الساحر الذي يحيط به، متمنيًا أن تنتهي العاصفة سريعًا.
ومع ازدياد قوة الرياح وتزايد حدة البرق، بدأ ( سمورة ) في الشعور بالخوف والتوتر. لكنه لم يستسلم، بل استمر في الصمود والتمسك بالبالونة بإصرار شديد، مصممًا على البقاء قويًا في هذه المحنة.
وفي النهاية، بعد لحظات من الصبر والتحمل، بدأت العاصفة تتلاشى ببطء، والرياح تهدأ تدريجيًا. وبينما انتهت العاصفة، وجد ( سمورة ) نفسه والبالونة يتدليان بلطف فوق حديقة خضراء بها الكثير من الزهور والورد ، وشعر بالأمان والسلام يملأ قلبه.
وما ان هبطت البالونة ولمست أرجل ( سمورة ) الأرض، بدأ الهواء يتسرب من داخل البالونة التى إنكمشت فى هدوء . أمسك ( سمورة ) بالبالونة المنكمشة بين يديه برفق وحنان. بينما تساقطت الدموع من عينيه وهو يبكى قائلاً ( لا تتركينى يا صديقتى الساحرة .. لا تتركينى ) ولم يشعر ( سمورة ) بنفسه إلا وهو نائماً فى سريره يردد (لا تتركينى ... لا تتركينى يا صديقتى الساحرة ) وبدأ يستيقظ من نومه وعندما افتح عينيه رأى البالونة التى احضرها له والده مساء الأمس .
نظر( سمورة ) إلى البالونة وقرر ان يجتهد فى حياته ليستكشف العالم ويحقق كل أحلامه. فالأحلام لا حدود لها ، وأنه يمكن للخيال أن يحلق به في السماء حتى أبعد الحدود. فالأزقة الضيقة لا تكفي للحدود التي يمكن أن يصل إليها عقله المليء بالإبداع والتفاؤل.
فلنعش يا أصدقائى الحياة بروح المغامرة ولنستمر في مطاردة أحلامنا بقلب مليء بالأمل والتصميم.