*"قصة عماد الدين زنكي"* هزيمة المسلمين أمام الصليبيين*

 الامة الاسلامية هي خير امة اخرجت للناس،وهذه حقيقة ذكر عز وجل في كتابه وذكر حبيبنا صلى الله عليه وسلم في كثير من احاديثه وصدقها التاريخ ويصدقها الواقع. لكن هذه الامة مع عظم قدرها وجلالة مكانتها تهزم في كثير من مراحلها. لماذا يمكن ربنا عز وجل غير المسلمين على الأمة الاسلامية في مواقف كثيرة مرت في التاريخ في حروب في نزالات في قتالات؟ لماذا يمَكن لهؤلاء الاعداء على الامة الاسلامية وهم لا يعبدون الله عز وجل؟نذكر كلمة عمر رضي الله عنه وارضاه والاشارة العظيمة التي اشار بها في منتهى العمق ان الامة الاسلامية اذا كانت على معصية واذا تركت كتاب ربها عز وجل واذا تركت سنة نبيها صلى الله عليه وسلم. هنا يمكن ربنا عز وجل للاعداء الذين لا يعبدون الله عز وجل من هذه الامة الشريفة الكريمة الخيرية الجليلة امة الاسلام. لان الله عز وجل لا يقبل لامة ان ترفع كتابه وان تحمل سنة نبيه صلى الله عليه وسلم وهي مضيعة ومفرطة لهما. وهي تعصي الله عز وجل وتكثر من الذنوب. والامة الاسلامية في زمان الحروب الصليبية. كانت على درجة كبيرة جدا من المعصية. تركت كتاب عز وجل. منعت الزكاة  شربت الخمر تعاملت بالربا. تعاملت بالزنا. قبلت بالظلم الزي كان متفشيا هنا وهناك. هذه الاعراض الكثيرة يا اخواني ويا اخواتي. لماذا انتشرت في الامة الاسلامية في هذا الزمن؟ لماذا حدث هذا الانكسار الغير مقبول في ايمانيات الامة الاسلامية. 

 لماذا سقطت الامة الاسلامية تحت اقدام الصليبيين؟مع انهم كانوا اقل عددا وعدة من المسلمين؟ومع انهم دخلوا في عمق  بلاد الاسلام ومع ان المدد عندهم كان يأتي من فرنسا ومن ايطاليا ومن اسبانيا على بعد مئات بل الاف الاميال من بلاد المسلمين، ومدد المسلمين كان قريبا وعدتهم كانت كثيرة واعدادهم كانت هائلة. لماذا حدث هذا الفساد؟ وهذا الانقلاب في المعادلة لانهم كانوا على معصية كبيرة. لكن السؤال لماذا كان المسلمون على معصية كبيرة في هذا الزمن؟ اقول لكم المسلمون يا اخواني عندما يتمكنون في الارض عندما تزداد قوة المسلمين اذا كثرت اموالنا جدا اذا زادت سيطرتنا جدا فان المسلمين يفتنون بهذا الملك وهذا السلطان  وهذه الكثرة في المال  هذه سنة ،ولذلك حذرنا نبينا صلى الله عليه وسلم  حذرنا من كثرة الدنيا ونبهنا الى فتنة المال قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف فوالله ما الفقر اخشى عليكم لو تعيشوا فقراء ازمانا طويلة وعقودا كثيرة فلا خوف على المسلمين. من الفقر قال فوالله ما الفقر اخشى عليكم  ولكن اخشى عليكم ان تبسط الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم. فتنافسوها كما تنافسوها كما اهلكتهم. 

الذي اهلك الامم السابقة انه كثرت اموالهم جدا واتسعت دنياهم جدا بسطت عليهم الدنيا كما عبر حبيبنا صلى الله عليه وسلم. فقام التنافس والتنازع على هذه الدنيا وسقطت الامة في براكن المعصية. الخمور تشرب بكثرة في زمن التمكين. والربا يتعامل به بكثرة في زمان التمكين. والزنا والخلاعة والنجون والغناء وغير ذلك من الوان اللهو تنتشر بكثرة في زمن التمكين. المسلمون في زمن الاستضعاف قريبون من الله عز وجل. يرفعون ايديهم اليه نهار ان يعيد لهم مجدهم وان يعيد لهم نصرهم وان يمكن لهم في الارض. قريبون جدا من الله عز وجل. يعبدون الله عز وجل كما يجب ان يعبد في زمان الاستضعاف. فاذا مكنوا سقطوا. لذلك يا اخواني يفسرذلك لنا مواقف هائلة في التاريخ الاسلامي. هذه القصة التي نحن بصددها قصة الحروب الصليبية وقصة عماد الزنكي رحمه الله ونور الدين محمود بعد ذلك وصلاح الدين الايوبي. تخيلوا الاعداد الذي قام به المسلمون للوصول الى التمكين للوصول الى نقطة حطين الى نقطة فتح بيت المقدس، الى تحرير فلسطين. أخذوا كم من السنين؟ اكثر من ثمانين سنة من الإعداد. 

