من قصص حرب تجار العملة في مصر – السوق الأسود العتيق
من قصص حرب تجار العملة في مصر – السوق الأسود العتيق
مقدمة القصة
في حي شعبي قديم في قلب القاهرة كان هناك محل صغير يدعى (السوق العتيق) هذا المحل كان يبيع كل شيء تقريباً من الملابس التقليدية إلى الأدوات المنزلية والتحف القديمة وكان مالك المحل (عم عبدو العدوي) رجلاً محبوباً ومعروفاً في الحي ولكنه كان يخفي سراً كبيراً فعم عبدو كان أحد أكبر تجار العملات في السوق السوداء وكان يستخدم محله كواجهة لأعماله غير القانونية.
الفصل الأول: البداية
كان عم عبدو يدير محله بمهارة فائقة ويعرف كل صغيرة وكبيرة في السوق وكان الجميع يأتون إلى محله لشراء ما يحتاجون إليه ولكن قليلين هم الذين كانوا يعرفون أن في الخلف في خلف الستار السميك كانت تتم صفقات ضخمة لبيع وشراء العملات ، وذات يوم جاء إلى المحل شاب يُدعى (خالد الأسواني) وكان يعمل في إحدى الشركات الكبيرة وكان بحاجة ماسة إلى الدولار لدفع رسوم دراسية لأخيه في الخارج فسمع خالد من أصدقائه عن عم عبدو وعن قدرته على توفير العملات الأجنبية بأسعار مغرية.
الفصل الثاني: لقاء خالد وعم عبدو
دخل خالد المحل وبدأ يتجول بين الرفوف وبعد فترة قصيرة:
إقترب منه عم عبدو بإبتسامته المعهودة وقال: كيف أقدر أخدمك اليوم يا أبني؟
أبتسم خالد وقال: أنا سمعت أنك تبيع الدولار بأسعار جيدة.
نظر عم عبدو حوله بحذر ثم قال بهدوء: أتبعني.
قاد عم عبدو خالد إلى غرفة خلفية مليئة بالكتب القديمة والصناديق المغلقة جلسا على طاولة صغيرة وبدأ الحديث.
عم عبدو: كم تحتاج من الدولارات؟
خالد: أحتاج 2000 دولار.
عم عبدو: السعر الرسمي هو 50 جنية للدولار في البنوك وطبعاً لا يوجد بيع في البنوك و ذلك لنقص العملة الأجنبية في مصر ولكن في السوق السوداء يمكنني أن أعطيك بسعر 65 جنية للدولار و هذا سعر مخصوص لك لأنك زبون جديد غيري سيعطيك على 72 أو 70 جنية للدولار .
خالد: هذا رائع !! سأشتري 2000 دولار.
الفصل الثالث: الصفقة الأولى
أخرج خالد النقود وأعطاها لعم عبدو والذي أخرج بدوره كيساً صغيراً مليئاً بالدولارات وخالد شعر بالراحة لأنه تمكن من تأمين المبلغ المطلوب ولكن القصة لم تنتهِ هنا حيث خالد عاد إلى محله مرة أخرى بعد أسابيع قليلة ولكن هذه المرة كان لديه هدف آخر فهو أراد أن يعمل مع عم عبدو وأن يصبح جزءاً من تجارته السرية.
الفصل الرابع: خالد يتعلم الحيل
بدأ عم عبدو يعلم خالد كل الحيل والأساليب لتجارة العملات ومنها كيفية جذب الزبائن إلى كيفية التفاوض على الأسعار وكان خالد متعلماً سريعاً وفي غضون أشهر قليلة أصبح واحداً من أنجح التجار في السوق السوداء.
الفصل الخامس: المنافسة
لكن النجاح لم يكن سهلاً وكان هناك تجار آخرون يحاولون السيطرة على السوق ومن بينهم كان هناك رجل يُدعى (حسام أبو الفدا) والذي كان يعرف بأنه لا يتورع عن إستخدام أي وسيلة لتحقيق أهدافه ، فحاول حسام بكل الطرق أن يعرقل عمل خالد وعم عبدو فأرسل جواسيس لمراقبتهم وحتى حاول أن يرشو بعض العملاء للإبتعاد عنهم ولكن خالد وعم عبدو كانوا دائماً على أهبة الإستعداد.
