حكاية أحلام اللى بتحلم لما تنام
في قرية صغيرة علي أطراف المدينة كانت ( نور سين ) فتاة عمرها 19 سنة ولكنها ليست كأي فتاة فى مثل عمرها فقد كانت لديها قدرة غريبة لم يكتشفها أحد . فقط ( نور سين ) اكتشفتها وهي في السادسة من عمرها عندما حلمت انها تلعب مع قطة صغيرة؛ وبعد ظهر اليوم التالي احضر والدها قطة صغيرة هي نفس القطة التي شاهدتها امس في حلمها ؛ وقتها اصيبت ( نور سين ) بالدهشة . وعندما اخبرت اخوها بذلك سخر منها .
وقال لها : اذا كان ما تقولين صحيح فسوف نغير اسمك من ( نور سين ) الي أحلام اللي بتحلم لما تنام وانفجر في الضحك ههههههههه.
وتكرر معها ذلك اكثر من مرة فكانت تحلم انها في الملاهي تلعب وهي سعيدة ؛ وفي اليوم التالي تم الإعلان في المدرسة عن رحلة للملاهي فأندهشت لذلك ؛ وعندما أخبرت أمها بذلك سمعها اخوة وسخر منها بنفس الطريقة فصاحت فيه أمه غاضبة : كف عن ذلك فأنت تزعج أختك .
وأنفجرت (نورسين ) في البكاء ؛ ولكن في أحد أركن الغرفة كانت تجلس الجدة (أمينة ) التي كانت تنظر إلي (نورسين ) بنظرات غريبة ؛ وبعد عدت أيام أحضرت الجدة (أمينة ) قلادة (سلسلة ) علي شكل قلب كهدية (لنورسين ) التي فرحت بها كثيرا. وكانت علي وشك أن تقول شئ ولكنها صمتت واكتفت بأحتضان جدتها
وقالت لها : اشكرا يا جدتي أنها جميلة جدا . ولكنها كانت شاردة الذهن فقد كانت هدية جدتها هي القلادة نفسها التي حلمت بها. ولكن هذة المرة لم تخبر أحد انها حلمت بهذة القلادة خوفا من التعرض للسخرية وعدم تصديقهم لها. رغم ان جدتها كانت تنظر اليها بطريقة غريبة وكانها تنتظر منها قول شئ ما .ومرت الايام وكبرت
( نورسين ) وهي صامته لا تخبر أحد عن أحلامها . في الواقع كانت قدرة (نور سين) الغريبة على رؤية الأحلام تعطيها نظرة فريدة على العالم، ولكنها كانت أيضًا مصدرًا للسخرية والتنمر من قبل الآخرين ؛ وفي يوم من الأيام خرج الامر عن سيطرتها عندما كانت في أحد الليالي قلقه بسبب امتحان الغد ؛ وعندما نامت حلمت انها تمسك بورقة الاسئلة وتجيب عن الاسئلة ؛ وفي الصباح اصيبت ( نور سين) بالدهشة عندما دخل المعلم الفصل وقام بتوزيع ورقة الاسئلة ؛ ووجدت نفسها تمسك بنفس ورقة الاسئلة التي حلمت بها بالامس ؛ وعندما اخبرت صديقتها بذلك سخرت منها؛
وقالت( لها نفس كلام اخوها) :- اذا كان ما تقولين صحيح فسوف نغير اسمك من ( نور سين ) الي أحلام اللي بتحلم لما تنام وانفجرت في الضحك ههههههههههه ؛ ولم تكتفي بذلك بل اخبرت باقي الصديقات فقاموا بالسخرية منها أيضا .
شعرت (نور سين) بغضب فهي لا تفهم ماذا يحدث لها بالضبط ؛ و لماذا هي التي يحدث لها ذلك ؟ وعندما عادت الي المنزل كانت مازالت غاضبة فسالتها والدتها : هل هناك ما يضايقك يا ( نور سين ) .
( نور سين ) : لا شئ يا امي انا فقط مرهقة واريد ان انام . وذهبت الي حجرتها . لحقت بها جدتها
ينما كانت جدتها تجلس بجانبها في الغرفة، شعرت (نور سين) بالراحة والاطمئنان؛ كانت جدتها دائمًا مصدرًا للسلام والأمان . بدأت (نور سين) تتحدث ببطء، مشاركة جدتها ما كانت تشعر به داخليًا .