 كل هؤلاء الصالحين الذي ذكرنا اسمائهم بذلوا جهدا مضنيا وبذلوا دماء غالية وصرفوا اموالا هائلة وبعد ذلك انفرط العقد وقسمت الدولة على اولاد صلاح الدين على اخوته وضاعت القضية بل واقول لكم في منتهى الحسرة سلم بيت المقدس هدية للصليبيين دون قتال بيت المقدس الذي بذل فيه عماد الدين زنكي ونور الدين محمود ثم صلاح الدين الايوبي جهودا هائلة. وسالت فيه دماء كثيرة ودخلناه فاتحين زمان صلاح الدين الايوبي بعد موت صلاح الدين الايوبي بعدة سنوات قليلة سلم الايوبيون الذين استلموا التركة العظيمة والملك الكبير بعد صلاح الدين الايوبي سلموا هذا الملك الى  الصليبيين دون ثمن ودون قتال . ما الذي حدث يا اخواني؟الذي حدث هو انبساط الدنيا كثرة الاموال وهي فتنة لن تتغير ولن تتبدل لايقول احد. درسنا التاريخ. وعرفنا احواله. وعرفنا الازمة. فليكن عندنا ظرف مستقبلي لا ننظر للدنيا ولا نفتن بها  ولا تسقط اقدامنا في الدنيا اقول لكم هذا   لا يمكن ان يتحقق…… هي سُنة ماضية. الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم في غزوة احد.لماذا تركوا اماكنهم فوق كذا؟والقائد الاعلى لهذا الجيش لا أقول عماد الدين ولا صلاح الدين الايوبي،انما هو رسول الله صلى الله عليه وسلم. وضح لهم وبين لهم وفقههم وعلمهم ومع ذلك تركوا كل شيء ونزلوا الى الارض مخالفين لرسول الله صلى الله عليه وسلم لماذا حدثت المعصية؟ لماذا ترك الرماة الجبل  لماذا فر بعض   الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم من ارض الجهاد الى كل مكان حتى وصل بعضهم في    فرارهم الى المدينة المنورة ذكر ذلك ربنا عز وجل تصريحا في كتابه الكريم قال منكم من يريد الدنيا هؤلاء الذين فر ومنكم من يريد الاخرة. هؤلاء الذين ثبتوا. 

القضية في منتهى الوضوح اذا تغلغلت الدنيا في قلوب المسلمين، اذا كثرت الاموال اذا القيت الغنائم على الارض نسي المسلمون اوامر رسولهم صلى الله عليه وسلم مع وجوده في وسطهم فكيف بهم اذا لم يكن موجودا صلى الله عليه وسلم بجسده وسط المسلمين نسوا ذلك مع وجوده في وسطهم ونزلوا ..وقالوا امت عنا يدك يا عبدالله….. عبدالله بن جبير عندما كان يحذرهم ويذكرهم بقول حبيبنا صلى الله عليه وسلم. وقالوا الغنائم الغنائم الاموال الاموال وانطلقوا اليها. كذلك حدث في كل الازمان التي سقط فيها المسلمون. اذا نظرنا الى الفترة التي سبقت الحروب الصليبية مباشرة نجد فترة علو ظاهر للمسلمين. دولة السلاجقة العظام الدولة العظيمة المجاهدة الكبيرة التي جاهدت طوال واعدت اعدادا مبنيا وعظيما وسنتعرض باذن الله الى جهد دولة السلاجقة كانت وصلت الى قمة مجدها كانت قد وصلت الى اعلى درجات العلو. كانت قد وصلت الى دولة تحكم من الصين والهند شرقا الى الشام بيزنطة غربا دولة هائلة تضم بين طياتها من دول زماننا المعاصر اكثر من عشرين دولة عندما وصلت الى هذا العلو الكبير فتنت بالدنيا وهذا شيء طبيعي جدا وتنافسوا الدنيا وكثرت فيها الذنوب والمعاصي. فكانت حتمية  ولا جدال فيها ولا هناك وليس هناك امل ابدا للمسلمين اذا حدث هذا الامر ان يمكنوا في الارض او يستمر تمكينهم انما حدث الامر الذي لابد ان يحدث السقوط وكان هذا امرا رأيناه بعد تمكين الدولة السلاجقة وكان من نتيجته ان دخل الصليبيون الى بلاد العالم الاسلامي.  هل كان هذا هو العامل الوحيد الذي رأيناه للدنيا؟لا كان هناك عاملا مهما جدا جدا اثر في بناء الامة الاسلامية 
يتبع…..