الفصل السادس: المواجهة
ذات يوم قرر حسام أن يواجه خالد وعم عبدو مباشرة فجاء إلى المحل وبدأ يتحدث بصوت عالٍ ليجذب أنتباه الجميع:
حسام: أنا سمعت أنك يا عم عبدو تتاجر بالعملة بشكل غير قانوني وماذا ستفعل عندما تكتشف الشرطة؟
أبتسم عم عبدو بهدوء وقال: أنا رجل شريف وكل ما أفعله هنا هو بيع التحف والملابس وإذا كنت تريد أن تتهمني فأنت تحتاج إلى دليل.
حسام: حسناً سأحصل على الدليل قريباً وعندما أفعل ستكون نهايتك.
الفصل السابع: الخطة الذكية
بعد مغادرة حسام إجتمع خالد وعم عبدو للتخطيط لكيفية التعامل مع هذا التهديد الجديد فقرروا أن يستخدموا دهائهم للإلتفاف على حسام وإظهار أنه هو المخالف للقانون.
الفصل الثامن: الإيقاع بحسام
بدأ خالد في جمع الأدلة ضد حسام وإكتشف أن حسام كان يتاجر بالعملات بطريقة أكثر غشاً وخداعاً مما يمكن تصوره فجمع خالد الأدلة وقدمها للشرطة وفي يوم من الأيام كانت هناك مداهمة كبيرة في سوق العملات السوداء فتم القبض على حسام ومعه مجموعة كبيرة من العملات الأجنبية والمصرية المزورة وتم إغلاق محله وإعتقاله بتهمة التجارة غير القانونية في العملة.
الفصل التاسع: النجاح والإعتراف
بعد هذه الواقعة أصبح عم عبدو وخالد من أشهر تجار العملات في القاهرة ولكنهما قررا أن يبتعدا قليلاً عن السوق السوداء ويعملان بشكل قانوني أكثر وذلك حفاظاً على سمعتهما وعدم تعرضهما للقبض عليهم بسبب هذة التجارة المخالفة للقانون والتي تترواح فيها العقوبة من 3 إلى 10 سنوات مع مصادرة الأموال وضياع حياتهم وأصبح خالد شريكاً في المحل وأخذ عم عبدو يعلمه كل يوم كيف يكون تاجراً ناجحاً والمحل توسع وأصبح يبيع مجموعة متنوعة من البضائع ولكنهما إحتفظا بتجارة العملات كسر صغير لا يعرفه سوى الزبائن الموثوق بهم.
الفصل العاشر: النهاية السعيدة
إستمر عم عبدو وخالد في العمل معاً لسنوات طويلة وأصبحت حياتهما مليئة بالمغامرات ومصادفة المزيد من المنافسين الذين يريدون الإطاحة بهم وفي كل مرة يرويان قصصهما لأصدقائهما ولا يستطيع أحد أن يصدق أن هذا المحل البسيط كان يوماً ما واجهة لأكبر تجارة عملات في السوق السوداء.
وهكذا في قلب القاهرة بقي (محل السوق العتيق) شاهداً على قصة مليئة بالحيل والمغامرات وعلمت الجميع أن الذكاء والشجاعة يمكن أن يجعلا أي شخص ناجحاً حتى في أصعب الظروف و لكن يبقى دائماً الطريق الصحيح هو الحل الأفضل و الأمن للربح الحلال الغير مخالف للقانون والذي لا يعرض صاحبه للمهالك وضياع حياته .
قصة خيالية الهدف منها فقط هو التسلية وليتعرف القاريء أن كثير من الناس يتخذ أعماله كستار لأعمال أخرى خفية ولكن الجريمة دائماً لا تفيد.