"(نورسين): جدتي، لا أفهم لماذا يحدث هذا لي . لماذا أنا الوحيدة التي يحدث لها تلك الأشياء ؟ ولماذا يسخرون مني؟" سألتها (نور سين) بصوت مكتوم..
رأت الجدة الحزن في عيون حفيدتها وأحسست بالألم الذي تعانيه. وضعت يدها بلطف على كتف (نور سين) وقالت بصوت هادئ: "عزيزتي، قد يكون لديك هبة خاصة وفريدة، ولكن ليس كل الناس يفهمون الهبات بنفس الطريقة. لكن يجب عليك أن تثقي في نفسك وفي قدراتك. قد تكوني قادرة على فهم أشياء أعمق وأكثر جمالًا من الآخرين.
ردت (نور سين ) : هل هذا يعني انك تصدقيني يا جدتي ؟
قالت الجدة : نعم يا أميرتي
( نور سين ) : لماذا ؟
الجدة : لستي الوحيدة .....وغمزت لها بعينها ؟
نظرت (نور سين) إلى جدتها بدهشة وسعادة عارمة للمرة الأولى تشعر بالثقة في قدرتها وفيما يجب أن تكون عليه؛ نبض قلبها بالامتنان لدعم جدتها وتفهمها ؛ ولكن لحظة ما معنى كلمات جدتها فنظرت اليها تبحث في عينيها عن الجواب .
"لستي الوحيدة؟" كررت ( نور سين) بدهشة، تحاول فهم المقصود.
(نور سين) بدهشة : هل تقصدين انك ايضا ؟
تبسمت الجدة في هدوء وهزت رأسها علامة على الموافقة .
(نور سين) تنظر إلى جدتها بدهشة أكبر، صدمها هذا الكشف المفاجئ. وارتسمت على وجهها ابتسامة واسعة تعكس سعادتها وتقديرها لجدتها وللروابط الخاصة التي تجمعهما .
"جدتي أنت أكثر من مجرد جدتي، أنت صديقتي ومعلمتي ومصدر إلهامي " قالت (نور سين) بصوتٍ مليء بالامتنان .
وضعت الجدة يدها برفق على كتف(نور سين) وقالت بلطف : "أنت أيضًا تمتلكي القدرة على الإيمان بالأشياء التي لا يمكن رؤيتها بسهولة، وهذا ما يجعلك مميزة وقوية. احتفظي دائمًا بهذه القوة واستخدميها لصالح الخير".
شعرت (نور سين) بالفخر والثقة ؛ وأدركت أنها ليست وحدها في رحلتها. لديها جدة رائعة تدعمها وتؤمن بها، وهذا يعطيها القوة لمواجهة أي تحديات قد تواجهها في المستقبل .
قالت الجدة : ليكن هذا سرنا الصغير يا اميرتي .
(نور سين) نظرت إلى جدتها بتقدير واحترام، وتبادلها الابتسامة بامتنان عميق. شعرت بأنها حصلت على هدية قيمة للغاية، سر صغير يجعلها تشعر بالقوة والثقة في نفسها .
قالت (نور سين ) بحماس وإصرار : شكرًا يا جدتي سأحتفظ بهذا السر في قلبي وسأستخدمه لتحقيق الخير في حياتي وحياة الآخرين .
أبتسمت الجدة مرة أخرى برفق وضمتها بحنان وقالت : أنت تجعلينني فخورة جدً يا أميرتي؛ ولكن تذكري دائمًا أن القوة الحقيقية تأتي من داخلك، وأنا دائمًا هنا لدعمك في كل خطوة على طريقك . ثم تركتها الجدة لتستريح
في منتصف الليل استيقظت العائلة علي صوت صرخات ( نور سين ) فهرع الجميع الي حجرتها وسألتها أمها بلهفة : ماذا حدث هل أنت بخير ؟
لكن ( نور سين ) لم تجيب عليها بل نظرت الي جدتها وهي تبكي وترتعش من الخوف .....
( يتبع )
